(كلام الناس) في حلقة إستقصائية عن العنف المنزلي
الفقر والمخدّرات والكحول آفات ضحيتها الأسرة والمجتمع
بغداد - سعدون الجابري
تناولت حلقة من برنامج (كلام الناس) من قناة (الشرقية) ملف العنف الأسري في البلاد، والذي اظهر ان هناك نسب شهرية تسجلها مديريات حماية الأسرة و الطفل في عموم المحافظات عن العنف الأسري، حيث وصلت تلك النسب إلى أكثر من 900 حالة عنف مختلفة شهرياً، منها أباء أو أمهات يعنفون أبنائهم أو بالعكس، و يوجد بعض الأبناء غير المنضبطين يقومون بتعنيف والديهم!. وبين معد ومقدم البرنامج علي الخالدي لـ(الزمان): ان مشكلة العنف الأسري أستفحلت و بدأت تتوسع قاعدتها في بعض الأسر العراقية، نتيجة عدم متابعة الوالدين لأبنائهم أو بالعكس بعض من الوالدين هم من يقومون بعمليات تعنيف أبنائهم و بناتهم صغاراً أو كباراً، و السبب الرئيسي لاندفاع الآباء نحو جرائم التعنيف، هونتيجة تعاطيهم المخدرات أو المشروبات الكحولية وكذلك العوز المادي. وأوضح الخالدي (في هذا الملف المهم ناقشنا الجهات الأمنية المسؤولة عن مكافحة جرائم العنف الأسري في وزارة الداخلية، و إجراء المقابلات التلفزيونية مع مسؤولي مديرية حماية الأسرة والطفل في الكرخ). وقال مدير حماية الأسرة و الطفل في وزارة الداخلية اللواء عدنان حمود سلمان ( بالتأكيد المادة 111 من قانون المرافعات العراقي و المادة 410 تحكم للشخص الذي يقوم بالتعنيف و يؤدي الى موت الضحية من الأبناء أو الزوجة، عقوبتة تكون السجن 15 سنة و هذا عنف متعمد يؤدي للموت). وأكد سلمان ( كذلك يحاسب القضاء العراقي على قضايا التعنيف والمخدرات، أيضاً على الأسلحة التي تضبط بحوزة مرتكبي تلك الجرائم التي ذكرناها، حيث العراق أول بلد بالوطن العربي عمل على حماية الأسرة و الطفل). فيما اوضح مدير حماية الأسرة و الطفل في الكرخ العميد عدي كاظم المياحي (لدينا عشرات الحالات لقضايا العنف بين بعض الأسر العراقية، ولدينا الخط الساخن المجاني و رقمة 139.. بأمكان أي مواطن يتعرض للتعنيف أن يتصل بنا على هذا الرقم و نحن نستجيب للمتصل بأسرع وقت و بسرية تامة).مضيفاً ( فريق البرنامج رافقنا في قضية تعنيف سيدة كبيرة السن تولدها 1945، يجري تعنيفها من قبل أحفادها أولاد أبنها الكبير و بعلمة، و هذه السيدة بعد وفاة زوجها قام أبنها الكبير وزوجتة بطردها من بيتها الذي سجلوه في الطابو بعد وفاة زوجها بأسم زوجة ولدها الكبير، وأسكنوها في ( دكان قديم ) ضمن مساحة البيت في بغداد، و هذا جرى لها قبل أكثر من سبعة سنوات حيث هي تعيش بالدكان، إلا أن السيدة هذه قامت بتهديم الدكان وبناءه من جديد على شكل غرفة صغيرة لا تتجاوز المترين المربعين، وعملية البناء قام بها بعض سكان المنطقة). وأشار المدير (لم تنتهي مأساة هذه السيدة، يحيث قوم أحفادها بتوجيه من أمهم وتحريظهم بتعنيف جدتهم، وبعلم والدهم الذي لا سلطة لدية في بيته وزوجته هي المسيطر الأول والأخير). مضيفا (حصلنا قرار قاضي التحقيق في الكرخ بالأنتقال لبيت هذه السيدة وتحريرها من أحفادها، وتم تدوين أقوالها بحضور فريق الشرقية وسنحصل لاحقاً على أمر قضائي بنقل السيدة لأحدى دور الدولة لرعاية السيدات في بغداد، و تم أخذ تعهد من أبن السيدة للحفاظ عليها حالياً، كما تم القبض على المتهمين أولاد أبنها و الآن هم موقوفين في مديريتنا، لأكمال التحقيق وثم ينالون جزائهم من المحكمة المختصة). من جانبها قالت السيدة المعنفة (بعد وفاة زوجي تم طردي من بيتي من قبل زوجة أبني وهو أيضاً و تحريض أحفادي بضربي وأجباري للسكن في الدكان، وقيامهم بتوقيعي تحت التهديد بالتنازل عن بيت زوجي المتوفى وتسجيلة بأسم زوجة ولدي، بعد إعطائي مبلغ خمسة ملايين لغرض بناء غرفة صغيرة لي مكان الدكان، والجيران هم من بلغوا الشرطة بحالتي، وطعامي يقدم لي من بناتي المتزوجات والقريبات على بيتنا والحمد لله).
جروح في اليد
بعد ذلك قالت ضابط علاقات حماية الأسرة والطفل الملازم وجدان حميد جسام : أحب ان أعرض لبرنامجكم واسع المقبولية بين الأسر العراقية، حالة سيدة يقوم زوجها بتعنيفها بالضرب بالسيف وترك جروح في يديها ورجليها نتيجة تناوله المخدرات). وهناك حالة أخرى لطفلة عمرها سنة ونصف أمها تقوم بتعنيفها بشدة، حيث توفيت هذه الطفلة جراء التعذيب الجسدي، وعندما سألتها عن سبب تعذيب طفلتها حتى الموت، قالت لي بكل وقاحة (والله بنتي تبكي هواي وتزعجني)!، قلت لها (حرام عليك هذه طفلة بريئة عليك عرضها على طبيب أطفال وهو سيعطيها العلاج الملائم لها، حيث تم إحالة قضيتها للمحكمة للنظر فيها وستنال جزاءها العادل). و أكدت عندي ملف تعنيف الطفلة زهراء و هي بعمر 11 عام و تعيش مع جدها و جدتها، تلقينا مناشدة عبر الخط الساخن من جد زهراء عرض لنا حالة حفيدتة زهراء التي يعنفها أبوها مع أخيها يومياً بعد تناول الخمر، وأمها منفصلة من زوجها بسبب تعذيبة للأطفال ولها قبل طلاقها، كذلك يقوم بتعنيف والديه بالضرب أو حرق مادة البلاستك وتذويبها على أجساد أطفاله وعلى والديه. وقال لنا جد زهراء: أبني متزوج من سيدتين و زوجة أبني أهلها طلقوها من ولدي والأطفال يعيشون عندي وجدتهم هي المربية لهم، وزوجتة الثانية أيضاً مطلقة وهربت منه بسبب التعنيف، وهي ليس لديها أطفال منه). موضحا (أبني كان يجبر بنته (بالجدية) من الجيران و من الشارع ليلاً ونهاراً، وإذا تعود للبيت ولم تجلب له أي مبلغ من الجيران ينتقم منها، حتى في أحد الأيام رماها من سطح الدار واصيبت بكسور وجروح فضلاً عن صعقها بالكهرباء وحرق البلاستك عليها، وبعد تقديمي شكوى على ولدي تم توقيفه من قبل شرطة حماية الأسرة والطفل ولازال موقوف، وتم نقل الطفلة زهراء لمستشفى الكندي من قبل الشرطة، وحالة زهراء كانت خطرة وبعناية الله والشرطة بمتابعة حالتها أستردت عافيتها والحمد لله، وأنا كنت عندما أحمي حفيدتي زهراء ينتقم مني أبني بالضرب وحرق البلاستك على يدي و توجد آثار ذلك).
و أوضحت مدير العلاقات : عندي ملف سيدة شابة معنفة و متزوجة قبل عشرة سنوات من رجل متزوج، و بمرور الزمن بدأ زوجها بتعنيفها بالضرب بالسكين و العصى، و زوجتة الأولى أقاربه و طلبت الطلاق منه بسبب تعنيفها المستمر، و الزوجة الثانية هي الأخرى يعذبها يومياً.و قالت لنا هذه السيدة التي تعيش حياتها بعسر مع هذا الوحش البشري قائلة : أنا شابة عمري 32 سنة و زوجي عمره 45 سنة و عندي ثلاثة أطفال، كان يعذبني يومياً أذا لم يكن في جيبه أي مبلغ ينتقم مني، و خصوصاَ عندما تعطل سيارته وهو يعمل سائق أجرة، يضربي في كافة أنحاء جسمي عدى وجهي لا يضربني عليه خوفاً من ترك الآثار عليه، و يهددني عندما أذهب لزيارة أهلي بعدم البوح لهم عن ما يفعله معي من عذاب جسدي و نفسي!
و ختم الخالدي : المطلوب من المواطنين الأبتعاد عن هذه الأساليب الشريرة، و التي لا تليق بنا كشعب عراقي على ما يقوم به بعض الوالدين أو أبنائهم، والأبتعاد عن التسول أو الأنحراف على طريق الرذيلة، و هذه الأساليب مرفوضة.
فريق البرنامج ضم كلاً من: الأعداد والتقديم: علي الخالدي، مخرج منفذ ومدير تصوير: عمر الجابري، تصوير: حسين الخفاجي وحسين عصام، درون: محمد الخفاجي، م. إضاءة: مصطفى الموسوي، المتابعة الصحفية: سعدون الجابري والمونتاج : عمر مظفر و أدريس الكعبي.