مهرجان القاهرة السينمائي يحتفي بحكايا أبهرت الغرب

لص بغداد يجتاح السينما العالمية في  ألف ليلة وليلة

القاهرة - سعد المسعودي

غزت حكايات شهرزاد ومليكها شهريار وصياح الديك كل صباح  وعوالم الف ليلة وليلة  عقول وعوالم الغرب لسنين طويلة  مهرجان القاهرة يعيد عرض كنوز السينما العالمية في تظاهرة خاصة سميت «بكلاسيكيات القاهرة «  والمفاجئ  الأقبال الكبيرعلى عرض فيلم « لص بغداد»  والذي اخرجه لودفيغ  بيرجر  ومايكل باول وتيم ويلان  وهذا الفيلم أنتج عام ” (1924) وأعيد إنتاجه ثلاث مرات (1940، 1961، 1978). ومن فيلم  “لص بغداد”، بدأت العودة إلى قصص ألف ليلة وليلة، وأنتج العديد من الأفلام (وخاصة الأمريكية منها) المستوحاة من أجوائها مثل “علي بابا والأربعون حرامي” (1944) و“ألف ليلة وليلة” (1945) و”السندباد البحّار” (1947)، ومنها بالهندية “علاء الدين والفانوس السحري” (1952) وبالفرنسية “علي بابا والأربعون حرامي” (1954) مع فرناندل وسامية جمال، والفيلم الفرنسي التونسي المشترك “جحا” (1958) والعديد من الأفلام الأخرى.

وملخص فيلم «لص بغداد» بعد أن تم خداعه وطرده من بغداد على يد الشرير  جعفر ينضم الملك أحمد الــى لص  يدعـــــى «أبو» لأستعادة عرشه والمدينة والأميرة التي يحبها , من خلال توظيف اسطورية لحكايات الف ليلة وليلة والثقافة الشرقية يقدم مخرجو فيلم «لص بغداد» تجربة بصرية ساحرة  , يعتمد الفيلم على الحكايات الأسطورية  مستفيدا من الميزانيات الضخمة  والتقنيات المتقدمة  مستخدما الملابس  والديكورات  والألوان الزاهية كوسيلة لنقل المشاهد عبر العصور مما يجعله واحدا من أهم كلاسيكيات السينما العالمية .

ويبقى فيلم ”لص بغداد» الذي مثل طفرة في مستوى الـصـورة والعبور بـالـتـقـنـيـات الـسـيـنـمـائـيـة إلـــى مـسـتـوى آخــر أســس فيما بعد مـع مجموعة من الأفلام  إلـى إنتاجات سينمائية عرفت»بلوك بوستر « التي تعتمد على ميزانية ضخمة وعـنـاصـر الإبهار البصري. عــرض فيلم ”لــص بـغـداد“ عام 1940 ولــم يـكـد يــتجــاوز عـمـر السينما النصف قرن، وبعد خمسون عاما من محاولات الـبـحـث فــي إمـكـانـيـات تـلـك الـصـنـاعـة وتحقيــــــــــق أقصى قدر من الابهار والامتاع  مع مطلع القـــــــــرن العشـــرين وبالتحديد في عـــــــام 1902 ,ثم  قــدم السينمائي المبتكر الفرنسي جـورج ميلييس في فيلم ”رحـلـة إلـى القمرالذي وظف به كافة تقنيات وعناصر الخدع البصرية التي وصل لها الانسان حتى تلك اللحظة مـن الـزمـن، ميلييس الــذي كــان مغامرا ومحبا للسينما غامر منفردا قبل أن تكون المغامرة في السينما هي نهج السينما الغربية والهوليودية السينما في العالـــــــــم  وذات الميزانيات المرتفعة كما هو الحال في فيلم ”لص بغداد“ويستمد ”لص بغداد“ حكايته من عوالم ”ألف ليلة وليلة“ الغنية بالخيال الخصب، الوصف المبهــــر والملمح الأســـــــطوري السيما مـع ارتـبـاطــــــه فـي الذهنية االستشراقية بمالمح سحر الشرق وهو ما استحضره صناع فيلـــم ”لص بغداد“ مع كل لقطة من خــال الـمـلابـــــــــس والاسـتـعـراضـات وحتى لـقـطـات الـكـامـيـرا الـكـاشـفـة عـن ملامح الديكور الغني بالالوان البراقة  وقد شاهدنا لقطات تحتوي على جماليات عالية انذاك وكان يستهل الفيلم أحداثه مع مشهد افتتاحي لـرسـو سفينة جعفر الـــذي مـا أن يـرسـو جعفر نستشرف المكر في أدائه وهو ما يبشر بمحور الشر الــذي يسلكه على مــدار أحـــداث الفيلم برصانة بالغة. وكــــعــــادة الافلام  الــمــلــحــمــيــة تـتـخـذ الشخصيات جـوانـب أحـاديـة تظهر بها الشخوص على مدار الاحـداث يسعى كل منهم في طريقه دون تبديل أو تغيير وهو ما يجري خلال فيلم ”لص بغداد“، حيث الشر الذي يرافق  جعفر والخير في شخصية  أحـمـد“ الــذي يسعى اسـتـعـادة حبيبته ألامـيـرة ويسانده ”أبــو“ وكـذلـك فانوسه السحري الذي يقبع فيه الجني المنتظر ُطلب منه,مـا أن يـرسـو جعفر نستشرف المكر في أدائه وهو ما يبشر بمحور الشر الــذي يسلكه على مــدار أحـــداث الفيلم برصانة بالغة الشخوص على مدار الاحـداث يسعى كل منهم في طريقه دون تبديل أو تغيير وهو ما يجري في فيلم ”لص بغداد“، حيث الشر ممثل في ”جعفر“ والخير ممثل في «ابو «”أحـمـد“ الــذي يسعى لاستعادة حبيبته الأميرة ويسانده ”أبــو“ وكـذلـك فانوسه السحري الذي يقبع فيه الجني المنتظر ُطلب منه. تنفيذ رغبات وطموح . الحكاية غنية بالابـهـار البصري وحكايات عالم الاساطير  فيلم أسطوري أخاذ وكذلك نجوم يقدمون قصة حب ملتهبة كما ينتصر فيها الخير في النهاية بعد رحلة طويلة تبشر بنجاح الشر. اعتمد الفيلم على فـريـق عمل والفيلم أثـرى الـسـيـنـمـا الكلاسيكية وفــي مقدمتهم الــمــخــرج ”مــايــكــل بــــاول“ الــــذي رافــق اسمه العديد من الانتاجات السينمائية الـمـتـمـيـزة خــــال فــتــرة الاربـعـيـنـيـات مستخدما الألوان والمؤثرات .

شخصيات تاريخية

لم تغزُ شخصيات «ألف ليلة وليلة» وأحداثها الغرائبية ووقائعها التي تفوق الخيال، الأدب العالمي فحسب، وتحديداً منذ أن قدّم المستشرق الفرنسي أنطوان غالان هذه «الليالي» للمرة الأولى إلى القراء الغربيين، في ترجمته الشهيرة بدءاً من العام 1704، بل هي غزت أيضاً السينما العالمية وألهمت مخيلة المخرجين منذ عصر الأفلام الصامتة حتى القرن العشرين. هذه «الظاهرة» الثقافية والفنية الفريدة يستعيدها فيلم «لصّ بغداد» وهو يقدم عالم «ألف ليلة وليلة» الساحر والغرائبي الذي يمتد من واحات بغداد الى عمق الصحراء هنا تظهر شهرزاد بجمالها الأخاذ، تروي حكاياتها ليلة تلو ليلة ممارسة سحرها على شهريار، هناك يطل سندباد المسافر عبر البحار الغامضة بحثاً عن مغامرات جديدة، هنالك يبرز علاء الدين على بساطه السحري حاملاً مصباحه الصغير الذي يعيش فيه جنيّ عملاق ... وهذا علي بابا في صوره المختلفة، يلقي نظرة على الراقصات الجميلات بملابســــــــــــــهنّ الزاهية، ويشارك في المغامرات الجاســـوسية التي تم تصويرها في القرن الماضي في البلاد العربــية.تبقى هــــــذه الكلاسيكيات السينمائية جواهر  يتـم عرضها فــي اي وقــــــت وزمان.