الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما الذي يدفع البعض إلى ثقافة الكراهية؟

بواسطة azzaman

ما الذي يدفع البعض إلى ثقافة الكراهية؟

شاكر كريم عبد

 

الحياة نعمة عظيمة من نعم عطايا الخالق سبحانه وتعالى  ولذلك فالانسان يولد محبا للحياة  ومقبلا عليها  لكن  العوامل المجتمعية الداخلية والخارجية  تجعل من هذا المخلوق كائنا  يتحول وبسرعة الى عدوانيا.كارها لنفسه وللاخرين وهذا ما يحصل لدى البعض  من الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الالكترونية على الانترنت ويروجون  . كراهية عميقة  مؤصلة في نفوسهم . تشكك بمواقف وامكانيات وعقيدة الاخرين المخالفين لهم.

من المعلوم ان وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي من نعم العصر الحديث بعد ان وفرت لنا الوقت والجهد في التواصل الداخلي والخارجي بكل سهولة ويسرو بعد ان ساهمت بشكل واضح في ازالة الحدود الطبيعية بين الناس من خلال التواصل مع أي شخص اينما كان في ارض المعمورة بدون تكاليف او صعوبة بالاتصال.

ورغم  كل ايجابيات هذه الوسائل أي  وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي، إلا أن غالبية المواضيع والمدونات التي تنتشر هي رسائل الخيال والغيبة والكراهية من الآخرين الذين نتشابه معهم في الكثير من الأمور. و في نظرة تأمل على ما يكتب في مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة فستجد العجب، فلا يكاد يمر عليك يوم أو ساعة إلا وتجد العشرات من الرسائل التحريضية ،على الطرف الآخر من دون أي تثبت يذكر،و من دون تأكد من مصدر المعلومة ،على الأقل . اضافة الى الردود التي تخدش الحياء. وهذا دليل على قلة الوعي وان كان المدون او الناشر ( يحمل شهادة) خاصة ان الكثير من يحملون الشهادات اليوم، هم جهلة لايفرقون بين الضار والنافع والصادق والكاذب.والعدو والصديق.    اما المقياس  الذي يبين  الفرق بين المثقف والمتعلم يقول المؤرخ والمفكر وعالم الاجتماع العراقي علي الوردي ( ان  المقياس  هو مبلغ ما يتحمله  الشخص  من اراء محالفة لرايه . فالمثقف  الحقيقي  يكاد  لايطمئن  الى لصحة  رايه  ذلك ان المعيار  الذي يزن  به صحة  رايه   غير ثابت  فهو  يتغير  من وقت الى اخر )  .

و لهذا البعض من المحسوبين على خانة المثقفين وصل لدرجة الهوس في إرسال رسائل وخطابات الكراهية. بطريقة(بذيئة) وهذا يتم من كلام غير واقعي وغير مدروس، بل يعبر حقد وحجم وازمة يعيشها هذا المدون او ذاك. مع كل أسف أقول، إن أغلب المحتوى الذي يدون  من قبل هؤلاء في وسائل التواصل الاجتماعي ضعيف وتافه، ويدعو إلى التفرقة وبث وإذكاء الطائفية والحقد والكراهية، وتقليل من قيمة هذا او ذاك في حسابات معروفة. وكل هذه الأمراض الاجتماعية كانت موجودة خلف الأبواب المغلقة، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتها في متناول اصدقائهم ومعارفهم وغيرهم.    

وغالبية تصرفات أصحاب هذا الخطاب تكون عاطفية، وأصبحوا خبراء بثقافة الكراهية والكذب والنفاق. وهذا برايي اصبح حرفة وهواية، يتسلى بها  مرضى القلوب. ممايستوجب أن نعيش بتسامح في ما بيننا، وأن نعلم ثقافة التسامح لأبنائنا ومن حولنا، و يجب ان تعلم  كيف نختلف فيما بيننا دون ان نتخاصم او يحرج بعضنا بعضا  وان يتحلى كل طرف بشجاعة الاعتراف باخطائه تجاه الاخر، من ثم يسعى الى تصحيحها بشجاعة، فذلك هو الذي يرسخ ثقافىة المحبة، بدلا من  ثقافة الكراهية، وأن نشحنهم بهذه الثقافة الدخيلة على مجتمعاتنا ،بما لا يعود عليهم وعلى أوطاننا بالخير..

 


مشاهدات 149
الكاتب شاكر كريم عبد
أضيف 2024/12/28 - 1:16 AM
آخر تحديث 2025/01/01 - 9:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 421 الشهر 420 الكلي 10070385
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير