فم مفتوح .. فم مغلق
مراكز الأبحاث الجامعية .. تشكو الإهمال
زيد الحلي
كنتُ اظن ان مراكز البحوث والدراسات في الجامعات العراقية، تحظى بالاهتمام المطلوب، كونها من اساسيات عملية النهضة والتنمية الشاملة والفاعلة في الدراسات الاكاديمية، لكني وجدتُ العكس من خلال حضوري ومتابعتي للأوراق المقدمة الى الملتقى العلمي الأول الذي أقامه مركز الدراسات والبحوث في كلية الإمام الكاظم (ع) الاسبوع المنصرم. لقد صدمتُ حين توضحت امامي صورة واقع حال مراكز الابحاث في الجامعات، حيث تبين انها بلا رعاية، وبعيدة عن التخصيصات المالية المطلوبة لأداء عملها البحثي، والادهى من ذلك ان بعض الاوراق التي قُرأت في الملتقى اشارت الى ان بعض مراكز الابحاث كانت منفى لبعض الاساتذة غير المرغوب بهم في جامعاتهم ! ان البحث العلمي يعتبر من أهم النشاطات التي يمارسها العقل البشري، فمن المعروف أن تقدم الأمم ونهضتها الحضارية مرهونة برعايتها واهتمامها به وبتطبيقاته، ومن هنا، فإن هذه الأهمية للبحث العلمي تتطلب الاهتمام بمؤسساته وأدواته، ومن أهمها مؤسسات ومراكز البحث العلمي في الجامعات.. فهل انتبهت جامعاتنا الى هذه الحقيقة.. اتمنى ذلك.
ان الملتقى الذي اشرف عليه د. ماهر الخليلي مدير مركز الدراسات والبحوث في كلية الإمام الكاظم (ع) وشهد رعاية متميزة من عميد الكلية أ.د عبد الجليل منشد خلف، اتسم بتنظيم رائع، وتضمن دراسات منهجية عميقة في محتواها ودلالاتها الفكرية، حول واقع حال مراكز الأبحاث والدراسات في العراق، وأسباب تردي جودتها، وآثارها في المجتمع، والتحديات وآليات التفعيل والتأثير في ضوء الأوضاع السياسية.. وتناول أهمية المراكز البحثية وفعالية تأثيرها بصنع القرار..
إن الحقيقة تبقى ماثلة للعيان، فلمراكز الأبحاث دورا رياديا في توجيه عالم اليوم، كونها أداة مهمة لإنتاج العديد من المشاريع الحيوية التي تتصل بالمجتمع والفرد، ووسيلة لدراسة كل ما يتصل بمشاريع الدولة، وفق منهج علمي معرفي، وقد ارتقت المراكز البحثية الحديثة حتى أصبحت من ابرز الفاعلين في رسم التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية لعديد من البلدان المتقدمة..
دعوة الى وزارة التعليم العالي، الى حث الجامعات للاهتمام بمراكز الابحاث، فهي عنوان مفاتيح المعرفة والتقدم المؤدية الى بحث علمي جاد ومهني.
Z_alhilly@yahoo.com