المُبكّر و المُستَعجل في ملف سوريا
فاضل ميراني
من المبكر الاحاطة بتفاصيل تفاعلات معادلة الحكم و تصورات اصحابها الداخليون و رعاتها و احلافها الخارجيون، و سردها لاحقا و بحيادية للاستفادة من درس تاريخي معاصر، درس للحاكم و المحكوم و المعارض، واين و مع من تكون المصالح التي لاتفضي الى مثل النهايات الملتهبة و التي قد تؤسس لبدايات قلقة. ومن العاجل و لربما تأخر فهم منظومات حكم معروفة لمعانٍ حيوية تتعلق بحقوق الشعوب و تنوعها عرقا و دينا و مذاهب روحية و فكرية، فثبت الصواب في فشل الصهر و القولبة و الاجبار و الجبرية و القهر، فأن دام الضغط غاص التفاعل و استمر و عاد للظهور غير مسيطر عليه. لا تستطيع جهة ما اجبار المعنيين بمصالح الرعية سرعة التفهم و التعقل و ادراك معاني و اعمال المسؤولية، و التحذر من مخادعة شعور التسلط و القيادة، ذلك ان الفهم يتطلب استعدادا و قابلية و صدق اداء. الشعوب باقية حتى و ان جرى سلب حقوقها ومنها القهر الجغرافي، لكن كل سلب لحق و تلاعب بمصير و مخالفة للشعار عن التنفيذ سيكون ارتداده بحجم مضاعف ويزداد تضاعفه كلما تأخر. اقول: ان احاطة كاملة بملف التطورات السورية امر مبكر تناوله، والاوجب منه هو تقديم انموذج صادق غير مصطنع للمداهنة او لأجل تقبل دوائر القوى، يكون فيه التأسيس لحقبة مقبلة مطهرا من نواقص تريد فرض ارادات لقوة او مجموعة قوى على حساب و من حصة شعوب سوريا المتنوعة، ذلك تفاديا لصراع مستقبلي و تحاشيا لنهايات مشابهة لنهاية نظام.
مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني