الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اللعنة لمن يوقظها

بواسطة azzaman

اللعنة لمن يوقظها

صباح الخالدي

يعد بلاد مابين النهرين من اقدم الحضارات التي شعت على البشرية بالقيم والمبادئ واحترام الانسان والحفاض على امنه وامانه منذ ان وضع حمورابي مسلته القانونية في بابل والتي وضعت شرائع الثواب والعقاب على هذه الارض ومنها انطلقت عصور وعهود وحكومات ودول وكان الانسان فيها هو القيمة العليا لابد من المحافظة عليه ..وتميز العراق من شماله الى جنوبه بخاصية تكوينية للمجتمعات ربما نادرة في الكثير من الدول على بقاع المعمورة وهو ذلك التنوع والفسيفساء الملونة من الاديان والطوائف واللغات كلهم يعيشون بسلام وأخوة ومحبة قل نظيرها بين شعوب الارض فتجد في مدينة واحدة اكثر من قومية وطائفة ودين ولغة ولكن تربطهم المواطنة وحب العراق ارض الحضارت ومهبط الانبياء والمرسلين وكم من مراقد الاولياء والانبياء والصالحين الاطهار يضمهم ثرى العراق وكل هذه الميزات جعلت الطامعين يتحيون الفرص من اجل الاجهاض على ما تحقق من رقي ومدنية وتخريبها بالفتن والغزوات من هولاكو الى مختلف العصور الاستعمارية البريطانية والامريكية وصولا الى تلك الغزوات ما يسمى القاعدة وداعش والافكار السلفية المقيته من اجل طمس حضارة هذا البلد ومحاولة محو قيمه من خلال اثارة النعرات الطائفية واستهداف المكونات الاخرى  وتهديدهم بالقتل والتصفية لكي يتركوا البلد والهجرة القسرية الى الخارج وقد شهدت مراحل 2006اثناء الفتنة الطائفية العديد من حالات التصفية والخطف والسرقات مما جعلت اعدادا هائلة من المسيحيين والصابئة والشبك ترك ممتلكاتها  ومصالحها  واموالها  والهجرة الى بلدان المهجرة بحثا عن الامن والامان بحيث تناقصت الاعداد الهائلة من تلك المكونات بشكل ملحوظ مع انهم كانوا يحركون الاقتصاد الوطني اضافة الى الكفاءات والعقول في مختلف مجالات الحياة ما يعني ان من اشعل تلك الفتن  من كل الجهات هدفه افراغ العراق من الامكانيات وتدمير النسيج الاجتماعي للمجتمع ويبدو ان الفتة التي نهى الرسول الكريم عنها من ان الله يلعن من يوقظها يحاول البعض من المغرضين ولاسباب معروفة لدى تلك الجهات محاولات يائسة لايقاضها مجددا بتنفيذ اجندات ضد امن الوطن واستقراره بعد القضاء على داعش الارهابي وطرده مع ذيوله حيث تناقلت الاخبار عمليات قتل وسلب بعض الاسرة من المسيحيين وغيرهم في بغداد الرصافة ربما لاسباب اجرامية او عملية زرع الرعب من جديد في اوساط المجتمع العراقي بعد حالة الاستقرار الامني التي تشهده بغداد والمحافظات بفضل الغيارى من الاجهزة الامنية التي تواصل الليل بالنهار من اجل استتباب الامن وربما تحرحات  تلك الجهات والعصابات المسلحة وراءها  اهداف سياسية في هذه الفترة بالذات والعراق مقبل على تجربة انتخابية جديدة عنوانها قطع الطريق امام الفاسدين للوصول مرة اخرى الى سلم السلطة الرسمية والبرلمان لذا لابد من الحذر لتطويق هذا النفر الضال من المجرمين المفسدين الذين لاتختلف جرائمهم عن ما كان ينفذه داعش ارهابي في قتل الابرياء وهتك اعراض النساء وبيعهن في سوق الرقيق ..ويقيننا  ان من يحاول ان يعيد الفتنة بالقتل والخطف والسلب والاعتداء على المواطنين الامنين هم لايختلفون عن داعش وارهابه المقيت لذا مهما كانت تلك المحاولات البائسة في اشعال فتنة ستقبر بعون الله  نعم ..لانه العراق الذي سيبقى عصيا بسواعد ابنائه النشامى وتضحياتهم الجسيمة بالنفس والنفيس شامخا بكل مكوناته وقومياته يضم اطهر المقدسات لمراقد ال بيت النبوة الاطهار والانبياء والصاحين ..اليس كل ذلك علامات ومنارات تشع  شموسا ساطعة لاتغيب وتظل راية الوطن بالوانه الابيض والاحمر والاسود وعبارة الله اكبر علم العراق الذي روى الشهداء الخالدين بدمائهم ساريته ضد كل محاولات الطامعين وليس ببعيد يوم وقف ابناء البصرة والانبار والنجف وديالى يضعون صدورهم ساترا من اجل الدفاع عن الوطن وشعبه ورفض اي محاولة من شانها تنديس ترابه الطاهر من اي جهة كانت وتحت اي مبررات لان وحدة وكرامة شعب العراق واستقلاله خط احمر لم ولن يستطع الطامعون النيل منه ..او (دك ..عيني .. دك )!!  

 

 

 


مشاهدات 701
أضيف 2018/03/12 - 7:37 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:09 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 92 الشهر 92 الكلي 9362164
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير