الاحلاف العشائرية.. صياغات تنظيمية لتعزيز القانون الوطني العام
مارد عبد الحسن الحسون
مازلت عند يقيني بتوفير المزيد من فرص الارتقاء بالمناهج العشائرية إلى مستوى البناء الوطني التضامني العام ، وما يمكن التعويل عليها لتعزيز الشأن الاجتماعي وادامة زخم المعروف والتشاركية وترسيخ التوجهات الكفيلة بوضع حد للخصومات والتنابز والمفاخرات الزائفة . من يقيني أيضا ان فرص التعاون بينها ممهدة بالمزيد من الشرعية الإيمانية والمتطلبات الروحية تجسيدا لقوله تعالى،( وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ) .انني اجد في هذا اليقين نظرة سديدة لتطبيق تحالفات بين العشائر لأصلاح ذات البين والكف عن الاذى وتعميق اواصر الاخوة بينها انطلاقاً من المصير العام الذي يجمعها ويؤاخي بينها ضمن مهمة على جانب من الاهمية اذا اخذت بعين الاعتبار ان التضامن هو القاعدة الاجتماعية التي لابديل لها ، وان الخصومات هي الاستثناء من الوقائع التاريخية في هذا الشان حلف الفضول بين عشائر قريش حيث عقد هذا الحلف في دار عبدالله بن جدعان قبل ظهور الاسلام وشهد لصالحه النبي محمد عليه افضل الصلاة م السلام وكان عمره حينها عشرين سنة لقد عقد الحلف بين عشائر قريش ،بني هاشم ،وبني زهرة ،وبني تميم وقد تحالفوا ،( ان لايظلم أحد في مكة الا وردوا مظلوميته) وسمي بحلف الفضول من مفردة الفضل التي لها جمعان ، فضول وأفضال ، وبمعنى معين تبادل مبادئ الفضل لتأسيس علاقات وثيقة بين تلك العشائر . لقد أسعفني الحظ ان اكون على بينة من حلف عشائري تولى اعتماده والتثقيف به والدي عبد الحسن الحسون شيخ عام بني عارض اخلاصاً لمنهح تاريخي تأسس في القرن التاسع عشر في الفرات الاوسط وتحديدأ في قضاء الحمزة الشرقي ونواحيه.في الحيثيات سمي الحلف بحلف الجبشة وضم عشائر بني عارض (ال عون ، ال عبيد ، ال حاچي ، ال عبد ربه ، الدغافل ) عشائر خفاجه ( ال كعد ، ال راشد ، ال سبتي ، ال عجيل ) عشائر بني سلامة ( الگوام ، البو عيسى ، الرفيعين ، ال سويد ) عشائر بني خالد ( ال دغفل ، البو مطر ، السنيدات ، ال معيان ، البو صبي ، ال نوام ، الحسني ، النهيرات ، ال مسيجة ، الشواير ، النغيشات ، ال جناح )
معلومات ميدانية
و عشائر اخرى متحالفة مع بني خالد ومنهم ال جوده ، ال عيسى ، الشبانات ، الجواسم ، كعب الهور ، عباده ، بني منصور ) عشائر ال عياش ( ال سليم بكل فورعها ، ال ابراهيم بكل فروعها ايضاً ) ، عشائر طفيل ( ال شيخ سعيد ، ال شعيب ، ال حتروش ، ال سهيل ، الحيادر ، العيقار ، بنو مسلم ، ال خماس ، الكراكشة ، البو حويمد ، ال صغير ) ، عشائر البو هليل ( البو لايج ، البو بشاره ، البو عبد ، ال سويد ، البو عشور ) ، السادة العجام ( بيوت البو مشكور ، ال ضريع ، ال حافط ، ال رعد ، ال حمزة ) عشائر كعب ( العزايز ، عجرش ، الشاوية ) .ان جميع هذه العشائر كانت منضوية ضمنه حيث حرصت اشد الحرص ان تأخذ بالتطبيق الميداني لكل ما تعهدت به على أساس وحدة المواقف و الاثرة الحسنة وضمان الاستقرار الاجتماعي والمنهج التشاركي الذي يقوم على حسن التفاهم ورفض المغالاة والتشرذم والصراعات الجانبية ، ووفق معلوماتي الميدانية المؤكدة ان حلف الجبشة استطاع ان يؤسس له عرف من الاصول العشائرية المبنية على التفاهم والتداول والنزعة التصالحية وظل محط تقدير واهتمام ، اما التطور الاكبر الذي حصل لهذا الحلف فقد كان 2008 عندما اصدرت هذه العشائر بياناً جددت به التعهد بذات المنهج الذي تم تأسيسه عام 1885 وقد وقعه عن بني عارض شيخها العام انذاك مهدي عبد الحسن الحسون ، وكذلك الشيوخ علي عبدالله ال مريهج عن بني سلامة و تحسين عباس ال نومان عن خفاجة و علي راضي ال جزار عن بني خالد و كافي ال هلاوي عن البو هليل وستار علوان ال نوني عن ال عياش .
بخلاصة لما تقدم يمكن الاضافة هنا ، ان منهج التحالف يين العشائر يمكن ان يتحول الى منهج متماسك مفتوح يتوسع تبعاً لرغبة العشائر للأنضمام الى هذا الحلف ، أو ذاك على اساس الموقع الجغرافي الذي يضمها بمقارباته المعروفة وبذلك تكون هذه الاحلاف قد وفرت قاعدة إلتزامات اجتماعية لصالح إنفاذ القوانين المرعية في الدولة العراقية. لقد عملت على ذلك خلال فترة تولي مسؤولية مديرية شؤون العشائر في وزارة الداخلية فقد قمت بجولات ميدانية حثيثة لتفكيك الخصومات التي لن تجلب سوى القطيعة والتباعد . ان الانتصار لمنهج التحالفات بالروح الوطنية هو الشرط الوجيه لأدامة المعروف بين العراقيين ، وتلك مهمة ذات طابع مدني أمين على صيانة حياة العراقيين والتبشير بالاخوة ، جوهر العلاقات المتوازنة ، ولك ان تتصور قيمة احلاف عشائرية اذا حرص الملتزمون بتعهداتها في صيانة حقوق الدولة الوطنية ونشروا مبادئ العدل والتسامح والصفح .