الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مقال عمره 35 سنة للعلامة حسين علي محفوظ

بواسطة azzaman

مقال عمره 35 سنة للعلامة حسين علي محفوظ

من دفناء الكاظمية زبيدة وإبنها الأمين وإبن حنبل والأشعري والحافي وحيص بيص

سبعون بيتا وأسرة في الكاظمية خرجت مئات العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين والمؤلفين

ساحة عبد المحسن الكاظمي هي مشرعة الروايا في العصر العباسي

 

سلام الشماع

 

 

بين أوراقي القديمة، عثرت على مقال كتبه العلامة الراحل الدكتور حسين علي محفوظ، عن ساحة عبد المحسن الكاظمي في مدينة الكاظمية، شمال بغداد، ودفاعاً عن الموضوع الذي كنت ألح بطرحه في جريدة القادسية بشأن رفع مرفق مجاري المدينة المنصوب قبالة الساحة التي يتوسطها تمثال الشاعر عبد المحسن الكاظمي، كتبت السيدة فائدة آل ياسين، ثم تدخل العلامة محفوظ ليؤيد وجهة نظرينا بمقال بيّن فيه تاريخ موقع الساحة وماذا كانت وظيفته في العصر العباسي حيث الحدائق والبساتين التي تضوع منها روائح الورود وعطور الزهور على خلاف واقعها الحالي حيث تنبعث منها روائح (النتن والسوكة والزهومة والصنان والجيفة)، كما يقول محفوظ.

والعلامة الدكتور حسين علي محفوظ (1926 - 20 يناير 2009)  عالِم عراقي متخصص باللغات الشرقية. من مواليد بغداد في مدينة الكاظمية.

ويعد من أعمدة المجالس الأدبية والثقافية البغدادية، ومنها الخاقاني، الشعرباف، السيد هبة الدين الشهرستاني، منتدى بغداد الثقافي، الربيعي، الصفار، على سبيل المثال لا الحصر. كانت للفقيد محفوظ الكثير جداً من الإسهامات والكتابات الصحفية في الصحف العراقية المختلفة، وهو يعد مرجعاً في علم الأنساب، وهو أيضا من عشاق التراث العربي والإسلامي ومن كبار المعنيين والمتخصصين بحفظ الوثائق والتعامل معها. وقد عاصر كبار علماء ومثقفي وأدباء عصره، ومن أقربهم إلى نفسه عالم الاجتماع العراقي علي الوردي، الذي يمت له بصلة القربى. وكان الفقيد محفوظ يعاني في سنواته الأخيرة من الوحدة، إذ توفيت زوجته قبل سنوات في لندن.

ولأهمية مقاله تنشره (الزمان) بنصه:

 

ساحة عبد المحسن الكاظمي

الدكتور حسين علي محفوظ

ساحة عبد المحسن الكاظمي.. مطلع  الكاظمية مدينة شاعر العرب وملتقى محلات بغداد الأربع العريقة، وموضع مشرعة الروايا التي كان الخلفاء يستقون منها الماء في العصر العباسي.

هي وجه بغداد الشمالي.. وهي تلاقي الماضي والحاضر.. ومجمع الطارف والتالد.. وعناق القديم والجديد!!

تعدّ المنطقة التي يحتل وسط ساحتها تمثال شاعر العرب الشيخ عبد المحسن الكاظمي من مواضع بغداد المهمة في التراث، فهي ملتقى المشهد الكاظمي، والحريم الطاهري بأعلى مدينة السلام، والقطيعة الزبيدية، قطيعة أم جعفر زبيدة بنت المنصور أم الأمين، ومحلة الحربية أو باب حرب، وهذه الأربعة من المواطن البغدادية المعرفة في خطط مدينة السلام بغداد.

وهي تذكرنا مشرعة الروايا، ورباط الحريم، وعبارة الكوخ، وقبر الأشعري ودار الصنعاني اللغوي المشهور.

أمكنة كان يسكنها ويمشي فيها ألوف العلماء والرجال والمشاهير، منذ تأسيس بغداد في العام 145هـ/762م وهي فترة استغرقت ثلاثة عشر قرناً وحوالي ربع قرن من عمر هذه البقعة الذي يتوغل في أعماق التاريخ القديم.

والحق – إن كل شبر تعلوه سماء العراق وتظله هو موضع مهم عزيز وتحت كل شبر من أرض العراق تاريخ عريق وتراث مجيد.

كتب السيد سلام الشماع مراراً، وعقبت ابنتي السيدة فائدة آل ياسين ولم تر أن تترك (سلام) وحده، وهي من كرائم بيت من بيوتات الكاظمية المعرفة  في الأدب والعلم، ولكن (سبق السيف العذل) فقد أنشئ مخزن المجاري وقام، ولابد أن يدل نتنه وصنانه عليه.

كنت أتمنى وفي مجلس الأمانة – كما أعلم – عدة مستشارين من رجالات بغداد المحترمين – وفيهم المؤرخ والطبيب والتاجر والآثاري.. وآخرون – وكلهم أفاضل كرام.. أقول: كنت أتمنى لو سألني رجال الأمانة، قبل بناء مرفق المجاري، عن مكانة موضعه في تراث بغداد وتاريخ بغداد.

يؤسفني أن أقول إن الموضع الذي تلقى فيه مياه المجاري اليوم كان بالقرب منه بالأمس (مشرعة الروايا) التي كان ينقل منها صفوة ماء دجلة إلى دار الخلافة وقصر الخلفاء في مدينة أبي جعفر المنصور، وكانت بغال الروايا تصل إلى رحاب قصر المنصور الذي يعرف بالخلد.

وقد رأى عبد الله بن طاهر بن الحسين يوماً دخاناً مرتفعاً كريه الرائحة في هذا المكان فتأذى فسأل عنه، فقيل: إن الجيران يخبزون بالبعر والسرجين، فقال إن هذا لمن اللؤم أن تقيم بمكان (أهله) الخبز ومعاناته (وما يقاسون ويكابدون من أجل العيش)، وأمر جماعته فقصدوا وكسروا التنانير وأحصوا جميع من بها رجلاً وامرأة وصبياً، وأجروا على كل واحد منهم خبزة وجميع ما يحتاج إليه (من طعام وغذاء) فسميت أيام عبد الله بن طاهر بن الحسين هذا (أيام الكفاية) ولابد أن ننعم، إذن، في هذا العصر بـ(أيام الكفايات).

إن منطقة الحريم الطاهري (وهي منطقة الربع أي ربع طريق بغداد وساحة الكاظمي اليوم) وهي مطلع الكاظمية، ومدخلها تضج بالروائح التي تملأ الجو والاطراف بالنتن والسوكة والزهومة والصنان والجيفة.

وقد تغيرت مشرعة الروايا وأسن ماؤها وأجن، وكانت في الماضي  تنتشر روائحها الطيبة، ويضوع رياها ويفوح ريحها حين تمر بها (الكاريات) أيام الترامواي، وكانت (قصر الأيل) – وهو قصر الحاج عبد الحسين الجلبي – معروفة بالطيب والأرج والعرف والشذا حتى أواسط الأربعينيات.

قلت: إن ساحة عبد المحسن الكاظمي ملتقى المواضع الأربعة العريقة في تاريخ بغداد.. الكاظمية والحريم الطاهري والقطيعة والحربية.

أما الكاظمية فهي تؤام بغداد، وأخت بغداد، تجري معها، وتشترك في حوادثها، وتدور مع أحداثها.

ومنطقة الكاظمية التي يستقبل شاعر العرب (عبد المحسن الكاظمي) زوارها الذين يدخلونها بسلام.. تختص بأعلام من المشاهير في الدين والعلم والأدب والتاريخ والتراث والخلافة والسياسة.

منهم الإمام موسى الكاظم، والإمام محمد الجواد، (وهما الكاظمان اللذان تنسب إليهما الكاظمية مدينة الكاظمين)، والإمام أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يوسف والأشعري، وبشر الحافي، ومنصور بن عمار من الأئمة والعلماء ولاسيما مشهد الكاظمين وقبور الأولياء  الثلاثة وفيها أيضا قبر (زبيدة) و(الأمين).

ومن دفناء الكاظمية الزهري المدني، ويحيى الراوية بن الحسين بن زيد، وإبراهيم المرتضى، وموسى أبو سبحة، والحامض النحوي، والزاهي، وابن الجعابي والناشي، وابن قولوية، وابن الحجاج، والمفيد والشريف الرضيان – على قول – وجلال الدولة وابن أفلح الشاعر، وابن الانباري وابن خلدون، وحيص بيص، وابن الاثير الكاتب المنشي، والوزير الشهير وابن أبي الحديد أخو شارح نهج البلاغة وبعض أهل بيته، وعدة من آل ابي صفرة.

وهي تعتز برفات ألوف الأعلام أمثالهم من الملوك والسلاطين والأمراء والوزراء والأدباء والكتاب والشعراء.

ومن دفناء منطقة الكاظمية الكبار ابن البواب الخطاط أستاذ الكتبة والخطيب البغدادي مؤرخ بغداد الكبير، وابن الشبل الشاعر والعلاف، والجواليقي اللغوي، وأبو الفرج الجوزي المؤلف المؤرخ المكثر، وابن عبد الحق البغدادي الجغرافي وأشباههم ونظائرهم وأمثالهم من كبراء الدفناء منذ ثلاثة عشر قرناً.

ومن خصائص الكاظمية ومشهدها المبارك أن أرضها تحتوي أجداث أفاضل الناس من أصحاب المذاهب على اختلاف الآراء والمشارب.

وقبر موسى بن جعفر – منذ القديم – من الأمكنة المباركة والمشاهد المقدسة قال شيخ الحنابلة، أبو علي الخلال "ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى ما أحب، وقال الإمام الشافعي، قبر موسى بن جعفر ترياق مجرب لإجابة الدعاء".

والكاظمية من مراكز العلم والأدب والدين واللغة والتراث – من قبل ومن بعد - خدم المعارف والعلوم والآداب فيها عشرات البيوتات العلمية ينيف المعروف منها على السبعين بيتا وأسرة خرجت مئات العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين والمؤلفين.

ضم ثراها أجداثهم، وأقل ترابها أولادهم وأعقابهم، إضافة إلى البيوتات والعشائر العربية المعرقة. ومن مآثر الكاظمية شاعر العرب الشيخ عبد المحسن الكاظمي النخعي الذي فارق العراق عام 1897 ودخل مصر عام 1899 وتوفي هناك عام 1935 وهو يشتاق الى العراق، ويحن إلى العراق وهو الذي قال: (ما عنك يا أوطاننا بدل) و(وطني أنت كل ما أتمنى) و (الا خبر من ثنايا العراق)، و..

(يا أحبابي  والمزار بعيد/ قربوا للمحب ذاك المزارا)

أيها القلب كم تحن إلى الكر/ خ وتهفو  لساكني الزوراء)

و:

وقائلة سر نحو مصر تر المنى/ وانت على كل البلاد أمير

فقلت لها والدمع مني مطلق/ أسير وقلبي بالعراق أسير

وهو شاعر العرب الذي قال: (ليت الأنام جميعهم عرب) و(ليس بين الأنام كالعرب قوم) و(وليس سواكم أيها العرب لي فخر) و(أنتم خيرة الأمم) و:

إنما الشام والعراق ومصر/ أخوات وإن تفرقن حينا

و:

يا أيها العرب الكرام ثقوا أنتم لباب الناس إن نخلوا

كانت الكاظمية – طول تاريخها مثابة وهي مقصد الزوار قديما وحديثا ولأهميتها كان الخلفاء والحكام يستثنونها من بعض الأحكام التي كانت تفرض على بغداد وتلك مزية فائقة تختص بها هذه المدينة.

ومن مآثر الكاظمية القديمة التي يفخر بها التاريخ العراقي ويعتز أن الخليفة الناصر العباسي أرسل الشريف فخر الدين نقيب الكاظمية، رسولاً عنه إلى صلاح الدين الأيوبي عام 586 هـ وهو يحمل هدية العراق وبغداد والخلافة نقيب المشهد الكاظمي بالنجدة والمعونة فتلقاه السلطان الأيوبي بالاحترام والإكرام واحتفل بوصوله صلاح الدين، وأدناه بتعانقه ثم سار معه وأصحبه خواصه وأمراءه وقدم له الخطي (الرماح) وتوقيع بعشرين ألف دينار.

كما أرسل معه خمسة من الزرافين النفاطين المختصين بالحرب، المتقنين صناعة الاحراق بالنار (من رجال التصنيع العسكري) وقد استفاد جيش صلاح الدين من النفط ومن النفاطين المختصين، وثم وقوع النار في أبراج الفرنج الثلاثة في عكا واحترقت وسقطت وتلفت وكتب صلاح الدين إلى ديوان الخلافة يبشره بالنصر والفتح، ولسان حال الكاظمية أبداً قول ابنها شاعر العرب، "وطني أنت كل ما اتمنى".

ها هي ذي (الكاظمية) التي يستقبل شاعر العرب في (ساحة الكاظمي) زوارها الكرام من كل الجهات، و(الحريم الطاهري) المنسوب إلى  طاهر بن الحسين الذي كان من عظماء دولة بني العباس".

ولا يعلم أحد بلغ فيها حديثاً ولا قديماً، كما قال الحموي، وكان أول من جعلها حريماً عبد الله بن طاهر بن الحسين، وكان أديباً شاعراً جواداً وكانت إليه الشرطة ببغداد، وهي أجل ما ولي، يومئذ، وكان يلي خراسان والجبال وطبرستان والشام ومصر. وكان قصره ببغداد وهو الحريم، وكانت منازل آل طاهر في الحريم، وهو من مرافق شمالي بغداد المعروفة.

وكان في الحريم  الطاهري رباط الحريم، من عمارات الخليفة الناصر لدين الله الذي اسسه عام 589 هـ  وموضعه شمال قصر عبد الحسين الجلبي كما قال المرحوم مصطفى جواد وكان في الحريم دار الصنعاني العمري العدوي القريشي اللغوي الأديب المحدث النحوي الفقيه (577- 650 هـ) تولى أصحاب وزير بغداد تجهيزه ودفنه فقبر في داره بالحريم الطاهري في العطيفية  اليوم بالقرب من شارع المحامين (زقاق 64 محلة 411 حي الزهراء). 

وفي دار طاهر بن الحسين قبر المعتضد والمكتفي والمتقي من الخلفاء وقد نقل رفات هؤلاء على اثر الغرق في عام 646 هـ الى تربة العباسيين بمحلة الرصافة وذلك، بعد اكثر من ثلاثة قرون من وفياتهم.

ولا أنسى أن الناصر كان رتب طعاما للصوفية ولغيرهم في رباطه بالحريم وكان يتردد إلى الرباط فإذا لم يحضر يوماً من الأيام يحمل طعامه إلى الصوفية.

وينسب إلى الحريم كثير من العلماء والمشاهير.

وأما (الحربية) عند باب حرب ببغداد، فهي محلة كبيرة مشهورة تنسب إلى حرب بن عبد الله أحد قواد المنصور وكان يتولى شرطة بغداد وولي شرطة الموصل وقد قتل عام 147هـ.

والحربية كالبلدة  لها أسواق من كل شيء وهي من محال بغداد الكبيرة المعروفة في خطط مدينة السلام.

وينسب الى الحربية طائفة من أهل العلم، منهم: ابراهيم بن اسحاق الحربي، الزاهد العالم النحوي اللغوي الفقيه المتوفى عام 285 هـ وهو صاحب التصانيف الكثيرة.

و(باب التبن) محلة كبيرة على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وبها قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل دفن هناك بوصية منه وذاك لأنه قال "قد صح عندي أن بالقطيعة نبياً مدفوناً ولإنْ أكون في جوار نبي أحب إلىّ من أن أكون في جوار أبي والمأثور المسموع المروي "ابن نبي" أي موسى بن جعفر الكاظم من أهل البيت وهو موضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم الذي كان يعرف قبره باسم (مشهد باب التبن) و(المشهد) و(المشهد الكاظمي) و(مشهد موسى الكاظم) و(المشهد بمقابر قريش) ومقابر قريش بباب التبن و(مشهد موسى بن جعفر بالجانب الغربي).. الخ. و(القطيعة) قطيعة أم جعفر، وهي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم الأمين هي محلة كبيرة كانت عند باب التبن وفيها (الزبيدية) التي كان يسكنها خدام زبيدة أم جعفر.

كانت قطيعة أم جعفر زبيدة أعلى البلد ودونها الخندق والخندق الطاهري أو خندق الطاهرية، نسبة إلى طاهر قائد جيش المأمون، وإليه كذلك نسب الحريم القريب من هذا الخندق فقيل الحريم الطاهري.

كان الخندق الطاهري يقطع بين القطيعة وبين البناء المتصل بالمدينة من الغرب والشمال وكانت قطيعة الزبيدية في الأصل لجعفر بن المنصور ثم انتقلت، فيما بعد، إلى زبيدة فسميت الزبيدية، كما قال المرحوم مصطفى جواد، وقد نسب إلى القطيعة أبو عيسى الناقد وأبو محمد القطيعي وآخرون.

أنا ما زلت اسمّي شاطئ دجلة تجاه شارع المحامين (زقاق 64/ موضع شارع 158) في العطيفية بالربع (مشرعة الروايا) واعتزال بيتنا الآن في أطرافها.

هذا وقد عقد بين مشرعة الروايا في الجانب الغربي ومشرعة الحطابين في الجانب الشرقي (الأعظمية) جسر في عام 448هـ ثم عطل في عام 450 هـ وهو الجسر الذي كان  بمشرعة القطانين من قبل ثم حول.

وجسر بغداد طرازها – كما كانوا يقولون – وقد كانوا يختارون أفضل الأمكنة لعقده وقد قال في الجسر على بن الفرج والمحسن التنوخي ما يستحسن من الكلام.

وكانت دجلة زاهية بالزوارق (السميريات المعبرانيات) وكانت عدتها في أيام الخليفة الناصر (30000).

هنا وجه من وجوه تراث بغداد الذي تحمل ذكراه ساحة عبد المحسن الكاظمي في مدخل الكاظمية شمالي مدينة السلام  بغداد.

لاقيت السيدين الكريمين أمين بغداد ووكيله ورجال الأمانة مرات وهم يولونني من اللطف والمودة والتقدير ما لا أستطيع نسيانه وأنا أحس فيهم ما تحمله قلوب رجال بغداد من حب كبير واهتمام بالغ بمدينة السلام بغداد أم الدنيا وسيدة البلاد وحاضرة الدنيا وقبة السلام.

أنا لا أرتاب أن السيد أمين بغداد اطلع على كتابي (صورة بغداد في التراث) الذي أهديته إلى بغداد بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة للمجلس الإداري لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية، في شهر نيسان عام 1986 ولاشك أنه قرأ قصيدة (بغداد مدينة السلام) المشجرة وهي هديتي إلى بلدتنا الطيبة ومدينتنا المحببة.

ولا ريب أنه قرأ الأقوال في بغداد، وقرأ لمحة من صورة بغداد وقرأ مدائح مدينة السلام وفضيلتها على سائر البلاد للشاعر شروان في باب الأبواب (حسان العجم) أي حسام الأمم، غير العرب، المتوفى عام 595هـ.

وقرأ صورة بغداد في التراث وأشعة من لمعاتها التي هي الصورة القلمية الزاهية الزاهرة الباهرة التي رسمتها في عام 1986 وأكاد لا أشك في أنه قرأ تحية بغداد للعواصم العربية والاسلامية شعراً ونثراً، التي رسمت فيها صلة بغداد بأمهات الأقاليم والبلاد.

تلك هي صورة بغداد في نفسي وفي نفس (البغادة) أهل بغداد القدامى والجدد قديماً وحديثاً، من قبل ومن بعد، وهي صورة بغداد في نفوس أهل العراق كلهم أجمعين.

إن (ساحة الكاظــــــــمي) التي يقف بها تمثال (شاعر العرب) المرحوم (الشيخ عبد المحسن الكاظمي) هي فلذة من أفلاذ  بغداد، وهي قطــــــــعة من أديم بغداد الجميل، أهدي هذه الوثيقة إلى السيد (أمين بغداد) وسلامة له، وسلام عليه، مع التحيات الطيبــــــات، والأماني وخالص الاعتزاز.


مشاهدات 957
أضيف 2021/08/14 - 5:32 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 163 الشهر 590 الكلي 9362662
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير