الحلزونة
سنان السعدي
الحلزونة قصيدة القاها النجم المصري عادل امام في الفلم الكوميدي مرجان احمد مرجان، وكان اهم ما يميز تلك القصيدة بانها بلا رأس ولا ارجل بمعنى انها ( بلا راس ولا رجلين ) في اللغة الدارجة.
تذكرني العملية السياسية في العراق بقصيدة الحلزونة ؟ فهي كذلك بلا راس ولا أرجل ومقوسة من جميع الاتجاهات فمن اين نظرت اليها فلا تجد فيها زاوية لترتكزعليها, وذلك يجعلنا نجزم باننا نعيش في عصر الفوضى السياسية، والمصالح الحزبية والشخصية التي غلبت على مصلحة الوطن، فضلا عن التضليل وخداع الجماهير، فاليوم اغلب الكتل تعمل على تغليب مصالحها على حساب مصالح العراق ومصالح جماهيرها ان كان لها جماهير؟ كلما تظاهرات الاحزاب والقوى السياسية بحب والوطن والانتماء له والعمل على خدمة جماهيرها خرج لهم ما يفند ادعاءاتهم وكشف زيفهم، واخرها ازمة انتخاب رئيس مجلس النواب بعد اقالة السيد الحلبوسي منذ اكثر من عشرة اشهر .
لكي نشاهد بوضوح الحلزونة السياسية او سياسية الحلزونة التي تمارسها القوى السياسية، علينا العودة قليلا الى الوراء وتأمل موقف القوى السياسية الداعمة حاليا لاحد المرشحين لشغل منصب رئيس مجلس النواب وهو السيد محمود المشهداني الذي سبق وشغل منصب اول رئيس مجلس النواب عام 2006 على حساب المرشح الاوفر حظا السيد سالم العيساوي . لشاهدنا ان هذه القوى التي تدعمه اليوم هي نفسها التي حاربته عندما كان يشغل منصب رئيس المجلس ، وهي نفسها التي دفعته لتقديم استقالته حتى ان انكر هو ذلك . نحن نعلم والكل يعلم بان لا وجود للثوابت في العمل السياسي، لكن ليس لدرجة عدم احترام عقول الجماهير ومصالحهم. لذلك على القوى السياسية الشيعية ان يكون لها موقف واضح لتجاوز هذه الازمة بأسرع وقت بوصفها الاخ الاكبر وعدم الوقوف موقف المتفرج امام شلل اهم مؤسسة تشريعية ورقابية, مما يؤدي الى تعطل عملها وعدم اقرار القوانين المعطلة والمتأخرة منذ مدة طويل والتي تصب في صالح الشيعة قبل السنة . اما القوى السياسية السنية، فعليها مراجعة نفسها بعد ان فقدت وجودها على الساحة السياسية العراقية وتحولت الى قوى سياسية مناطقيه قد ينحصر نفوذ بعضها في افضل الاحوال في محافظة واحدة لا بل قد لا يتجاوز نفوذها القضاء او الناحية . كلنا يخطئ وذلك ديدن الانسان وفطرته ، لكن الاستمرار بالخطأ والاصرار عليه هو الطامة الكبرى، لاسيما الاخطاء التي تكون انعكاساتها على حسب الوطن والشعب ومكوناته، وهنا اشير بشكل مباشر الى السيد الحلبوسي والقوى السياسية السنية التي تقف معه، ضد المرشح السيد العيساوي. عنادكم اضاع عليكم اهم استحقاقاتكم وافقدكم قواعدكم الجماهيرية، لكن لا زالت ابواب العودة مفتوحة من خلال الالتحاق بالأغلبية السياسية التي اتفقت على اختيار السيد العيساوي والامور قد اصبحت محسومة والقادم سالم. قبل الختام ندعوا للسيد محمود المشهداني بالشفاء العاجل من الوعكة التي يمر بها.