الرعب المستدام
ثامر مراد
منذ طفولتي، مرورًا بالصبا والشباب، عشنا – أنا وهذا الشعب البسيط – حلقات متكررة من الرعب المستمر.
كان الخوف يلازمنا، كظلٍ ثقيلٍ، يطل علينا بين الحين والآخر، بسبب قائد ملعون هنا، ورئيس متهور هناك، وحزب عميل، وسياسي بلا ضمير. ونحن، البسطاء، نعيش كل يوم على أطراف أصابعنا، نرتجف من فكرة أن يحدث شيء يقلب حياتنا رأسًا على عقب، ويجعلها مستحيلة. هكذا مضت سنوات العمر، وقطار الزمن يركض سريعًا، ونحن الفقراء نخاف من كل شيء، كأن حياتنا خيط رفيع بين الرعب واليأس.
لكن، اليوم، قررت أن أغير مسار حياتي. لن ألتفت بعد الآن إلى أي حديث، مهما بدا قريبًا من الحقيقة.
سأعيش مع نفسي، وأرتشف من منابع العلم والجمال التي لا تنتهي، والموجودة في بحر الإنترنت الذي لا قرار له. لن أفكر في أي شيء يخيفني، مهما بدا مقلقًا، وأترك كل شيء بين يدي الخالق، فهو من خلقني، وهو من سيرشدني إلى العالم الآخر في الوقت المناسب.
قررت أن أبتعد عن السياسة والسياسيين، عن الروس واليابانيين، وعن البشر أجمعين. سأركز فقط على الجمال والأشياء التي تُسعد الروح. وسأحظر كل من ينشر أي شيء يحاول أن يخيفني، حتى لو كان بسيطًا. كانت أمي، رحمها الله، دائمًا تقول: «اللي توكع من السماء تتلقاها الأرض.»
تحياتي لكل من اختار أن يترك التفكير في الحروب والمآسي، ويلتفت إلى نفسه وإلى الحياة التي تستحق أن نعيشها بسلام.
لقد مضى العمر في الخوف، وجاء الوقت لنقول وداعًا للذئاب التي تهدد أيامنا.