مشاهدات من كردستان.. في قلب منطقة بارزان (2)
إفتتاح منفذ زيت الحدودي العراقي التركي الجديد في شيروان مازن
رعد أبو كلل الطائي
افتتحت حكومة أقليم كردستان في شهر أيار الماضي منفذاً أسمه (منفذ زيت) الحدودي الدولي بين أقليم كردستان وتركيا والذي يبعد مسافة 13 كيلو متراً عن ناحية شيروان مازن، والناحية هذه تتبع قضاء ميركسور وضمن الحدود الإدارية لإدارة سوران المستقلة ( قضاء ديانا سابقاً ) بينما أسم المنفذ من الجانب التركي هو ( منفذ كرانة الحدودي) في ولاية جولة ميرك (هاوكاري) وخصص المنفذ حالياً لتنشيط حركة السياحة والسفر بين العراق وتركيا كمرحلة أولى وسيتوسع في القريب العاجل بعد اكمال البنى التحتية في كلا الجانبين لتنشيط الحركة التجارية والأقتصادية والتبادل الثقافي وفي المجالات كافة كمرحلة ثانية، فيما يرتبط الجانبان في أقليم كوردستان وتركيا بعلاقات أجتماعية متينة منذ القدم وهناك صلات عائلية وقربى بين مواطني الأقليم والمناطق المتاخمة والقريبة من الجانب التركي وإن افتتاح المنفذ سيسهل حركة التنقل بينهما.
كان لي رغبة لمشاهدة المنفذ الحدودي الجديد منفذ (زيت) فانطلقتُ من مراَب نقل المسافرين الشمالي بأتجاه طريق شقلاوة واجتزنا تخوم شقلاوة حتى وصلنا إلى مرتفع عارضة سبيلك وعند صعودنا صوب العارضة وقبل اكمال صعود المرتفع اتجهنا إلى مفترق طريقين فانعطفنا إلى الجهة اليمنى الذي يؤدي إلى ناحية شيروان مازن، أما الطريق الثاني الأيسر فهو يؤدي إلى محافظة دهوك فسلكنا الطريق الأيمن بأتجاه منطقة بارزان ثم ناحية شيروان مازن، والطريق هذا جبلي برمته وبأمتياز منحدرات ومرتفعات وقمم جبلية شاهقة وبعد قُرابة ثلاث ساعات ونصف من انطلاقنا من اربيل وصلنا قصبة ناحية شيروان مازن، في شيروان مازن كانت رغبتي شديدة لمشاهدة المنفذ فسلكتُ طريقاً من قصبة شيروان مازن بإتجاه معبر زيت الحدودي، الطريق مبلط حديثاً اُفتتحَ واُنجز بالكامل خلال العام الحالي، والمنفذ يبعد عن الناحية بواقع 13 كم وبقرابة عشرين دقيقة والطريق هو الآخر جبلي بأمتياز بعدها لاحت أمامي النقطة الحدودية العراقية التركية، وشاهدت يافطة كبيرة مُثبتٌ عليها من الجانبين العلم العراقي وعلم كوردستان العراق ثم العلم التركي، وهناك نقطة حدودية لحرس الحدود العراقي وآخرى لحرس الحدود التركي وفي هاتين النقطتين هناك موظفون وإداريون ينظمون دخول وخروج المسافرين، حاولت ان التقط صوراً تذكارية الإ إنه لا يُسمح التصوير لظروف ودواعي أمنية بعدها غادرتُ المنفذ قاصداً قصبة شيروان مازن.
استقراء آراء
وخلال تواجدي في ناحية شيروان مازن أستمعتُ إلى أحاديث وآراء عدد من مواطني الناحية الذين اشادوا على أهمية افتتاح هذا المنفذ المنجز وفوائده وقالوا: نحن سعداء جداً في إنجاز هذا المنفذ الحدودي الذي سيسهل علينا التنقل إلى الجانب الآخر (التركي) من خلال طريق معبد وحديث يربطنا بالجانب التركي يختصر لنا المسافات والتنقل والوقت، وهو يبعد بمسافة حوالي 13 كم عن ناحية شيروان مازن، وتربطنا كما يقولون بعلاقات أجتماعية متينة وقُربى ومصاهرة بيننا وبين مواطني المناطق المتاخمة للمنفذ التركي والقريبة من داخل مناطق المنفذ التركي. واكدوا: كانت حركة تنقلنا مع اقاربنا في تركيا صعبة جداً فيما مضى وتستغرق وقتاً قد يصل إلى 24 ساعة، وكنا نتنقل من خلال طرق جبلية ووعرة جداً وتحيط بنا المخاطر أما الآن فنحن بخير وطمأنينة نصل إلى المنفذ الحدودي بوقت لا يستغرق سوى ربع ساعة أو بالأكثر عشرين دقيقة ونقل لنا آخرون شكرهم وتقديرهم لكل المساهمين والمسؤولين لجهودهم التي بُذلت واثمرت في أنجاز وفتح هذا المنفذ الحيوي في قرية (زيت) التي كانت مُدمرة منذ قرابة نصف قرن وتحولت كما يقولون حالياً إلى منفذ حدودي دولي.
دلالات مهمة
وأنا أقول إن هذا المنفذ الجديد الذي يبعُد عن مركز محافظة اربيل بحوالي 190 كم له دِلالات مهمة في مقدمتها مسألة تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والسلام في هذه المنطقة الحدودية وفي قلب منطقة بارزان ومع الجانب التركي فضلاً على تطوير العلاقات الثنائية والأقتصادية والتجارية والتبادل الثقافي وتوفير فرص العمل مع الجارة تركيا كل ذلك سينعكس على أحوال ومعيشة مواطني منطقة شيروان مازن وبارزان برمتها. أخيراً إن هذا المعبر الجديد هو الأول مع تركيا في محافظة أربيل والثالث بين كوردستان العراق وتركيا، إذ يشترك الأقليم مع تركيا بمعبرين حدودين في محافظه دهوك، الأول معبر بوابة إبراهيم الخليل الدولية ومعبر سرزيري بقضاء العمادية التابع لمحافظةدهوك، ويُعد معبر إبراهيم الخليل أكثر المعابر الحدودية أزدحاماً وهو مخصص للسياحة والتبادل التجاري.
كما إن معبر زيت الحدودي الجديد، هو مفتوح ومخصص لكل المواطنين العراقيين الذين يرومون الذهاب والسفر إلى الجارة تركيا لغرض السياحة والتجارة وبسياراتهم الخاصة أو بوسائل النقل الأخرى المتاحة.