ملحوظات على القواعد النحوية في كتاب اللغة العربية للصف الخامس الإعدادي

سنان حامد كامل السامرائي

قدمت المديرية العامة للمناهج في وزارة التربية هذا العام كتاباً جديداً للصف الخامس الاعدادي بفرعيه العلمي والأدبي وقد ضم الكتاب مسائل نحوية جديدة لم تكن موجودة ضمن الكتاب السابق ، ومما يثير الاستغراب أن عدداً منها غير قليل لم يسلم من تسجيل بعض الملحوظات عليها سواء في عرض المسائل النحوية أم في التمرينات التي تستدعي من الطلبة إيجاد حلول لها .

 ومن ملحوظات عرض المسائل النحوية: أنه في الصحيفة العاشرة من الكتاب ذكر في امتناع تأخر المبتدأ عن الخبر فقرة (وضمير الشأن المقترن بلام الابتداء مثل: (لأنت أخي حقاً) ) ثم كرر هذا المانع في الصحيفة التي تليها في خلاصة القواعد بالقول: (أو ضمير الشأن المقترن بلام الابتداء) والحق أنه لا يوجد هكذا قول أو قاعدة في النحو العربي وفي هذا الكلام أُدمجت قاعدتان سهواً لأن جملة (لأنت أخي حقاً) مثل جملة (لمحمدُ أخي) من مسائل وجوب تقديم المبتدأ إذا اقتران بلام الابتداء ولا فرق في ذلك بين أن يكون المبتدأ ضميراً منفصلاً أو اسماً ظاهراً .

       أما ضمير الشأن فلا يقترن بلام الابتداء مطلقاً ويكون للمفرد الغائب مثل (هو) في قوله تعالى: ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? [الإخلاص: 1] ? أو للمفرد الغائبة ويسمى ضمير القصة مثل (هي) في قوله تعالى: ?فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا? [الأنبياء: 97]  ويأتي ضمير الشأن في الكلام منفصلاً ومتصلاً  ظاهراً أو مستتراً ؛ لكنه يختلف عن بقية الضمائر في خمسة أوجه أحدها: عوده على ما بعده لزوماً إذ لا يجوز للجملة المفسرة له أن تتقدم هي ولا شيء منها عليه ، والثاني: أن مفسره لا يكون إلا جملة ولا يشاركه في هذا ضمير ، والثالث: أنه لا يتبع بتابع فلا يؤكد ولا يعطف عليه ولا يبدل منه ، والرابع: أنه لا يعمل فيه إلا الابتداء أو أحد نواسخه ، والخامس: أنه ملازم للإفراد فلا يثنى ولا يجمع . 

مفردات علمية

 ومن ملحوظات التمرينات: عدم تغطيتها المفردات العلمية على الرغم من وجود مساحة كافية لذلك وتعليم الطلبة طريقة استخراجها إذا ما ورد سؤال عنها مثال ذلك أنه في الوحدة الثانية من الجزء الأول من الكتاب خصصت الصحيفتان التاسعة والأربعين وما بعدها حول تمرينات الأحرف المشبهة بالفعل (إنّ بكسر الهمزة ، أنّ بفتح الهمزة ، كأنّ ، لكنّ ، لعلّ ، ليتَ) فقد جاءت عشرون جملة لخمسة أحرف منها:(إنّ بكسر الهمزة) في ثمان جمل ، و(أنّ بفتح الهمزة ) في ثلاث جمل ، و(كأنّ) في جملة واحدة ، و(لكنّ) في أربع جمل ومثلها (لعلّ) في أربع جمل أيضا أما (ليتَ) فأهملت ولم تذكر في أي جملة من جمل التمرينات ..!!

    ومن ملحوظات التمرينات: عدم الاقتصار على موطن الشاهد في الآيات الطويلة كون الاقتصار على جزء من الآية أجدى في تعليم القواعد النحوية وأنفع مثال ذلك أنه في الصحيفة الرابعة عشر بعد المئة من الكتاب خصص التمرين الثاني لتعيين المبدل منه والبدل مع ذكر نوع البدل ، ومن بين ست فقرات لهذا التمرين جاءت الفقرة الثانية قوله تعالى: ?وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ  وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ  وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ  فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ  وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ  وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ  وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ  وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ  لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ102 البقرة: 102]وذكر هذه الآية بتمامها لا يستدعي من الطلبة سوى تعيين كلمة (هاروت وماروت) بدل من (الملكين) وهذه سابقة لم يسبق إليها أحد في كتب اللغة أو غيرها منذ نشأتها حتى عصرنا هذا ..!!

مسائل نحوية

   ومن ملحوظات التمرينات: ضمها مسائل نحوية لم يتطرق إليها الكتاب في العرض منها على سبيل المثال أنه في الصحيفة الرابعة عشر من الكتاب خصص التمرين الخامس لبيان ما حذف من مبتدأ وخبر وجاء في الفقرة الأولى قول الشاعر: (في عنقي لأسدينَّ يدا  .......   لكلّ ذي حاجةٍ يُرجيها) وفي جملة القسم (في عنقي لأسدينَّ يداً) حُذف المبتدأ وجوباً وتقديره (في عُنقي دَينٌ لأسدينَّ يداً) غير أنه يتعذر على الطلبة معرفة جواب هذه الفقرة كون مسألة حذف المبتدأ وجوباً الواقع في جملة القسم غير مذكورة في عرض فقرات (المبتدأ والخبر) المقررة في الكتاب الجديد.

 وهنا نتساءل:

 كيف لهذه الملحوظات وغيرها أن تمر ولم يلتفت إليـــــها المختصون؟