بين مناخ العراق وتشتت القرار.. أزمة توفير الطاقة الكهربائية
موسى عبد شوجة
ان مسألة وألية توفير الطاقة الكهربائية بالعراق ما هي الا وعود تتكرر على أذان العراقيين لسماعها كل صيف،..وكل عام...
ويتضح ان الحكومات المتوالية بالعراق قد عجزت بشكل لا يقبل الشك عن معالجة هذه المشكلة التي تفاقمت وتشابكت عللها . وان رجالات السياسة لا يفعلون شيئا على أرض الواقع في العراق الغني بالنفط. ومصادر الطاقة المتوفرة. وتداعيات انتعاش الجانب المالي في ظل ارتفاع سعر بيع النفط في هذه المرحلة الراهنة.
إلا أنه لم يطرأ أي تحسناً ملموساً في انتاج وتوفير الطاقة الكهربائيه ، فلا يزال العراقيون يعانون من هذه المشكلة التي كان لها اليد الطولى في انهيار الجانب الاقتصادي والمعاشي للعراقين الذين بحت اصواتهم من خلال المطالبة بسعي حكوماتهم المتعاقبة منذ 2003ولحد الان في إيجاد الحلول الناجعة لحل هذه المعضلة ، سيما وأن العراق كان البلد العربي الوحيد في طليعة من امتلك محطات توليد الطاقة الكهربائية منذ الاستعمار البريطاني.
وهنأ أود الإشارة ان اهم مسببات انهيار منظومة الكهرباء بالعراق هو الفساد المستشري في مفاصل حكوماته وان الادارة السياسية بالعراق تتحمل مسؤولية أزمة الكهرباء في العراق وكل افرازاتها .
ازمة كهرباء
إن إيجاد إجابة عن السبب وراء أزمة الكهرباء يعد أمرا شديد التعقيد. وفي هذا السياق، إن الأمر يشبه العاصفة الكبيرة إذ أنه لا يتعلق بمشكلة تقنية فحسب بل هناك عوامل غير تقنية وراء أزمة الكهرباء في العراق فهناك أسباب سياسية واقتصادية.
وأن هناك أسبابا لم يتم التعامل معها من قبل الحكومة بجدية وفق تخطيط مبرمج مسبق وسليم يتماشى والنمو السكاني وماتفرضة من تداعيات لزيادة الطلب على كمية الطاقة الكهربائية.
وكذلك التنبؤ بما تتطلب المرحلة الراهنه من مناخ لاهب وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية وزيادة فترة فصل الصيف واشتداد وطأته.
أن من البديهي الاشارة ان وزارة الكهرباء قد غفلت عن شراسة الازمه وان إدراكنا الواضح بارتفاع مستويات عدم الكفاءة سواء في العرض وأيضا بادارة الطلب المتزايد .
ومن المعلومات التي تم طرحها بين فينة واخرى ، من وزارة الكهرباء ان شبكة نقل الكهرباء في العراق قد فقدت ما بين 40 إلى 50 بالمائة من طاقتها وهذا يمثل الفارق بين ما تنتجه من الكهرباء وما يتم توفيره للمواطنين من كهرباء. وتحدث هذه المشكلة لأسباب تقنية، على سبيل المثال نتيجة تلف المعدات أو ضعف أدائها أو قدمها وعدم توفر قطع الغيار لصيانتها واهمالها.
وأيضا هناك أسباب غير فنية منها الفساد المالي والاداري المستشري في مفاصل الدولة ومؤسساتها وبالاخص القائمين على هذا الملف.
ولو لاحظنا ان إيران تجهز العراق بمقدار النقص بالطاقة والكهربائية والغاز الذي يغذي محطات توليد الكهرباء وهو الأمر الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ثني العراق عنه بسبب موقف الولايات المتحدة الأمريكية من خضم سياستها مع الجانب الإيراني وما ترغب الأخيرة في الضغط وشد الخناق على الجانب الاقتصادي لإيران مما أدى انعكاساته على ملف التجهيز.
ومؤخرا، طالبت إيران العراق بسداد مدفوعات الطاقة والديون المتراكمة عليه التي تقدر بمليارات الدولارات فيما تعد العقوبات الأمريكية على طهران أحد الأسباب وراء عدم قدرة الحكومة العراقية على سداد هذه المدفوعات بطريقة أسرع.
وتفيد البيانات المتدوالة بان العراق يحرق ما يزيد على 17 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب للنفط سنويا، ليحتل المرتبة الثانية بعد روسيا.
وان سبب عدم استثمار الغاز المصاحب في تشغيل محطات الطاقة الكهربائية هو ما تصبو إليه بعض الكتل السياسية لإبقاء العراق مستوردا للغاز وبالاخص من هذه الدوله الجاره.
وهذه الجهات هي ما تعرف بـالدولة العميقة التي تقف عائقا أمام استثمار الغاز المصاحب الذي يحرق يوميا ويكبد الدولة خسائر مالية بملايين الدولارات لمصالحهم الشخصية ومصالح الدوله التي تدعمهم.
ولم تفلح محاولات العراق في التواصل مع السفارة الإيرانية في بغداد للتحديد حجم الديون بذمة العراق نتيجة استيراد الغاز والطاقة من إيران.
وان ممارسات الحكومة الايرانيه في تقنين امداد الغاز للعراق أدى بمضاعفة الأحمال وتوقف العديد من الوحدات التوليدية في محطات الإنتاج، ما انعكس سلبا على ساعات التجهيز وتزويد المواطنين بالكهرباء.
مستحقات مالية
وبررت إيران سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بتأخر سداد مستحقات مالية واجبة الدفع، إلى جانب أن إيران تمر حاليا بذروة حصار اقتصادي فرضته دول الغرب بقيادة أمريكا عليها .
يبقى الامل الوحيد لمعالجة النقص بالطاقة الكهربائية بان تزيد الحكومة العراقية سعيها الحثيث لتفعيل ما تم الاتفاق عليه في أيلول منذ عام 2019مع دول الخليج العربي من خلال مواصلة تنفيذ مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج لسد جزء من حاجة العراق من الطاقة الكهربائية بلاستعانة بمنظمات دولية لتنشيط وتفعيل اتفاقية العراق المبرمه مع مجلس التعاون الخليجي لتنفيذ الخط الرابط عبر دولة الكويت لتجهيز وسد النقص الحاصل. او الاستعانة بربط الشبكه من شمال العراق باتفاقية كانت قد أبرمت سابقا مع الدولة التركيه في ذات الشأن.
وبالتالي يجب على الحكومه ان لا تبقى مكتوفة الأيدي امام هذه المشكله الملحة سيما وأن العراق يمر بمناخ لاهب ... بدرجة غليان التفاهمات السياسيه بين الكتل المتصارعة على السلطه.
وان الحذر..كل الحذر من عقم الحلول لهذه المشكلة لانه بات الضيق والحسرة في صدور العراقيين الاي ضاقت ذرعاً وألما...ولا تتحمل هذا العبء ..وانها قنبلة مؤقوته...ستفجر...ويلتهب سعيرها ليأكل الأخضر واليابس.... وما تبقى..في مواسم الجفاف.
{ { { {
عواقب وخيمة
وتسلط هذه الأمور الضوء على صعوبة إيجاد حلول لأول لغز من الألغاز التي تكتنف أزمة الطاقة في العراق. لكن مع اشتداد درجات الحرارة ما يجعل حياة العراقيين العاديين أمرا لا يطاق، يتعين على الحكومة إيجاد حل لأزمة الكهرباء.وهو ما تؤكد عليه مريم سلمان بقولها: "أصبح الوضع مريعا بالنسبة للعراق. الفشل في إصلاح قطاع الطاقة لن يؤدي فقط إلى زيادة الفساد السياسي وإنما يهدد بعودة العنف (الذي يقوم به المسلحون.