ذهب الصبا
ضياء حميد ثابت
ودع عنك شبابك فقد فاتك زمانه
واهجر فسنيُّك مرت منها الاجملُ
ذهب الصبا فما له من رجعة
وها هو المشيب فأين منه الأجدلُ
وما دنياك التي تسعى لها إلا غرورا
وحقيقتها زمانٌ قصير متاعه أفوَّلُ
وتيقن أن بعد موتك حقا كل الذي
جمعته وشقيت لأجله عُنوة يُنحَلُ
يا سامعيَّ للدهر لا تأمن فإنه
على طول الزمان للرجال مُثقّلُ
وفي الايام عواقب وغصات
إن مضَّت تذل الأعزّ المبجّلُ
وفي بعض القناعة تجد راحة
وما اليأس من المضى إلا المنزلُ
وإن وجدت عدواً فباشره بتحيةٍ
وكن على مقربةٍ واحذر منه التحيّلُ
وأما الصديق فإنْ متملقاً لاقيته
فهذا العدو الذي حقا يُجعلُ
فقد قيل فيه لا خير في وده متملقاً
يُذيقك من طرف اللسان الأجزلُ
فحين يراك يقسم أنك عزيز قلبهِ
وما إن تواريت حتى يكون الأرغلُ
فانتقِ من تقرن به واحمله تفاخراً
كون القرين على المُقارن يُحملُ
وقد هديتك نُصحي إن قبِلته
فما أغلى النصح بجِمال لا يُبدلُ