الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الدواء كسلاح في الحرب ضد بنغلاديش

بواسطة azzaman

الدواء كسلاح في الحرب ضد بنغلاديش

بدر الدين كاشف الغطاء

 

يوما بعد يوم يتكشف الوجه البربري للنخب السياسية الغربية المتلفعة  زوراً برداء الديمقراطية وحقوق الانسان، وآخر نموذج لهذه البربرية هو قرار جمهورية ليتوانيا يوم السابع من آذار  2022 وقف شحنة مكونة من (440) ألف جرعة من لقاح كورونا سبق ان تبرعت بها لجمهورية بنغلاديش، وأعلن المتحدث الرسمي باسم رئيس وزراء ليتوانيا، وبكل صفاقة، أن هذا القرار اتخذ لمعاقبة  بنغلاديش على تصويتها بالامتناع على مشروع القرار الخاص بأوكرانيا في الجمعية العامة يوم 2/3/2022.

دولة سلام

علما بأن بنغلاديش هي واحدة من (35) دولة صوتت بالامتناع على ذلك القرار معللة تصويتها بالقول انها دولة محبة للسلام وتأمل حل أزمة أوكرانيا من خلال الحوار الدبلوماسي. هذا ليس أول  ولا آخر امتهان من دول الغرب " المتحضرةلحق الدول السيادي في التعبير عن مواقفها ، ومن الأمثلة المشهورة في هذا الشأن موقف مندوب أمريكا في مجلس الأمن  يوم 29  تشرين الثاني 1990 عند التصويت على قرار المجلس (678) القاضي بتخويل الدول استخدام القوة ضد العراق (وهو قرار مخالف لنص ورح ميثاق الأمم المتحدة) ، فما أن رفع مندوب اليمن المرحوم عبد الله الأشطل يده مصوتا ضد  القرار حتى قام المندوب الأمريكي من مقعده غاضبا  وتوجه مهرولاً نحو السفير الأشطل وقال له مهدداً (سيكلفكم هذا التصويت الكثير، بل أكثر من أي تصويت آخر قمتم به) وسمع جميع من في القاعة التهديد الأمريكي لإن ميكروفون المندوب اليمني كان مفتوحاً. وفعلا قطعت الولايات المتحدة المساعدات عن اليمن وحاولت عزلها سياسيا واقتصاديا لأنها مارست حقها السيادي في التعبير عن رأيها  في قرار تبين جلب الكوارث للعراق والكويت ولأمريكا أيضا.ليت شعب ليتوانيا يسأل حكومته، وهي التي تصمّ آذاننا بدعاوى الدفاع عن حقوق المرأة في بلدان الشرق، هل يبيح القانون الدولي استخدام الدواء كسلاح؟ ولماذا تحرم ربع مليون امرأة من بنغلاديش من لقاح كورونا بسبب موقف قرار السيادي الداعي الى حل الازمة الأوكرانية بالحوار الدبلوماسي ، وهو ما تعمله أوكرانيا نفسها وتواصل حوارها مع روسيا ؟ وهل هذه هي الهدية المناسبة للمرأة البغلاديشية بمناسبة يوم المرأة العالمي المصادف هذا اليوم (8 آذار 2022). وأي عار سيلحق بالشعب الليتواني عندما يذكر في سجلّه أن حكومته  لا تقدم مساعدات للآخرين بدوافع إنسانية بل بشروط سياسية شريرة!!!ألم يحن الوقت أن تستمع شعوب الغرب الى نداء الضمير، وتحاسب طبقتها السياسية التي فضحت  ازمة أوكرانيا من جديد  عنصريتها  المقيتة  وغطرستها وبهتانها ومعاييرها المزدوجة ؟


مشاهدات 312
أضيف 2022/03/09 - 4:19 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 11:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 133 الشهر 8122 الكلي 9370194
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير