الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هادي الشهيد والإنتصار لحقوق التاريخ الوطني

بواسطة azzaman

هادي الشهيد والإنتصار لحقوق التاريخ الوطني

مارد عبد الحسن الحسون

 

تظل المواقف سجالاً من اجل  حماية الكرامة  وتأكيد الذات بالمزيد من مبادئ الثقة وقــهر الخــوف والاذلال .

شموخ روحي

لقد أرخَ سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام  في ارساء هذه المبادئ حين عبَّر عن ذلك اصدق تعبير بقوله المهيب (هيهات منّا الذلة ) ، وقد اصبح هذا القول نبراساً  ساطعاً  بالشموخ الروحي الايماني الحاسم  ومنارةً للاقتداء به في مواجهة الظلم مهما تجبر وتمادى واستفحل  واذا كان لي ان افخر في موقف  لأحد ابناء عشيرة بني عارض فلي ان اشير الى موقف اخي هادي الذي اعدمه نظام الدكتاتورصدام عام  1989  بذريعة تهمة مزورة مفادها التصدي للقطار في منطقة العارضيات بمنطقة الفرات الاوسط

ما جرى  شهوده معه  ، ففي شهر رمضان الماضي كنت مدعواً على امسية رمضانية ضمن عدد من المواطنين وخلال تلك الامسية توجه لي احد الحاضرين وقال لي( لدي امانة اريد ان اوصلها لك  بعد أن عرفت انك اخ الشهيد هادي عبد الحسن الحسون) وأستمر بالحديث  (كنت مسجوناً مع البطل هادي عندما تمَّ   سوقنا الى ما يسمى انذاك محكمة الثورة سيئة الصيت التي كان يرأسها عواد البندر وخلال جلسة المحاكمة  التي جرت لكلينا ،سأل البندر هادي كيف تجرأت على مهاجمة القطار فما كان من هادي إلا ان يجيب بكل ثبات ، انا لم اهاجم القطار ولكن هاجمناه  في العشرين ) ،في اشارة الى معركة العارضيات عام 1920عندما  تمت مهاجمة  القطار الذي كان يحمل قوات احتلال  بريطانية  وانزل الثوار  خسائر جسيمة بالمحتلين (بأجابة هادي   مرت فترة من السكون على أجواء المحاكمة  واصيب البندر بحالة من التخبط  ليلجأ الى لملمة الموقف واصدار الحكم على هادي بالاعدام ) والكلام مازال لصاحب الرواية(وكذلك عليَّ ايضا لكن هادي اعدم  بينما تأخر اعدامي لسبب لا اعرفه حتى الان  ومن ثم تمّ شمولي بالعفو الذي اصدره المقبور صدام ) .

لقد سرد عليَّ الرجل ما جرى وكأنه كان  يقرأ بكتاب ، وفي تلك اللحظة مر في ذهني شريط من الذكريات عن اخي الشهيد  ،وعن معركة العارضيات التي كنت قد كتبت عنها اكثر من مقال في صحيفة الزمان ووثقتها في كتابي عن التاريخ الوطني لعشيرة بني عارض التي اتشىرف  برئاستها شيخاً عاماً لها بكل فروعها ، وإذا كان لي أن افخر بمواقف اخي الشهيد  فاني ارى انه أنصف معركة العارضيات امام حكم دكتاتوري ظالم  حاول بالمزيد من الاساليب الخسيسة النيل من الوطنيين العراقيين  ازاحة تاريخهم الوطني المشّرف.

موقف وطني

أعتقد جازما ان هادي حقق اكثر من هدف واحد في اجابته الشجاعة على مزاعم البندر .

لقد افعم اخي تلك المحكمة  الصورية  بموقفٍ  وطنيٍ تاريخيٍ أحدث شرخاً في الاجواء خلال تلك الساعة ، واجزم انه تسبب بحرج كبير للقائمين على مهزلة المحاكمة التي لم يصدر عنها سوى أحكام  يجمعها  الظلم والتعسف والتنكيل ، اجزم ايضاً ان ذهن اخي هادي كان صافيا في تلك اللحظة رغم انه يعرف ان الاعدام كان ينتظره فاراد ان  يسجل موقفاً لصالح كرامته وكرامة عشيرته وأهله ، بل وللعراق حين حرص على التذكير كيف تصدى العراقيون في ثورة العشرين للمحتلين الانكليز الذين اعترفوا في عدد من وثائقهم التي تم الكشف عليها بعد مرور نصف قرن على ماجرى خلال ذلك الاحتلال .المجد لك اخي الراحل هادي ، فقد كنت نعم البطل الذي لايمكن ان يكسره التخويف ، كأني اراك الان مرفوع الرأس وهم يقودوك الى ساحة الإعدام.

الذكرى الطيبة لك اخي  عندما  لم تنسَ بطولات ابوك الشيخ عبد الحسن الحسون وعمك الشيخ سوادي الحسون والابطال  الاخرين الذين خاضوا معركة العارضيات  . وسجلوا بطولات  رائدة بشهود  وشواهد.

 العز الدائم لك اخي هادي ،لقد اضفت الى تاريخ العراق صفحة  ناصعة جديرة بالتقدير والامتنان .

أخي هادي ان مضيفنا  عامر بأضواء عزيمتك التي لم تلن في يوم من الايام .

 


مشاهدات 102
الكاتب مارد عبد الحسن الحسون
أضيف 2024/10/09 - 11:44 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 4:40 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 336 الشهر 6723 الكلي 10036446
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير