إنجازات مجلس الإعمار 1950-1958
بغداد- الزمان
تأسيس المجلس
في 6 نيسان/ أبريل 1950، قدّمت حكومة توفيق السويدي الثالثة لائحة قانون مجلس الاعمار، وصادق عليها مجلس النواب، ليصدر على وفق ذلك القانون رقم (7) لسنة 1950.
أهداف المجلس
كانت لهذا المجلس أهداف اقتصاديّة واجتماعيّة أهمّها ما يأتي:
أوّلاً: تحقيق المشاريع التي تعود بالخير على الاقتصاد القومي.
ثانياً: تحقيق المشاريع التي ترفع مستوى معيشة الفرد إلى “طبقة اجتماعية” أعلى.
ثالثاً: التخفيف من “ارهاصات” الشعب في سكناه وفي مياه الشرب والكهرباء.
رابعاً: تكوين الملكيات الصغيرة والتوسع فيها لتخليص الاقتصاد الزراعي من وطأة النظام الاجتماعي والاقتصادي “السقيم».
خامساً: إيقاف نظام الاستيلاء غير المشروع على الأراضي الأميريّة، وإذا ما كان “قانون التسوية” قد أجاز ذلك فيجب أن يُلغى هذا القانون.
تمويل المجلس
- بلغت عائدات العراق النفطية (خلال المدة 1932-1950)، 36 مليون دينار(أي أن معدّل الايراد السنوي خلال 18 عام لم يكن يزيد عن 2 مليون دينار).
- بلغت عائدات العراق النفطية 3 مليون دينار في عام 1949، ارتفعت إلى 50 مليون دينار عراقي في عام 1953.
- بموجب القانون رقم 7 لسنة 1950، تمّ تخصيص 100بالمئة من إيرادات الصادرات النفطية لتمويل مشاريع مجلس الاعمار(وهو ما يقابل اليوم الموازنة الاستثمارية)، أمّا “الموازنة التشغيلية” فكانت تخصيصاتها تُموَّل من الإيرادات غير النفطية( صادرات زراعية وصناعية وخدمات تجارية، وضرائب ورسوم).
- في عام 1957 تمّ تخفيض نسبة التمويل إلى 70بالمئة من اجمالي الإيرادات النفطية.
منجزات مجلس الاعمار
تمكّن هذا المجلس خلال مدة عمله من انجاز (والتخطيط لإنجاز) مشاريع تنموية وخدمية كثيرة، ما يزال العراق يحتفظ بقسم كبير منها. وتوزّعت تلك المشاريع على جميع مدن ومحافظات العراق. ونُفذّ الكثير من هذه المشاريع في عهد المجلس، بينما تمّ تنفيذ المشاريع الأخرى التي قام المجلس بالتخطيط، ووضع حجر الأساس لها، فيما بعد.من أهم مشاريع مجلس الاعمار ما يأتي:
- سدود الثرثار والحبّانية ودوكان ودربندخان وبطمة، وخزّان بخمة.. جسر الملكة عالية(الجمهورية)، وجسر الأئمة، ومشروع إسكان غربي بغداد، وبناية المتحف العراقي.. معمل النسيج القطني في الموصل، معمل سمنت سرجنار، معامل الورق والحديد والصلب في البصرة، معمل البان أبو غريب.. مدينة الطب، مستشفيات الكرخ والكاظمية، جامعة بغداد في الجادرية.. دار الأوبرا، مطار بغداد الجديد، ملعب يتسّع لـ 70 ألف متفرج قرب المحطّة العالميّة.. محطة مبزل الصقلاوية، مشاريع لإنشاء مزارع حديثة للفلاحين.. المكتبة “الذريّة”، والمختبر المركزي لبحوث الذرّة.. وغيرها كثير.
نهاية مجلس الاعمار
بعد 14 تموز 1958 تمّ الغاء مجلس الاعمار، الذي أطلق عليه الاقتصاديّون الراديكاليّون والسياسيون الشعبويّون تسمية “مجلس الاستعمار».
وبعد إن كان هذا المجلس مُصمّماً ليضع العراق على “عتبة” مرحلة “الانطلاق” نحو الرأسمالية، جاءت “الجمهوريّات الثوريّة” المُتعاقِبة، وأعادتنا (في اطار نمط انتكاسي وشاذ للتنمية) إلى حقبة النظام الاقطاعي، أو إلى نمط هجين من الاقطاع ورأسمالية الدولة، وأطلقت ما شاءت من التسميات “الاشتراكيّة” عليه.. وما زال العراق يتخبّطُ في نطاق عمل “نظامٍ” اقتصادي بائسٍ ومُلتبِسٍ كهذا، إلى هذه اللحظة.
عن مجموعة الواتساب