الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ملف المياه أولوية إستراتيجية قصوى للعراق

بواسطة azzaman

ملف المياه أولوية إستراتيجية قصوى للعراق

أكرم ســالم

 

 مرّ العراق خلال الصيف الماضي بأصعب وأقسى حالات الجفاف منذ عقود طويلة بسبب شحة الموارد المائية الواردة من تركيا والتي لم تتجاوز 400 متر مكعب في الثانية على نهر دجلة ،و 300 متر مكعب في الثانية لنهر الفرات ،ويعود ذلك الى المشاريع العملاقة التي تنفذها تركيا بشكل احادي على حوض النهرين ومن اهمها مشروع الغاب الذي انجز منذ 2010 جنوب شرق الاناضول ،كذلك يرجع الى ضعف موقف وقدرات المفاوض العراقي المقابل للجانب التركي المتعنت الذي يعدّ المياه موردا وسلعة اقتصادية استراتيجية تركية تفوق في اهميتها الحيوية جميع السلع الاخرى ولاسيما البترول والغاز وخاضعة للمساومة التجارية وللعوامل السياسية والامنية الجارية في دول حوض دجلة والفرات،.كذلك فان الجانب التركي قد قاطع اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة التي تضم تركيا والعراق وسوريا منذ عام 1993 لغرض انجاز المشاريع التركية المخطط لها في تركيا بشكل أحادي غير منضبط وتجاوزا لكل المباديء والاعراف الدولية ذات الصلة، ولوضع العراق وسوريا امام سياسة الامر الواقع وهو من شأنه تحقيق الضرر المسبق لأي توجه او نوايا توافقية لقسمة المياه بين دول الحوض المتشاطئة.ان هذه الاشكالية المائية الكبرى لابد اان ينظر اليها من قبل وزارة الموارد المائية والحكومة العراقية على انها تقع في أعلى سلم الاولويات الاستراتيجية المصيرية المحدّقة بالعراق وشعبه واقتصاده بل مجمل حياته وحياة الاجيال القادمة ،وليست مجرد امر عملياتي روتيني او عابر.ولابد من مواصلة الحوارات الجادة والرصينة مع الجانب التركي وتفعيل نشاطات وآليات عمل اللجنة الفنية المشتركة وإحياء بنودها وركائزها المستندة الى مباديء القانون الدولي و اسس العدالة الجيوسياسية المتعلقة بالانهر المشتركة من قبل الدول المتشاطئة منذ الاف السنين.ان الضرر الكارثي الذي تتسبب به تركيا وسياساتها الاحادية في المياه على العراق وقطاعاته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية يحتّم على قيادة الدولة والحكومة العراقية وضع قضية و ملف المياه كأولوية قصوى في جميع تعاملاته الاقتصادية والتجارية والسياسية والامنية  بين العراق وتركيا..خلاصة الامر ايها السيدات والسادة في تركيا وكل العالم المتحضر ان مياه دجلة والفرات قضية حياة سرمدية لشعبنا العراقي شعب الرافدين الذي يستحق الحياة منذ فجر التاريخ والى يوم يبعثون..وهو خط احمر حاسم لايحق لأي كان ومهما كان وتحت اية ذريعة التلاعب به والمساس بمقدراته الأزلية مطلقا.

 


مشاهدات 78
الكاتب أكرم ســالم
أضيف 2024/11/12 - 3:24 PM
آخر تحديث 2024/11/13 - 12:01 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 248 الشهر 5464 الكلي 10048608
الوقت الآن
الأربعاء 2024/11/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير