عرض موجز لرواية (سيلفي مع جثة)
حاكم محسن محمد الربيعي
الدكتور حسام كصاي أستاذ الفكر السياسي العربي الاسلامي في كلية العلوم السياسية – بجامعة تكريت . بدء روايته بإهداء يعجب القارئ الذي يهتم بأمن بلاده ووحدتها وتأخي قوميا تها بمختلف دياناتها ومذاهبها , حيث كان , الى المسافرين لمتنزهات السماء عن طريق شركات ابي جهل للسياحة والسفر والى الذين وافاهم الاجل تحت خيارات الحديد والنار وهم مازالوا على قيد الانقاض , والى الطفولة ومقتبل الاعمار الذين قبض عليهم وهم متلبسين بتهم البراءة ودميهم وعاجياتهم الصغيرة, ولكل قطرة دم شهيدة سالت على ثرى عواصم العرب , بغداد في القلب , وللكرادة وقع في نصيب الهدايا , اهديت هذه المناحة لكل ضمير مستتر بالدين لعله يصحو من غفوة فتاواه الملطخة بالدم والبارود , ثم يستمر في نص روايته التي بدئت, بممتلكات السماء التي تتعرض للنهب والسرقة , في الساعة الثامنة وبضع من الدقائق والثواني بتوقيت رزنامة جنرالات الحرب وأمراء الويسكي الحلال من مساء يوم الاحد الموافق 3 / 7 / 2016, قرر الموت أن يحل ضيفا علينا , وان يحي حفلات التأبين على قاعات مناسبات مخصصة للرقص الشرقي والردح العربي ,فهو بحاجة الى الصخب والجنس والرقص والفودكا وكل عناوين المنكر , رغم ان صانعي الفودكا لا دخل لهم بالإرهاب وهم دعاة سلام لكن تم حشر الفودكا ظلما ,
بغداد لم تعد مدينة السلام مادام السلاح من يحكم مصائر الناس فيها , وبغداد ليس سندباد , وسندباد محكوم بفتوى دينية , معلبة بحجة التجارة بالدين والوطن , لا نحتاج الى مياه عذبة لإخماد الحرائق ,أسعفونا بمياه حياء , فالأخلاق هي من تحترق فينا والقيم , فالناس في وطني هذا لا يأكلون لحم الخنزير, لا نه محرم وغير مذبوح على الطريقة الاسلامية, فيما يحللون أكل لحم الانسان نينا وطازجا , لا نه على الاقل مذبوح على الطريقة الاسلامية , بسيارة مفخخة أو سيف من ذخيرة الفتنة الكبرى , أيها الناس لا تبكوا على ضحايانا ,على أطفالنا , على قتلانا, بل انعوا موت الضمير فيكم والبسوا السيان *حداد على موت الكرامة , والسيان- نوع من الالبسة وكان يسمى (الازرق السيان ) , الازرق السيان الاسم المتداول للون السيان في القرن التاسع عشر في عام 1879 , هيئت لكم اعتقال الفتاوي , جففوا بقع استصدارها , حاربوا الظلام بمصباح ديو جين , ولا تفوتوا لنا ان ديو جين كافر أو ملحد , فمهما يكن كافرا ومتشدقا بالإلحاد فهو أرحم من الكثير منا نحن الذين نصلي خمسة فروض على أتم وجه, أيتها المرأة العربية لا تعشقي عراقيا , فنهايتك أرملة حرباء ثكلى , وثوبك أسود للحداد , فالرجال هنا خلقت للموت والقتال , والنساء للعويل ,
مدينة الكاظمية
أخرج عمر هاتفه النقال ليتصل بعلي كان الاتصال بلهجة بغدادية عريقة عمر “ عظما وي “ أي من أهالي الاعظمية من قدامى بغداد وعلي كظما وي , أي من مدينة الكاظمية, أهل بغداد الاصل, عمر مرأة علي وعلي مرأة عمر حيث كانا يتفقان على اختيار الملابس , كل يرتدي ملابسه من خلال الاخر تلك هي الصحبة والصداقات العفوية , يتصلان ببعضهما ليخبرا بعضهما بوجود قميص باللون كذا ونوع كذا شتاء أو صيفا وفي أي وقت , عمر يقطع مسافات من أجل تلبية رغبة علي في اسعاد ذائقته, هكذا هم البغداديون تاريخ من التلاحم, وسجل حافل من المواقف الشريفة, عزة النفس والتضحية , والفداء والاباء والالتزام بالعادات الحسنة .الطائفية وأخواتها بيت شرف وعائلة قذرة احذروا الاقتراب منها حتى لا تسيء الى سمعتكم, ان فقدانك لصديق يعني كسب خصمك كعدو شرس ومناضل عقائدي من الطراز الاول , احترس في تعكير صداقتك , الانتحاري يحاور نفسه , كيف يمكن انقاذ نفسي من هذا المأزق الذي انا فيه , أنا في مصيبه, لقد أوهموني , ضحكوا علي خدعوني, يسأل الانتحاري نفسه لماذا لا يفجر نفسه من يفخخنا ؟ لماذا لم ينتحر مولانا الامير ؟ لماذا لا ينتحر أخو الامير أو أخته أو أحد أفراد عائلته المقربين ؟ لماذا لا ينتحر الا أبناء الخائبات و المغرر بهم والمخدوعون والمعاقون فكريا وجنسيا , نعم انهم يعدوهم بالجنة , فلو كان في الانتحار جنة , لماذا لا يسبقنا عليها الموالي ورجال الدين , أليس هو يجاهد من أجل الجنة فقط , الارهاب ليس طائفيا بل كان عادلا في ذبح الناس وتوزيع ظلمه بالتساوي , بل الارهاب ظالم حتى في عدائه , من كان يؤمن بدخول الجنة بقتل الناس , لماذا لا يجرب ذلك على أهله؟ أليس الاصلاح يبدأ من الذات ؟! , أليس الاقربون أولى بالمعروف اذا كان القتل عند الجلاد عملا معروفا ؟! , هل تنام الام التي فقدت فلذة أكبادها! ؟هل تنام أرملة فقدت زوجها ؟أو أم ودعت ابنها دون عودة ؟!أيها القتلة! , بغداد مدينة للسلام وليس للسلاح !, صححوا لغتكم! أيها العالم أسعفنا , حاول أن تنقذنا من عارنا , فليس هناك أنقاض أوبأ من انسانيتنا المتوحشة ! كيف لا ونحن نستعمل همجيتنا لاقتناص ذوينا, نحن في غمرة خمر شرعي مباح لنا بفتوى خاصة ! الخمر يغفلك عن الصلاة فحرم أو نهي عنه, فما حكم من يشرب خمر الدم , الا يفسد الدم صلاة الجلاد ! من قتل طفولتنا في الكرادة ؟ الاجساد أم الارواح الشريرة؟ حتى الاجساد فينا بريئة مما نفعل , من يقتل الانسانية أفكار وليست أعمال عسكرية , أرواح وليس أجسادا, انه القتل على الهوية والطائفة, ان قتل الناس على هوياتهم وطوائفهم ومسمياتهم هو جريمة بحق الاسلام وبحق الانسانية , هذا ان بقت انسانية والكرادة صرخة حية بوجه التابوهات المنتهكة , صرخة مظلوم من نافذة الانقاض من تحت النار يصرخ الضحايا , لا منقذ لهم رافعو الانقاض يرفعون الركام للتصوير لا للنجدة ! وسيارات الاسعاف لم تحضر الا بعد جلاء المكان بالكامل والاسعاف المدني جاء بدون مياه ,عول الناس بضجيجه وانتهى كمن ينفخ بالنار ليطفئها , المجرم ليس بالضرورة ان يكون انتحاريا, أخطر المجرمين هم المدبرون والمخططون وليس المنفذون ,المنفذ يصلح لعملية واحدة ويقتل , الانتحاريون مثل شفرة جوليت الحلاقة لا يصلحون للاستخدام الا مرة واحدة ,أما العقل المدبر فهو مصنع لصناعة الانتحاريين ومفقس لتفريخ القتلة , ألا يجدر بحكوماتنا العربية أن ترمم الاخلاق قبل المباني , والعقول قبل الوجوه ,والارواح قبل الاجساد , أما أن للضمير الانساني أن يصحو , أن يكيل بمكيال القيم , أن يساوي بين الانسان الابيض والاسود الغربي والشرقي, لا تدعونا أن نصدق قولة , ان مطعما في ألمانيا مكتوب يافطة عريضة على رتاجه ممنوع دخول العرب الكلاب , هذه المقولة تقض مضجعي والقول لكاتب الرواية , وتصدق لدي يوم أدركت ان وسائل الاعلام تراقب حدث مقتل مصارع ثيران في أسبانيا على يد ثوره بشغف وترحم ,فيما لا أحد يلتفت الى ما يحدث في بغداد , رغم أن الاف الثيران تعبث وتقتل وتميت وتهتك الحرمات وتصرع عشرات الأدميين , أمكتوب علينا أن نكون زرع الله المحصود مسبقا قبل أن تينع ثمارنا نختطف , من يفتي بقتل فلان من الناس على طائفته , فهو أفتى بقتل ابن جلدته لا نه صنع فتوى مضادة لفتواه , من أباح لكم قتلنا, أي دين طبقتموه علينا ؟! أي أية قرآنية صارت سيفا مسلطا على رقابنا ؟! من نصبكم قضاة وانتم أقل من أن تكونوا دعاة ؟! الدين لا يمارس مهنته أعور لا يرى الا أنصاف الحلولّ , لماذا لا نرى الا للنصف الفارغ من الكأس ونحن خبراء الكأس؟!أيها العرب ما نحتاجه ليس قضاة في محاكم تفتيش اسلامية بقبطانها وفا تيكا نها ّ!وان كنا نحتاج الى شهود حق في محكمة التاريخ , بعد كل فاجعة أو مجزرة يخلد الشهداء والضحايا في مقبرة الذكريات , يتقاسم احتضانهم التابوت والاكفان والتراب , لم نعد نسمع بهم الا صورة قديمة على صفحة الفيس بوك , أو تغريدة طير مقتول على تو يتر بمناسبة مرور اليوبيل الذهبي للفاجعة ! حسين وعمر وعلي وفريد ومريم وحارث وسجاد وعثمان ويوحنا وشوان لم يحظوا بقبر , كان السيفور ونترات الامونيوم قد نالت منهم , وأبت الا ان يدفنوا في العراء, بعضهم اتخذ ركنا من براد الطب العدلي ليخلد به , وبعضهم مازال عالقا في جدران المول , وبعضهم الاخر مصيره مفقود , كصندوق أسود لحطام طائرة في عرض البحر ! كل الضحايا الذين ماتوا بدون مدفن ومقبرة هم خالدون في مقبرة الذكريات , يقارعون النسيان, أرواح معلقة بدبابيس المجهول على جدران المتاهة .. لاهي للارض ولا هي للسماء ّ! المفقودون ضحايا أتعبهم الانتظار وأتعب عيون ذويهم من التأمل الى الطريق البعيد أملا في عودتهم دون أن يعودوا للحياة ثانية ّ! ستظل العين على الطريق , ولن ينفعها شيئا ّ, الغياب مؤلم ومتعب بحاجة لعويل! أمكتوب علينا أن نكون زرع الله المحصود مسبقا , قبل أن تينع ثمارنا نختطف , نسقط بفعل جاذبية نيوتن ؟ من يصدق بنيوتن في وطن يكفره, لا نه غير مسلم ولا أري ما مصيرنا كوننا مسلمين لولا اختراعات وابتكارات الكفرة ؟! من أفتى بذلك ؟ .
صلاحية القوانين
لماذا لايجرب القاضي صلاحية قوانينه في ابنه وأخيه وأخته ؟! لماذا يجعلوننا ميدان اختبار لرمي الفتاوي المعبأة بالبارود الامريكي ؟! ويجربون صلاحية أسلحتهم العقائدية في فروات رؤوسنا ! كحفر واقية مظلمة ؟!يا نصير شمة , يا مرسيل خليفة وياني, وزرياب , وبتهوفن , وموزارت ووباخ, أغمرونا بموسيقى الفالس! من أختار لنا موسيقى التأبين والعزف الجنائزي ولم يختر الفالس, أو بحيرة البجع, أو أرض ألسواد أو المونامور ؟! لماذا راقصونا في ملهى الانسانية ولم يراقصونا في ملهى الدعارة ؟!
كيف لجهالة فلسفة الاوباش أن يحركوا الغناء والرقص مع أجيرة , فيما يراقصونا على موسيقى القصف , والسيارات المفخخة رقصة السامبا؟!ليس هناك فتوى وانما فتنة , من يقتلني لاني من ال البيت , وجدي الحسين وسلالتي تنتهي بهاشم فهو لا يمثل الاسلام , وانما يمثل اسلام صموئيل همنغتون ومن يقتلني لأني من صحابة رسول الله , وخليفتي عمر فهو لايمثل الاسلام . وانما يمثل اسلام صموئيل همنغتون ايضا ! من لايعرف همنغتون انه مستشرق أمريكي يهودي 20 تحديدا – مسيحي متصهين في امريكا , ما بالكم به, وهو يصنع لكم هذا النوع من الاسلام , لم تبقى من ذكريات الحادثة الا الدفن والتأبين , لكن ندفن من ؟ والاغلبية اما جثث متفحمة او أرواح هامدة , أو ذرات اجساد وأشلاء متناثرة , لم تعد القبور ودلالات القبور صالحة لنا , كيف نقيم قبرا معلوما والجنة مجهولة ؟! الاجدر دفنهم بمقبرة جماعية , لا نرسم لها عنوانا على الخارطة .
في أرض السواد ممنوع الرقص , الا في حفلات التأبين , موسيقى جنائزية ووقع موجع.
جثة تعانق جثة حتى ينتهي الليل وترفع الشمس عباءتها عن عورة النهار وعاهة المسوخ البشرية الناطقة بلغة العنف, في أرض السواد الحياة مكلفة باهظة الثمن والموت مجاني ! أوطاننا مشاريع ترميل, قائمة طويلة من الثكالى والناعيات والمعولات واللا طمات , يشكلن فرقة انشاد قومية او فرقة عويل وطني للإفصاح والتعبير عن معانتهن ! يا شهداء الكرادة , يا علي ويا عمر ويا عيسى وكاكا حما , لا تلوموا أمة تأخذ السلفيات مع أرواحكم المتفحمة , بل لوموا مارك روكر بيرغ الذي لم يخصص لكم خصوصية امتعاض , ربما فاته أن يفعل ذلك أو أن الكرادة لم تكن فاجعة قبل اليوم , يا ليت الطائفيين يموتون في وطني حتى يفقهو قيمة الوحدة والوطن والتماسك, الطائفية مقبرة الاوطان , ودعوة مجانية لهدر رساميلها , عمر
الذ ي لم يعثر عليه, في محيط الا نفجار وجد بعد أيام في محيط الطب العدلي, ملتحفا بجثة أخرى حد العناق , وسرى هي من ميزت جثة عمر المتفحمة من شدة عزف موسيقى القصف وايغال الابهام على زر التفخيخ أو الصوت القادم من مجهول , أم علي تعرفت الى جثة علي المتفحمة هي الاخرى من خلال معرفة جثة عمر , فهي تعرف ان عليا لا يفارق عمر منذ الصغر , وكم مره فقدا وعثرا عليهما في أحد عكود الكاظمية والاعظمية ولان قلب الام دليل ابنها , وحدس الام ان العثور على عمر سيرشدها الى معرفة علي, لقد كانت العلامة الفارقة لجثة علي هي عمر ! رغم كل ما قيل من طائفية عن بلادي, فهي مدينة للسلام رغم فداحة العنف ! متى ندرك اننا مواطنون ولسنا طائفيين , ونعمل كل على جعل الوطن أسمى من الطائفة ونؤمن أن الدين بدون انسانية لا يعني دينا , وان الانسان بدون انسانة هو حيوان ناطق أو انسان منحدر من أصول حيوانية , فالقاتل يقتل نفسه قبل قتل الاخرين , فهو متسبب رئيس في خنق ضميره واعتقال عقله واغتيال تاريخه وغسل عاره ,وبارع بالتمثيل بجثة الانسانية منزوع من دسم حليب الكرامة, لا يقتل الانسان الا من لا شرف له , ان التالف واستيعاب الاخر والوحدة الوطنية كفيل بالقضاء على الطائفية .