الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المواساة الفريدة

بواسطة azzaman

المواساة الفريدة

 

حسين الصدر

-1-

اعتادَ الناسُ أنْ يقفوا مُواسين الى جانب من يُمنى بمصيبة ،

وأعظم المصائب على الاطلاق فقد الأحبة والاعزاء ...

-2-

أما العوارض الاخرى والصدمات التي قد يتعرض لها الانسان من سرقةٍ أو خسارة ماليّة ونحو ذلك، فانّها تُوجب التأسف والتأثر ولا ترقى الى درجة المواساة الحارة التي تنهمل معها الدموع ...

-3-

والكتاب عندَ فريقٍ من العلماء والباحثين بمنزلة الولد ، وكما أنَّ فَقدَ الولد يُعتبر من أفدح المصائب فان فقدانَ كتبهم وبحوثهم وأوراقهم بمثابة فقد الأولاد عندهم، ومن هنا يستشعرُ أصحابُ الحس الرهيف بأهمية مواساة اولئك الفاقدين لمخطوطاتهم وكتبهم ووثائقهم ..

-4-

وحين فَقَدَ الباحثُ الموسوعيُّ الراحل الدكتور السيد جودت القزويني

-رحمه الله - الكثيرَ مِنْ كُتِبِه المخطوطة وملفاته - إثر إطلاق الكيان الصهيوني الغاصب صواريخه على بيروت في حرب تموز  2006- كان يُخشى عليه لشدة أوجاعه واحزانه لما أصابه فقد كانت الصدمة موجعة له الى حدٍ بعيد ...

وكان ضمن ما فقده من أوراقه بعضُ قصائدِنا وبعضُ ما كتبه عنّا .

-5-

وقد وقفت على مواساة شعرية بليغة بعثها اليه المرحوم الدكتور السيد عبد الحسن زلزلة نوردها بنصها في هذه المقالة الوجيزة لاهميتها .

هل أواسيكَ إنّ شانَكَ شاني

وكلانا في الخطب ممتحنانِ

هل اواسيك بافتقادُ ( بنيّاتِكَ )

في الفكر والرؤى والبيانِ ؟

كُتُبٌ إنهّن ذوبُ فؤاد

وعصارات هّمِكَ الانساني

وصنوف المؤلفات حصيلاتُ

ليالٍ سَهَرْتَها وأماني

هي اغلى لديكَ مِنْ نبضاتِ القلبِ

لا مِنْ حُطام مالٍ فاني

جهدُ عُمرٍ قد ضاع يستنزف

الغير عطايا دقائق وثواني

{

هل أواسيك إننا شركاءٌ

قد دفعنا ضريبة الاذعانِ

وكلانا في الابتلاء ضحايا

وكلانا في القهر مشتركانِ

وكلانا اسرى زمانٍ وحربٍ

احكمتْ فرضَها يدُ العدوان

وكلانا جئنا نسدّدُ دَيْنَاً

لافتداء الخلاصِ للأوطانِ

حسبنا أننا انتُقِينا قرابين

وأعظمْ بالفكر مِنْ قُربانِ

سحقتنا أقدامُ وحشٍ مُخِيفٍ

بربريَّ يهيمُ بالطغيان

كيف أغراه بالوثوب علينا ؟

خوفُنا واستكانة القطعانِ

{

ياخيولاً تضيقُ بالأرسانِ

أصهلي واقفزي على الأوزانِ

ما عهدتُ الجيادَ يُنهكها الجَرْيُ

نشاوى بقبضةِ الفرسانِ

عاودِ الجريَ وامشقِ الفكرَ سيفاً

ما تخلى قلبٌ عن الخفقان

إنما عبقرية الرأي فيكم

وهي إرثٌ لكم بني عدنانِ

{

بين جمر الغضى وَسِحْرِ البيانِ

النقيضان كيف يمتزجان ؟

حَبّةٌ إثرَ حبّةٍ قد سقطنا

وانفرطنا وانحلَّ عقدُ الجمانِ

حين صرنا بيادقاً في بساطٍ

تتلهى بنا يدُ الغلمانِ

إنّني ساكنٌ بقلبِ قَصيدي

أيها السائلون عن عنوانيHusseinalsadr2011@yahoo.com


مشاهدات 788
أضيف 2021/03/26 - 10:10 PM
آخر تحديث 2024/07/15 - 5:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 130 الشهر 8119 الكلي 9370191
الوقت الآن
الجمعة 2024/7/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير