سوريا .. ماذا في الغد ؟
عبد الكريم احمد الزيدي
ما تشهده الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا وبعد سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الحالي ، لم تكن مفاجئة بعد أكثر من 14 غاما من التوتر السياسي والعسكري وعدم الاستقرار الأمني وسوء الأوضاع الأقتصادية إضافة إلى تفاقم الهوة بين النظام والشعب السوري وبعد معاناة طويلة من الصراع العسكري بين قوى المقاومة والفصائل المسلحة من جهة وقوات الجيش والأمن للنظام السوري الذي راح ضحيته الآلاف من المدنيين والعسكريين من الأطراف المتنازعة... نقول ان ما شهدته الايام الأخيرة من تطورات متسارعة في الأوضاع السورية وسقوط النظام الحاكم للأسد وحكومته التي استمر حكمه لأكثر من خمسين عاما كان متوقعاً بعد أن فقد هذا النظام تأييد ودعم قوى دولية ساندت حكمه لمصالح اقليمية واعتبارية ووقفت إلى جانبه في قمع كل محاولات القوى المتصارعة والمقاومة لحكمه طيلة أكثر من عقد من الزمن كانت نتائجه الاف الضحايا والتهجير وتدمير البنية الاجتماعية وتفاقم سوء الوضع الاقتصادي للبلد .. وما يهمنا ونحن نتطلع إلى بلد مستقر ونظام ديمقراطي للحكم فيه واستقرار سيادة وآمن اهله وأعادة الأمان والسلام إلى ربوعه بعد حقبة من الظلم والظلام ، ان تقوم قيادات المقاومة والفصائل العسكرية المعارضة المشاركة في تحرير الشام بتأمين الوضع الأمني والمحافظة على أمن وأمان البلد وأهله وعدم الانجراف وراء التصارع على الحكم واستلام مقاليده وفق آلية توافقية ديمقراطية والحفاظ على توازن الحدود السورية خاصة مع الكيان الصهيوني الذي يحاول استغلال الأوضاع الحالية ، وان الايام التالية ستكون اختباراً حقيقياً لقادة الحكم الجديد لسوريا في تحقيق آمال واحلام الشعب السوري في حياة مدنية كريمة ومستقبل تتطلع اليه كل شعوب العالم .