الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثورة الحرية والكرامة

بواسطة azzaman

ثورة الحرية والكرامة

اسيل عبد الجبار الربيعي

 

ثورة الأمام الحسين عليه السلام هي ثورة إنسانية كبرى بكل أبعادها حدثت في عصر معين لكن إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض مادام الظلم والاضطهاد قائمان في هذا العالم ولابد لنا أن نستحضر قيم تلك الثورة الخالدة في كل لحظة من لحظات هذا الزمن الذي تجبر فيه طواغيت الأرض وازدادوا ظلما كبيرا وتمادوا في غطرستهم وعنجهيتهم وظلمهم لبني البشر وحين نستحضر قيم تلك الثورة المجيدة وأهدافها لننهل من نبعها الثر ودفقها المتجدد نزداد ثقة وعزيمة بقدرة كل من سُلب حقه وامتُهنت كرامته وصودرت آماله ووضع نصب عينيه ثورة الأمام الحسين (ع ) لانتزاع ذلك الحق المصادر لأنه لابد أن يقول للظالم قف عند حدك لأن ساعة الخلاص آتية لامحاله وما دام هذا الدفق يتجدد كالسيل الأزلي ومادام هذا الشعاع المحمدي الخالد يظل يخترق المسافات لينير طريق الحرية والكرامة لكل شعوب الأرض المظلومة .

بحر واسع

لذا فإن الكتابة عن الحسين( ع) متجددة أيضا وهي كالبحرالذي لاينتهي تدفقه ولا يجف عطاؤه مادامت شعوب الأرض لقد نهل الكثير من الكتاب والأدباء والشعراء من ذوي الضمائر الحية المتوقدة من مسلمين وغير مسلمين من معين هذه الثورة الخالدة فأبدعوا وأجادوا في كتاباتهم حول تلك البطولة الفذة ، والقيم المشرقة والنبل المتفرد في توهجه وبذلك أيقظوا الهمم والعزائم وحركوا العقول وزرعوا العنفوان في الدماء وأتحفوها بشذرات من الأمل والثقة بالنفس للدفاع عن القيم النبيلة والمبادئ الخلاقة التي تشترك فيها كل البشرية المتطلعة ألى عالم تسود فيه العدالة الاجتماعية وقيم الحق والفضيلة والتحرر من الاستعباد والظلم والجبروت وهي المبادئ الجوهرية للثورة الحسينية المباركة لقد أعلن الأمام الحسين( ع) للدنيا كلها وخاطبها قائلا (أيها الناس أني سمعت جدي رسول الله يقول (من رأى منكُم سُلطاناً جائِراً مُستحلاً لحرم الله ناكثاً بعَهدِه مُخالفاً لسنّة رسول الله يَعملُ في عبادِه بالإثمِ والعدوان فلم يغِرْ (وفي رواية فلم يُغيّر ما) عليهِ بقولٍ ولا بفعل كان حَقّاً على الله أن يُدخله مَدخلَه ) وقد عَلمتم أن هؤلاء القوم  ويشير إلى بني أميّة وأتباعِهم  قد لَزموا طاعة الشيطان  وتَولَوا عن طاعةِ الرحمن وأظهرُوا الفسادَ وعطلّوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحَلّواحرام اللَّهِ وحَرَّمواحلالَهُ، وإنّي أحقُّ بهذا الأمر ) فثورة الحسين (ع)هي امتداد للرسالة المحمدية السمحاء التي ماجاءت ألا لتزيل نظام الرق والعبودية وتهد صروح الظلم والظالمين الذين نصبوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله وسخروا كل شيء لأغراضهم الدنيئة المحرمة التي تتعارض مع أبسط المفاهيم والقيم الأخلاقية وأمروا شعوبهم أن تنقاد كالقطيع لمشيئتهم كما يحدث اليوم في الكثير من الدول التي يزخر بها عالمنا المعاصر وثورة الأمام الحسين( ع ) ماجاءت ألا لتجدد الدم في عروق الشعوب المضطهدة لتحفزها وتمنحها القدرة الإيمانية الخلاقة والنابضة والقادرة على اكتساح تلك العروش الخاوية التي قامت على جماجم الشعوب عبر الزمن لانتزاع حقها المغتصب فما أحوج المسلمين اليوم إلى مبادئ الحسين (ع) لترجمة فصول تلك الثورة الزاخرة بالقيم الإنسانية الكبرى وتحويلها إلى عمل ملموس وواقعي.

مقولة مشهورة

 لقد قال الأمام الحسين عليه السلام في تلك النهضة المباركة:(لم أخرج بطرا ولا أشرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت ظالما وإنما خرجت لطلب الأصلاح لدين جدي رسول الله ص ... أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر )لقد أراد الأمام الحسين ع أن يرفع بدمه ودم أولاده وأخوته وأصحابه علما للهداية... ومنارا لكل من ينشد الإصلاح... ويرفض الفساد والظلم عبر العصور لمن أراد أن يدرك الحقيقة الناصعة.

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 88
أضيف 2024/11/20 - 11:06 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 9:19 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 159 الشهر 8863 الكلي 10052007
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير