الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صحيفة رأي و رسالة

بواسطة azzaman

صحيفة رأي و رسالة

عدنان سمير دهيرب

 

إن التغيير و التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال فرض و اقعاً جديداً و منافسة شديدة في الحصول على المعلومات و الاخبار , برز فيها المواطن الصحفي و المدونات و تعدد المواقع و منصات التواصل الاعلامي و الاجتماعي , أختلطت فيها الاشاعات و الأخبار الكاذبة مع الاخبار الدقيقة و الصادقة التي تكافح الصحافة كمؤسسة إجتماعية في نشرها من خلال التحقق و السعي وراء الحقيقة للحصول على المعلومات الصحيحة . و مراقبة السلطات الموثرة في المجتمع لتؤدي غرضها في صناعة الوعي السياسي و تشكيل إتجاهات الرأي العام في النظام الديمقراطي .

منصات التواصل

و أعتقد أن التمسك بمبادئ و عناصر الصحافة من قبل الصحفيين و إستثمار الوسائل التقنية الحديثة , منح الصحافة حياة جديدة و إرتفاعاً أكبر في نسبة المقروئية و المتابعة . فقد أستخدمت الصحف مواقع لها على منصات التواصل و الشبكة العنكبوتية التي غدت مهيمنة على سلوك الافراد و عبوديتها لتلك الوسائل التي تضج بملايين المعلومات و الأخبار يومياً . لذلك فالصحافة لم تزل تشكل رافداً لأشباع حاجات المتلقي لاسيما الصحف الوطنية المستقلة مقارنة بالعدد الكبير الذي صدر خلال الاعوام المنصرمة بعد التغيير في شكل النظام السياسي , و إنعكس على بنية الصحافة و منها نشير الى وسائل الاعلام الأخرى .

إذ أن التراجع كان في الوسيلة –الورقية- و إنتهى بتوقف صدور أغلب الصحف , فيما صمدت  أخرى بالرغم من التحديات التي واجهتها لأسباب ذاتية أو موضوعية تتعلق ببيئة العمل الصحفي و منها صحيفة الزمان التي تعد مشروعاً صحافياً منحازاً  للوطن و المواطن و لم تكن محايدة في خطابها و تناولها للقضايا و المعاضل التي تحيق بالمجتمع و ولادة النظام السياسي الجديد . فقد كانت منذ صدورها عام 1997 مع تطلعات الانسان العراقي في الخلاص من الدكتاتورية سابقاً , و التحاصص و الطائفية و الفساد و الاستبداد المتوارث حالياً بأشكال مختلفة .

إن المشروع التنويري الذي تتبنى رفع شعلته كان له الأثر في كشف الخلل البنيوي الذي أصاب النظام السياسي إذ منحت الصحيفة حرية الكتابة و التعبير عن الرأي لكتابها و كوادر التحرير . و أصبحت كصحيفة رأي و رسالة تنطوي على أفكار و رؤى و ثمار نخيلها الباسق في بستان المعرفة التي تشكل أحد غرائز الانسان للإجابة على تساؤلاته و دوافعه للحصول على المعلومات الموثوقة و الاخبار الدقيقة و التقارير و التحقيقات التي تحمل إضاءات للمعالجة الممكنة في إزاحة الأمراض الاجتماعية و الاخفاقات السياسية التي غدت علامة لواقع مشحون بالصراعات و الانقسامات التي أنتجت الهشاشة .

لذلك كانت الزمان أحد المنابر المائزة في إشاعة الوعي بين قراؤها و المتابعين لها كي يصبحوا أحراراً لهم القدرة على المشاركة في صناعة القرار السياسي , سواء كان ذلك بالوسيلة الورقية أو الالكترونية الذي بلغ أكثر من سبعة ملايين متابع , و هو مؤشر على أهميتها و حضورها الباذخ , و رسالة تؤكد أن إرتفاع مقروئية الصحيفة جاءت بسبب من الالتزام بأخلاقيات المهنة و بعناصر الصحافة الاخرى المتمثلة بالولاء للمواطن و التحقق و الاستقلالية و مساءلة السلطة فضلاً عن شمولية الأخبار المحلية و الدولية . ما أدى الى حضورها المتقدم بين الصحف المحلية و العربية  , و منحها أولوية الكتابة لدى المثقفين و الكتاب في كل الخرائط الوطنية و الدولية – بالاشارة الى سكن الكاتب تحت إسمه – كشف عن التنوع في المحتوى و الاتجاه المثير لإهتمامات المتلقي بوصفها سبيلاً للتنوير مع تعدد وسائل الاعلام و التواصل التي داهمت حياة البشر و أوقعتهم في متاهة المواقع و تدفق الاخبار التي أرتفعت فيها الكاذبة بنسة ستة أضعاف إنتشار الأخبار الصادقة , ما أفقدها الثقة رغم نسبة المشاركة في فيسبوك مثالاً.إن صدور العدد ثمانية الاف يؤكد رسوخ الصحيفة في تاريخ الصحافة العراقية , و في ذاكرة القارئ و المتابع لهذا الميدان . و إسهامها في عملية التغيير و التحول لإشاعة مبادئ الديمقراطية في الحرية و المساواة و التسامح و العدالة و نبذ الكراهية التي تطل برأسها مع كل أزمة . و إن فسحة حرية الكتابة والتعبير التي توفرها الصحيفة للكاتب تبعث ( شعوراً داخلياً بالراحة و إدراكا بذاته) و إسهاماً أكبرفي عملية التأثير , يأتي من هدف مؤسس الصحيفة الاعلامي المرموق الاستاذ سعد البزاز و رئيس التحرير الاعلامي البارز الدكتور أحمد عبد المجيد إذ كانت دعوته الكريمة لنا في عام 2019للكتابة في الصحيفة حافزاً للكتابة و التواصل و تلمس الحرية في الكتابة سواء بالتصريح او التلميح خشية رصاصة غير طائشة أو الوقوع في جُب المحظورات التي فرضتها البيئة الملوثة إعلامياً و سياسياًو إجتماعياً , لإدامة حياة المؤسسة و الكاتب .

تحية للزمان و كادرها المثابر , و هي تتمسك بالموضوعية و المهنية و ترتقي سلم الحياة و تحدي الخطوب و الصعاب .


مشاهدات 330
الكاتب عدنان سمير دهيرب
أضيف 2024/10/01 - 12:23 AM
آخر تحديث 2024/11/22 - 4:16 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 150 الشهر 10068 الكلي 10053212
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير