صحيفة الصمود المدهش
أمجد توفيق
في جملة ما يعنيه صدور ثمانية آلاف عدد من صحيفة الزمان ، هو ذلك الصمود المدهش ، والإرادة العصية على الاستسلام أمام مرحلة سياسية ملتبسة ، وتحديات لا حصر لها ، كان فيها الصوت الحر الملتصق بهموم شعبه نادرا ومستهدفا ..
فكيف صمدت الزمان ؟
وما هو سر قوتها ؟
أزعم إن صمودها يعتمد على منهج صحفي وخطاب اعلامي جديد متحرر من الهيمنة السياسية أو المادية ..
وقوتها تكمن في استطاعتها أن تكون واحة جمعت حولها المبدعين من الكتاب والصحفيين والأدباء والفنانين ، فكسبت ثقة القارئ ..
إدارة متفتحة ناضجة تنأى بنفسها عن الرغبات والمصالح الضيقة ، وتصر على خطها في دعم المواهب والقدرات والآراء القادرة على تحقيق التغيير نحو الأفضل ..
نص ابداعي
كل مقال رصين وكل عمود جاد وكل نص إبداعي أو تحقيق أو حوار يفعل فعله في محاصرة المواقف مدفوعة الأجر ، وينظف ذائقة القراء عبر نظافة الكلمة والموقف .. ليس ثمة حالة أو مؤسسة دون مشاكل وتحديات،ولعل الصحف العراقية عانت الكثير في افتقاد الدعم وتوفير أجواء عمل اعلامي كفوء ، لكن تجربة الزمان كانت موحية ومؤثرة في قدرتها على تجاوز الاختناقات وما أكثرها ، لصالح عمل يحترم القارئ ، ولا يتعكز على تسويغات للدفاع عن النقص .. نجاح كبير يستحق التهنئة ، ويستحق أيضا فتح شهية ورغبة القارئ في تطوير العمل المهني وبالشكل الذي تكون فيه الزمان طاقة منفتحة متجددة وقادرة على الالتصاق بالجذر الحي المتوقد للإنسان العراقي وهو يواجه قدره متسلحا برسالة مفعمة بتاريخ نابض من الكرامة كي يعيش حاضره ومستقبله بما يليق به ..
لا أستطيع أن أخفي تعاطفي مع الزمان ، وثقتي بدورها ، ومحبتي للمسؤولين عنها ، فلا أقل من تهنئة من القلب لأخي وصديقي المبدع الكبير سعد البزاز ، وللعزيز الدكتور فاتح عبد السلام ، وصديقي الحبيب الدكتور أحمد عبد المجيد ، فإنهم كانوا وما زالوا فرسانا مهما ادلهمت الأجواء ، وعاشقي حياة حرة مهما ضعفت الثقة بالمستقبل .. للزمان التي احتضنت ونشرت أول رواية عراقية بعد الاحتلال هي روايتي (الظلال الطويلة عام 2004 ، وللعاملين فيها محبتي لهم وثقتي بهم ..