التعداد تناول السلع المعمرة وأغفل معيشة الشعب
فيان القبطان
أغفلت إستمارة التعداد العام للسكان، الذي جرى يوم الخميس.. العشرين من تشرين الثاني الماضي، المستوى المعيشي لفئات الشعب، مكتفياً بمؤشرات عن رفاه الأسرة وتوفر الخدمات المنزلية، أي السلع المعمرة؛ ما يجعل مسار المعلومات التي ستبنى عليها خطط التنمية مستقبلاً، إرستقراطية تنظر الى فئات الشعب العراقي من برج عاجي؛ وصولاً الى طاقة أداء مستمدة من رؤية فوقية.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يبدو ثمة توجس من كشف مستويات الفقر الفاضحة، وهي تترسب إنحداراً من تحت خط الضنك.. ما دون الكفاف، الى حضيض حياة... الموت أكرم منها، ومن طرف خفي يريد التعداد... وهو حكومي بإمتياز، إظهار الطبقة المرفهة.. جماعتهم.. هي السواد الأعم والأشمل وهي المعدل العام لمستوى المعيشة، يتفاوت في مناشئ الجنريترات والسبلتات وموديلات السيارات وعدد سفرات العائلة للسياحة سنوياً و... لكن المفروغ منه أن العراق يخلو من ناس غير مشمولة بسهام الشيطان، تعيش في مقالع الأزبال وتبيت تحت الجسور وتأكل من النفايات وتستجدي في الترفكلايات.
وبهذا يستحيل التعداد فخاً للباحثين الأكاديميين، يتعمد تضليل التاريخ والتنصل من مسؤولية الدولة عن ذوي الدخل المحدود، والأخذ بالحسبان آليات الحفاظ على إمتيازات المنطقة الخضراء، ونكران وجود فقراء... الشعب كله غني بمستوى يتراوح من خمسة وتسعين بالمائة سعادة الى تسعة وتسعين سروراً، أما المائة بالمائة رخاءً فهم...