الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إشارة الحليم

بواسطة azzaman

إشارة الحليم

خليل ابراهيم العبيدي

 

أنها كرادة مريم ،خصراء ببساتينها ، غابة نخيل سوادها  ، الشواكة كانت تسوق زراعتها ، والباص الخشبي يخترقها عابرا الإذاعة والسفارة الإيرانية ومستشفى الطفل العربي والقوة السيارة مرورا بالشاكرية وصولا إلى الگاورية ، بني البلاط فيها في ظل الملكية ، وكان القصر الجمهوري في فترة الجمهورية ، كنا نسير بجانب سياجه دون هويه ، وباص المصلحة ذي الرقم 15 يقف أمام بوابته الغربية ، لا احد يسأل من انت وهل تحمل الجنسية ، وكنا نسلم على حرس الباب ويرد التحية ، كنت ترى الرئيس عبد الرحمن وهو يمر بالسيارة الحكومية لوحده مع السائق دون حماية أو موكب بعد انتهاء مهامه الرسمية ،  بساطة الرئيس كانت سمة عراقية  ، سميت بحي التشريع إبان حكم النظام السابق ، تم حجبها تدريجيا عن الرعية ، وكانت بداية العزلة الحقيقية وصارت مجمعا تنتشر فيه دور المقربين أو الدوائر الرئاسية ، لا يدخلها الا من كانت له دعوة أو له قضية ، ولكن بعد الموافقات الأمنية ، وحل النظام الجديد وصارت،،، التسمية هذه المرة أمريكية ،،، المنطقة الخضراء ، محاطة بالكتل الصماء ، أبوابها موصدة بوجه الغرباء  ، تفتيش وتدقيق ، وفي المراجعة ، عليك أن ترقم ، وان تسلم البطاقة الوطنية لحرس الباب ، وتعود اليك بعد الإياب ، مخدومة وكأنها جزيرة الأحلام ، يسكنها من كان يعارض ذاك النظام ، وصار أكثر منه تحفظا وله في تجواله فيها مواكب وحمايات وإزلام ، والغريب أن من يسكنها يخاف وقعة الاقدام ، والاغرب، كيف يتحول الإنسان من ناقد لتصرف الغير إلى فاعل لذات السلوك ،  وهنا يصح بحقه قول الشاعر ،،، لاتنه عن خلق وتأتي مثله ،،، عار عليك اذا فعلت عظيم . ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم ، والإشارة لوحدها تكفي الحليم ..


مشاهدات 282
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2024/11/06 - 4:48 PM
آخر تحديث 2025/10/19 - 1:29 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 104 الشهر 12387 الكلي 12152242
الوقت الآن
الأحد 2025/10/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير