الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نركيلة‭ ‬وحشيش

بواسطة azzaman

نركيلة‭ ‬وحشيش

نزار محمود

 

لا‭ ‬أريد‭ ‬بهذه‭ ‬التسمية‭ ‬للمقال‭ ‬ارتباطاً‭ ‬حتمياً‭ ‬بين‭ ‬النركيلة‭ ‬والحشيش‭ ‬والرذيلة،‭ ‬وإنما‭ ‬أردت‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ثلاث‭ ‬من‭ ‬ظواهر‭ ‬بدأت‭ ‬تغزو‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬يتنوع‭ ‬المختصون‭ ‬من‭ ‬ساسة‭ ‬وعلماء‭ ‬نفس‭ ‬أو‭ ‬اجتماع‭ ‬أو‭ ‬تربية‭ ‬وغيرهم‭ ‬في‭ ‬دراساتها‭ ‬من‭ ‬زواياها‭ ‬المختلفة‭ ‬متناولين‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تهمهم‭.‬

يصعب‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬كافيتيريا‭ ‬أو‭ ‬مقهى‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬امكانية‭ ‬تدخين‭ ‬النركيلة‭ ‬بأطعامها‭ ‬المختلفة‭ ‬ودخانها‭ ‬الكثيف‭ ‬الملوث‭ ‬للبيئة‭ ‬والموذي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لرئة‭ ‬المدخن‭ ‬وإنما‭ ‬لمن‭ ‬يشاركه‭ ‬الجلسة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يجلس‭ ‬ليس‭ ‬بعيداً‭ ‬عنه‭. ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬مقتصراً‭ ‬على‭ ‬البالغين‭ ‬من‭ ‬الذكور،‭ ‬وانما‭ ‬بدأ‭ ‬يمتد‭ ‬الى‭ ‬الشباب‭ ‬والصبيان‭ ‬والنساء‭ ‬والفتيات‭.‬

ان‭ ‬تكلفة‭ ‬تدخين‭ ‬النركيلة‭ ‬تكفي‭ ‬لشراء‭ ‬كتاب‭!! ‬فشتان‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يصرف‭ ‬تقوده‭ ‬على‭ ‬نركيلة‭ ‬وبين‭ ‬من‭ ‬يصرفها‭ ‬على‭ ‬كتاب،‭ ‬أو‭ ‬ان‭ ‬يتبرع‭ ‬بها‭ ‬لمن‭ ‬هو‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لها‭!‬

تطالعنا‭ ‬الأخبار‭ ‬يومياً‭ ‬بالقاء‭ ‬قبض‭ ‬على‭ ‬تجار‭ ‬مخدرات‭ ‬وغلق‭ ‬محال‭ ‬وبتشكيل‭ ‬فرق‭ ‬ولجان‭ ‬لمكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬المخدرات‭. ‬كم‭ ‬من‭ ‬مدمن‭ ‬انهك‭ ‬ماله‭ ‬وصحته‭ ‬وانتهى‭ ‬به‭ ‬الأمر‭ ‬الى‭ ‬فضاءات‭ ‬الضياع‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

أما‭ ‬حكايات‭ ‬بيوتات‭ ‬الدعارة‭ ‬والفن‭ ‬الهابط‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬السفه‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬ممنهج‭ ‬للزمن‭ ‬وللذوق‭ ‬والجمال‭ ‬وما‭ ‬ينفع‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فحدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭.‬

ملاحظات‭ ‬ختامية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭:‬

‭- ‬يبدأ‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هكذا‭ ‬ظواهر‭ ‬بتحديد‭ ‬أسبابها‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬مضارها‭.‬

‭- ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬مروجي‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬في‭ ‬غاياتهم‭ ‬ودوافعهم‭.‬

‭-  ‬القيام‭ ‬بدراسات‭ ‬واقعية‭ ‬حول‭ ‬حتميات‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬وتداعياتها‭.‬

‭- ‬البحث‭ ‬واقتراح‭ ‬البدائل‭ ‬العملية‭ ‬والمرغوبة‭ ‬ذات‭ ‬الفائدة‭ ‬والمتعة‭ ‬المقبولة‭.‬

‭- ‬التثقيف‭ ‬باتجاه‭ ‬الابداع‭ ‬والعطاء‭ ‬الذي‭ ‬يهيء‭ ‬لكرامة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ووطنية‭ ‬ويحقق‭ ‬وفراً‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬والزمن‭ ‬والاقتصاد‭.‬

‭- ‬الابتعاد‭ ‬كل‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المواعظ‭ ‬الفارغة‭ ‬غير‭ ‬الواقعية‭ ‬والكليشهات‭ ‬في‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬حافزاً‭ ‬لهجر‭ ‬ظواهر‭ ‬مثل‭ ‬ظواهر‭ ‬النركيلة‭ ‬والحشيش‭ ‬والرذيلة‭!‬

‭- ‬ان‭ ‬غض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هكذا‭ ‬ظواهر‭ ‬يثير‭ ‬شكوكاً‭ ‬حول‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بما‭ ‬ينقذ‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬شرورها‭.‬

‭- ‬انني‭ ‬لا‭ ‬ادعو‭ ‬بهذه‭ ‬الملاحظات‭ ‬تزمتاً‭ ‬ينزع‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬متعتها‭ ‬وبهجتها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭!‬


مشاهدات 80
الكاتب نزار محمود
أضيف 2024/10/12 - 12:04 AM
آخر تحديث 2024/10/16 - 2:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 377 الشهر 6764 الكلي 10036487
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير