مؤتمرات الحلزونة يمة الحلزونة
زينب فخري
في بعض المؤتمرات التي تعقد تحت مسمى مؤتمر علمي، لا نجد من العلمية أو ما يلامسها شيء، وهي مجرد فرصة للصعود على المنصة والتقاط صور شخصية، مع غصة وألم على تضييع الوقت والجهد والمال على مؤتمرات من نوع (الحلزونة يمة الحلزونة)، كان يمكن لمحبي الظهور والشهرة والإعلام يستغلون قنوات اليوتيوب أو التكتوك لهذا الغرض!
ففي أحد المؤتمرات التي عقدت في بغداد، كان يبدو أنه يعاني من أزمة عددية، إذ ترى إحدى المشاركات في المؤتمر في يومه الأول، هي نفسها ترأس جلسته في اليوم الثاني، وهي نفسها من تلقي البيان الختامي.
والأدهى من أزمة العدد، تظهر مشكلة العدّة البحثية:فعلى الرغم من أنه في عنوانه ثلاث كلمات جاذبة (الإنجازات المتميزة للإبداع)، لكن اغلب البحوث المشاركة كانت بعيدة كل البعد عن العلمية وعن عنوان المؤتمر، فعلى سبيل المثال:إحدى المشاركات في المؤتمر ألقت بحثها بتعريف الثقافة لغة واصطلاحاً وإجراءً لموظفي الثقافة!! ولم يتطرق بحثها لأي شيء عن الابداع أو التميز أو الانجازات.. وطبعاً الموضوع ليس له علاقة بتحديد الباحث بدقائق! وقدمت كذلك بحوث عن:السمنة وسبل الوقاية منها، واستعراض لنشاطات إحدى المؤسسات في النشر، وعن تأثير المشاهد البصرية والمشاعر عند رؤية اللوحات! وعن السلامة المهنية! وبحث قريب من محاضرات التنمية البشرية، وووووو... بحوث اخذت أغلبها من (الكوكل)..!!وقد تتساءلون عن اللجنة العلمية للمؤتمر التي أجازت مشاركة هذه البحوث:طبعاً كانت هناك لجنة، عملت بها بشكل رئيس (صاحبتنا التي عرفت الثقافة لأهل الثقافة) بمعية فريق من حملة الشهادات من المتعينين الجدد، والعاملين بإشرافها على الرغم من أن الوزارة تحتضن الكثير من الكفاءات العلمية وحملة الشهادات من ذوي الاختصاص والخبرة، وكانت الاستعدادات للمؤتمر تجري على قدم وساق منذ أكثر من سنة، أي ليس هناك مشكلة في فترة الإعداد والاختيار !ونحن على يقين أنه تم زج اسماء دولة رئيس الوزراء ووزير الثقافة في المؤتمر دون علمهما بنوعية تلك البحوث، لاسيما أن وزير الثقافة يملك من الإمكانيات الأكاديمية والبحثية والالقاب العلمية ما يجعله بمنأى عن هذا الخلل العلمي!