الفساد..قراءة بعقلية الحلال
جبار فريح شريدة
تطالب الانظمة والشعوب العربية بالانتصار على الكيان الصهيوني ونحن غارقون في الفساد .تبرير الفساد حسب المصالح فهناك من يبرر الحاجة الجنسية , المتزوجات تبرر انحرافها الجنسي على انه زوجها لا يوفي بالغرض او انه عاجز او مريض فمن حقها تنحرف بدواعي وتبريرات شتى منها فتاوي دينية غير شرعية يصدرها المشعوذون والفاسدون ,فتستغل هذا للانحراف بمختلف الحجج وهذا مما ادى الى كثر الطلاق وانتشار الجريمة العائلية .
وهناك من يبرر الفساد المالي بحجج اخرى منها حق الفاسد بالاستيلاء على المال العام ومن حقة التصرف به باعتبار انه مال مجهول المالك فنلاحظ كثر الاثرياء بهذه الحجة بدواعي وتبريرات شتى .
والمصيبة الكبرى ان الناس تعرف جيداً ان ثراءهم من سرقة المال العام لكن يبدون لهم كل الاحترام والتقدير لعل ان يحصلون على بعض المال منهم بطرق ملتوية الى يصبح صاحب المال العام من اسياد البلد وهو ينسى ان اين كان ومن اين جاء ,ولا يحب احد يذكره احد بهذا ,بل يفضلون المدح ,ومحاولة رفع شأنهم بين الناس باعتبار انهم رزقوا الاموال من الله وهم قد فضلهم على الناس بهذا المال .نلاحظ المنحرف يحاول ان يجد اي تبرير لفساده او اي حجة تبرر فسادة حتى وان كلف الامر شراءها بالمال الفاسد ,والمستفيد من الباطل لا يمكن ان يقول الحق.الطبيعة الاجتماعية للمجتمع العراقي العشائرية تشجع امتلاك المال والثروة للاستقواء ,العشيرة تشيخ من لديه المال الكثير وكذلك كثرة الاولاد ,لا يسالون من اين مصدر المال او الاولاد المهم هي تعد مصدر القوة للدفاع عن الشيخ وابناء العشيرة ,وينطبق قول الشاعر عليهم : رأيت الناس قد ذهبوا ** إلى من عنده ذهب ومن لا عنده ذهب ** فعنه الناس قد ذهبوا رأيت الناس منفضة ** إلى من عنده فضة ومن لا عنده فضة ** فعنه الناس منفضة رأيت الناس قد مالوا ** إلى من عنده مال ومن لا عنده مال ** فعنه الناس قد مالوا
واخيرا هناك اساس اجتماعي له دور كبير بالتنشئة بالإضافة الى المجتمع العشائري وكذلك المجتمع المدني فلأخير يؤسس ويبني شخصية تتعامل وفق الماديات والمصالح بعيد عن النخوة العشائرية او الوازع الديني .