لا أريد بهذه التسمية للمقال ارتباطاً حتمياً بين النركيلة والحشيش والرذيلة، وإنما أردت الحديث عن ثلاث من ظواهر بدأت تغزو المجتمع العراقي، وهي أمور يتنوع المختصون من ساسة وعلماء نفس أو اجتماع أو تربية وغيرهم في دراساتها من زواياها المختلفة متناولين الجوانب التي تهمهم.
يصعب اليوم أن تجد كافيتيريا أو مقهى وما شابه يخلو من امكانية تدخين النركيلة بأطعامها المختلفة ودخانها الكثيف الملوث للبيئة والموذي ليس فقط لرئة المدخن وإنما لمن يشاركه الجلسة أو من يجلس ليس بعيداً عنه. ولم يعد الأمر مقتصراً على البالغين من الذكور، وانما بدأ يمتد الى الشباب والصبيان والنساء والفتيات.
ان تكلفة تدخين النركيلة تكفي لشراء كتاب!! فشتان بين من يصرف تقوده على نركيلة وبين من يصرفها على كتاب، أو ان يتبرع بها لمن هو بحاجة ماسة لها!
تطالعنا الأخبار يومياً بالقاء قبض على تجار مخدرات وغلق محال وبتشكيل فرق ولجان لمكافحة انتشار المخدرات. كم من مدمن انهك ماله وصحته وانتهى به الأمر الى فضاءات الضياع والفشل في الحياة.
أما حكايات بيوتات الدعارة والفن الهابط وغيرها من مظاهر السفه الأخلاقي والاجتماعي وما تحمله وسائل التواصل الاجتماعي من تدمير ممنهج للزمن وللذوق والجمال وما ينفع في الحياة، فحدث ولا حرج.
ملاحظات ختامية في هذه الظواهر:
- يبدأ التعامل مع هكذا ظواهر بتحديد أسبابها والاتفاق على مضارها.
- الوقوف على مروجي هذه الظواهر في غاياتهم ودوافعهم.
- القيام بدراسات واقعية حول حتميات هذه الظواهر وتداعياتها.
- البحث واقتراح البدائل العملية والمرغوبة ذات الفائدة والمتعة المقبولة.
- التثقيف باتجاه الابداع والعطاء الذي يهيء لكرامة اجتماعية ووطنية ويحقق وفراً في المال والزمن والاقتصاد.
- الابتعاد كل الابتعاد عن المواعظ الفارغة غير الواقعية والكليشهات في الاستنتاجات التي لا تقدم حافزاً لهجر ظواهر مثل ظواهر النركيلة والحشيش والرذيلة!
- ان غض النظر عن مثل هكذا ظواهر يثير شكوكاً حول المسؤول عنها ممن لا يعمل على التعامل معها بما ينقذ المجتمع من شرورها.
- انني لا ادعو بهذه الملاحظات تزمتاً ينزع عن الحياة متعتها وبهجتها على الإطلاق!