أربيل تشهد الإحتفاء بتقليد عبد الحسين شعبان قلادة الإبداع
البزّاز يكرّم مفكّراً أسس منهجاً إتسم بالإعتدال منذ 5 عقود
أربيل – أمجاد ناصر
بغداد - ندى شوكت
شهدت اربيل امس الاول حفل تقليد المفكر والباحث عبد الحسين شعبان بقلادة الابداع التي منحها له رئيس مجموعة الاعلام المستقل الاستاذ سعد البزاز, تكريما لجهده الفكري في خدمة الثقافة العراقية وتأسيس منهج يتسم بالعمق والاعتدال و تقديرا لمجهوداته البحثية واسهاماته في تنشيط الذاكرة العربية والعراقية ، و انجازه الثقافي الذي شمل نحو نصف قرن من تاريخ العراق الحديث ، ليتوج مسيرته بقلادة الابداع ،وسط حضور ثقافي كبير أقيم على قاعة مجلة كردستان كرونيكل باللغة العربية ،بحضور نخبة من الأدباء و المثقفين و المفكرين و الاكاديميين من داخل العراق و خارجه .
وأناب البزاز ، رئيس تحرير جريدة (الزمان ) طبعة العراق احمد عبد المجيد لتقليد شعبان بقلادة الابداع الذي قال في مفتتح الاحتفال (اسمحوا لي ان انقل لكم تحيات الاستاذ سعد البزاز راعي قلادة الابداع وتمنياته لكم بالتوفيق والنجاح الدائم والاخوه الجامعة.وانه لمن دواعي الفخر والشرف ان انوب عن الاستاذ سعد البزاز في تقليد قامة عراقية جديدة باسقة. تمنح قلادة الابداع التي خصها لكبار المبدعين العراقيين في شتى مناحي العطاء .ولعلها مصادفة جميلة ان يحظى المفكر البارز الدكتور عبد الحسين شعبان بقلادة الابداع وسط اجماع عربي ودولي على زخم عطائه وسماته الانسانية المتميزة).مضيفاً(لقد شرفني الاستاذ سعد البزاز ان انوب عنه في تقليد عشرات المبدعين حتى الان ،منذ ان اطلقت هذه الجائزة الفريدة عام 2011، لكني وجدت نفسي وسط شعور عاطفي عجيب لحظة ابلاغي بمنحها الى المفكر عبدالحسين شعبان.واصدقكم القول ان عيني اغرورقتا بالدمع وانا اتابع الكلمات النبيلة التي وصف بها الاستاذ البزاز ، صديقنا المفكر شعبان)، موضحاً(لا اعرف سر هذا الشعور لكني أفسره بالمحبة الصادقة ازاء المحتفى به، وبالامتنان الكبير الى المبادر الذي توج عطاء شعبان بالتكريم الثمين بعد عقود من الجهد والكفاح والابداع والدفاع عن القيم الوطنية.ولعلكم ترون مثلي ان مبادرة الاستاذ سعد البزاز ، جاءت في موقعها وفي توقيتها المناسبين،فهي في الواقع تكريم للمفكر، ورسالة تحية لكل وطني مبدع، ولكل مجتهد صبور جدير بالتقدير.واذا كانت القلادة زينت صدور كبار المثقفين والادباء والفنانين والصحفيين والرياضيين ، فأنها اليوم تزين صدر قامة كبيرة من قامات الباحثين والكتاب المفكرين واصحاب المبادئ الانسانية الراقية) مختتما(اهنئ الاستاذ عبد الحسين شعبان بهذا التكريم وادعو له ولكم بالتوفيق ومزيد من الابداع، في ظل مدينة تاريخية أنجبت الأبطال وكتبت صفحات مفعمة بالأمل والالم والمستقبل المشرق).
مبادرة كريمة
و بعد تقليده بالقلادة ،قال شعبان (اقول ان هذه المناسبة العزيزة والمبادرة الكريمة الطيبة ، تعكس كرم الاخلاق والاعتزاز والاحترام للثقافة والمثقفين وللفكر ودوره في عملية التغيير من جانب المؤسسة ومن جانب رئيسها الاستاذ الصديق سعد البزاز بحضور هذه النخبة العربية خصوصا التي جاءت من بلدان شتى مع التمنيات للجميع بالصحة والسعادة والمزيد من الابداع والتالق والشكر واشكركم مرة اخرى).
واوضح شعبان لـ( الزمان) : (اليوم أني مرتبك و قلق ومحرج , مرتبك لأني أمام هذه القامات العربية التي حضرت هذا اللقاء الصباحي الجميل , وقلق لأن هذا سيرتب عليه مسؤوليات جديدة , ومحرج لأنني ربما أستحق ولا أستحق مثل هذا الاحتفال ولكنني في كل الأحوال أعتبر ذلك تكريم للثقافة العراقية والمثقف العراقي , المثقف الذي عانى في فترات صعبة ،فترات التعرض للاستبداد و الحصار و الحروب و الاحتلال , وما زال هذا المثقف يعاني سواء بسبب تهميشه أو بسبب التسلط السياسي الذي يريد المثقف أن يحرق بخور السلطان وأن يكون رأس حاجة يزين خطابه ويؤدلج ممارساته أحيانا , البعيدة كل البعد عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والشراكة والمشاركة فضلا عن أنها بعيدة عن قيم الجمال والخير والمحبة).
واهدى المحتفى به كتاب (عبدالحسين شعبان جمر الحروف - في الطريق الى الحرية والحداثة والتنوير) الى البزاز وذيل الكتاب بـ(هديتي الى الصديق الاستاذ سعد البزاز الرمز الاعلامي الكبير المجدد والمبدع، مع المودة المعهودة) وتسلم عبد المجيد نسخة الكتاب المهدى .
كما أكد الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والأثار نوفل ابو رغيف ان (قلادة الإبداع التي تمنح هذا اليوم بامتياز للمفكر والمثقف العراقي الموسوعي المميز الدكتور عبدالحسين شعبان , إنما هي احتفاء بالثقافة العراقية اولا قبل الاحتفاء بـشعبان وهي ليست بالحدث الجديد على الاستاذ سعد البزاز وعلى هذه المؤسسة الأعلامية التي حققت حضوراً مؤثراً , وأثراً فاعلاً وحفرت بصمتها في ذاكرة مشاهديها عراقياً وعربياً , احتفاء البزاز بشعبان يمثل باقة من العناوين الثقافية والمجتمعية والسياسية والتاريخية التي تمثل نموذجاً مشرقاً متقدماً التكامل الفكري والمعرفي والثقافي في العراق) .
واشارت الكاتبة مريم المنصورة الصادق المهدي وزير خارجية السودان السابقة الى انها: (سعيدة جدا بهذا التكريم من قبل الاستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الإعلام المستقل , الذي يدل عن إهتمامه بألثقافة والفكر والعلوم في نشأة الأمم ,و سعيدة بوجود أمة من أممنا تعترف لمفكريها ولمثقيفها بالفضل وتعبر عن هذا الحب بهذا الإعتزاز , وهذه قيمة جميلة جدا وغابت عن كثير من واقعنا , و اليوم شعرنا بإحساس جياش , وحتى الدكتور عبدالحسين نفسه عبر عن مشاعرارتباكه وهو ملك الحروف والكلام وفعلا كانت عواطف جياشة فشكرا لكم ).
و أضاف الكاتب و الروائي و المترجم الفلسطيني إياد البرغوثي رئيس الشبكة العربية للتسامح : (هذا يوم استثنائي وهو مبدأ جميل أن يكرم المثقفين والمبدعين في هذه الأمة ومنهم الدكتور عبدالحسين شعبان عن موسوعته الفكرية والثقافية ودعوته لخلق الجسور بين المكونات المختلفة لهذا الشرق , والمفهوم أنه إذا لم نصنع نحن شرقنا كما نريد سوف يصنع لنا الشرق الذي يتحكم فيه الآخرون ).
وبين الكاتب و الصحفي حامد الحمود العجلان من الكويت : (أنا سعيد جدا بتواجدي للمرة الرابعة في أربيل ، ومنها ثلاث مرات كانت بسبب أمسيات و تكريم الدكتور عبد الحسين شعبان ، و أغلب الأصدقاء المتواجدين في هذا المكان تعرفت عليهم من خلال علاقتي مع الدكتور التي مضى عليها أكثر من عشرين سنة ، بدأت في بيروت والتقينا في تونس والمغرب والكويت والبحرين وأماكن عديدة ، وأنا شخصيا تأثرت بما كتبه ونشره الدكتور و خاصة بما يخص الشعب العراقي و الشعوب العربية ، وهو معروف بعلاقته المميزة حتى مع من يختلف معهم فكريا لكن تبقى علاقة محبة وتقدير واحترام ، وهذا نادر ما نلتمسه في المنطقة العربية لكونه يمتلك ثقافة واسعة , كم تعلمت من قراءة كتابه ( المثقف وفقه الأزمة ) شيء جديد عن الدكتور عبد الحسين شعبان ، وهو انه ليس مناضل على المستوى العربي فقط ، انما مناضل داخل الحزب الذي انتمى اليه ،كان مناضل داخل الحزب وكان يكافح داخل الحزب من أجل حرية المنتسبين له).
وحيت الشاعرة والإعلامية السورية نوال الحوار:( هذه المؤسسة الإعلامية العريقة التي يقف على رأسها الأستاذ سعد البزاز وهو إعلامي قدير وشخص يستطيع أن يدير مؤسسته بكل جدارة , وإنسان يستطيع أن يميز من هو المبدع الحقيقي , وهذا ليس بجديد على هذه المؤسسة الإعلامية أن تكرم إنساناً بمقام الدكتور عبد الحسين شعبان الإنسان المفكر الباحث الناقد , وتشرفت بمرافقته في جميع احتفالياته التي يقوم بها وفي معظم الكتب التي الفها حيث كنت أدير الندوات له , و يصفه الدكتور زكي مبارك رئيس جامعة القاهرة الأساسية عندما يمشي يقول الداكاترة الباحثين عبدالحسين شعبان لانه مجموعة باحثين بشخصية باحث , كتب في حقوق الانسان و العدالة الاجتماعية و فقه الواقع و تطوير الفكر الديني وتحسين المؤسسة الدينية وإعادة قراءة النص الديني من منظور يتناسب مع عصرنا و واقعنا , وهذه الكتابات لا يستطيع ان يبحث فيها إلا الإنسان الذي يمتلك ميزة العدل و الإحساس بالمسؤولية اتجاه الآخر بالإضافة لهذا العمل ، الدكتور شعبان يستطيع ان يميز من هو الأديب الحقيقي ومن هو الأديب المصطنع فكتب في مجال الأدب ، كتب عن محمد مهدي الجواهري ، كتب عن مظفر النواب و السياب) .
قامة شامخة
ووصف القاص امجد توفيق ( الدكتور شعبان بالقامة العراقية الشامخة التي تمتاز بغزارة الانتاج و بوضوح للموقف الفكري الانساني العميق المنفتح على الثقافات و الاعراق , و هو يمثل مرحلة فكرية خاصة و عميقة عبر مسيرة تكللت بالانجازات الفكرية و الثقافية و الادبية والشعرية وأهتماماته المتنوعة و هذا التكريم هو للفكر و الموقف الانساني العميق و الدفاع عن الحريات و الموقف الاصيل تجاه هذه الحياة التي تسعدنا و تشعرنا باننا نحن المكرمين) .
وعدّ الاديب محمد رشيد :( التكريم ليس فقط للمفكر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان وانما لجميع المثقفين العراقيين لكون الدكتور ليس له تقاطع مع اي مثقف حتى مع الذين يتقاطع معهم فعليا بالافكار، هو صديقهم وجليسهم دائما .)
وقال الكاتب و الخطاط بژار الحاج كريم الاربيلي :( بأسم مؤسسة كردستان كورونيكال , نرحب بضيوفنا الذين احتفلوا بتكريم الدكتور شعبان من قبل الاستاذ البزاز , وعندما سمعت بهذه الاحتفالية احببت ان أبادر معكم بتقديم هدية بسيطة عبارة عن مخطوطة لأحدى كتابات الدكتور عبد الحسين تعبيرا عن امتنانا و تقديرنا له وما عمل لأجله) .
وقال الدكتور سيف الشاكر وكيل أكاديمية اكسفورد لطب الاسنان في العراق ان (تكريم مثل هؤلاء الأشخاص من القامات العراقية الكبيرة اصحاب المنجزات الثقافية والفكرية الفريدة يشعرنا بالتميز والفخر كما نشد على ايادي الاستاذ البزاز بالتواصل دائما لتكريم مثل هؤلاء العمالقة لانهم ثروة وطنية كبيرة) .
وعبرت الشاعرة والاعلامية اللبنانية لوركا سبيتي عن فخرها( بصداقتي مع شعبان , و بكل ما لديه من معرفة وثقافة و كتب تشعرك كأنك في غابة معلومات , و اشكر البزاز على هذا التكريم مع نخبة كبيرة من المبدعين من العراق و الوطن العربي في اربيل هذه المدينة العراقية الساحرة التي ازورها للمرة الاولى , و نحن نفتخر بهذا التكريم الجميل في حياة المبدعين صانعين مجدنا الذي نصفق له و نرفع له القبعة لانه يمثل منحهم المزيد من العمر لكون المحبة تزيد سنوات العمر).
مواصفات القلادة
ويمنح البزاز قلادة الابداع للمبدعين والمبتكرين في مجالات العلوم والثقافة والصحافة والخدمة العامة والعلوم.
وتم سكها للمرة الاولى عام 2011 وتمنح منذ اكثر من 14 عاماً للرواد في مجالات المعرفة والفنون والاداب والعمل التطوعي والثقافة. ومواصفات القلادة هي: الوجه الاول دونت عليه العبارة التالية: (تمنح هذه القلادة لكبار المبدعين والمبدعات في العراق).
وعلى الوجه الثاني نقرأ (يقدم سعد البزاز هذه القلادة اعترافا بابداع كبار الادباء والفنانين والعلماء وتخليدا لمكانتهم في المجتمع. وسكت من الذهب الخالص عيار 22 في العام الميلادي 2011 الموافق العام الهجري 1432 واعلن عن تقليدها للمبدعين مع ما يترتب عنها من التزامات مادية ومعنوية).