أقربُ مني إليّ
نجمان ياسين
في هذا الليل النشوان بدمع النجوم
قلبي يصغي إلى رفيف اغنيتك الهامسة
ودمي صلاة في محراب صوتك الغض
كلي يهربُ مني
وبعضي يعود إلى كلي
في هذا الليل المزدان برفقتك الحالمة
تنوسُ روحي
ويغادر جسدي هذا القفص
ليسكن خمائلك البهية
في هذا الليل السكران بعطرك
سكران أنا
ودم الكرمة يفنيني
عيناي سؤال
وحلم
ودمي يشهقُ بهذا الفرح السماوي الندي
في هذا الليل الذي يشهرُ سيفَ الفراق
أراكِ أقرب إليّ
وأدنى إلى سعادتي
وحنيني
أبصرك أقرب من وريدي إليّ
وأقرب مني إليّ
زمن كسيح
مذ جاء اللصوص،
والقتلة، والعواهر،
لم يعد سرب البلابل يغرد في قلبي ...
ومذ هرست حجارة الخرافة،
الطفل في عروقي،
دبَّ الهرمُ فيَّ، وشاخت روحي...
كيف يمكن لهذه الغيلان،
أن تسجن مياه الينابيع،
وتجعلني أتجرع مرارة الإذلال،
وامتهان كبرياء عقلي،
من دون أن يتفجر بركان دمي؟!
ايُ زمن كسيح،
أباح للديوث، واللوطي، والغبي، والفاجر، والداعر،
نشر الالغام في طريقي،
والإدعاء بأنهم يقيمون مملكة الله؟!
وأي قفض هذا الذي أطبق عليَّ،
وأراد أن يبقيني، في فخ الشعوذة،
وجيفة الأباطيل؟!
إلهي،
كيف لهذا الجُذام،
أن يكون الدواء؟!
وكيف لضلالاته، وأوهامه،
وسيول الدمِ،
التي حجرت على قلوب الناس،
وأخذتهم الى السعير،
أن تعلن أنها بشير الفردوس في البلاد،
وهل لمن يعيش في زمهرير الهلاك،
أن يأتي بالربيع؟!
إلهي،
كل ما فيَّ، ينبض بالرهبة،
والرعب،
وليس إلاَّ القلق،
والرماد،
وفقدان الدرب،
وأنا تحت أَضراس قروش،
تتأهب لإبتلاعي!
إلهي،
جَفَتْ روحي،
وخاصمني قلبي، مذ إستكنتُ، ولم يَطُقَ فؤادي،
وأنا أسير كالأعمى في خرائب زمرة القتلة واللصوص،
المتربصة لتهرس،
كُلَّ ما هو مضيء في حياتي،
استاذ التاريخ الاجتماعي والاقتصادي في جامعة الموصل
رئيس أسبق للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .