أباء يقدمون اضاحيهم للمدرسة
نوزاد حسن
من يستطيع ان يفسر لنا هذا المشهد:مواطن مكلف باعالة عائلته,يشتري “رحلة” مدرسية,ويضعها في الصف الذي تتعلم فيه ابنته.
مشهد كوميدي بكل تاكيد لكنه يحدث على مدار السنة الدراسية.
هذا المواطن يقدم اضحيته على شكل واضح(يحمل الرحلة على كتفيه,ويدخلها الى الصف),وهناك من يقدمون اضاحيهم باشكال مختلفة.يبدو ان مفهوم التعليم المجاني بات في خطر.لا سيما ونحن نرى انتشارا واسعا للمدارس الاهلية على حساب مدارس الحكومة.القطاع الخاص يهدد وجود الحكومة.هذا شيء جيد لكن في ظل قوانين تنظم وجود المدرسة الاهلية والمستشفى الاهلي والمول وغير ذلك.اما ان نترك الناس تضيع في دوامة ما يحدث فهذا تدمير لكل شيء.
تعطي المدرسة الحكومية انطباعا بان كل شيء حكومي هو غير مفيد.فالمستشفى الذي يذهب اليه المريض سيجد امامه قسما اسمه الجناح الخاص.وهذا الجناح الخاص فيه خدمات افضل,ومراقبة طبية جيدة قياسا بالقسم العام الذي يضج باسرة المرضى.
من الخطير جدا جعل الناس يشاهدون هذه المشاهد المتناقضة:المدرسة الاهلية افضل من المدرسة الحكومية.المستشفى الاهلي افضل من المشتشفى الحكومي,المول افضل من محل بيع الملابس في المنطقة.هذا التباين سيسبب تغيرا في طريقة تفكير الناس..
سيكون المال هو الحل للتخلص من كل ما هو حكومي واللجوء الى ما هو خاص.
لكن من اين ياتي المال.انه لا ينزل مع المطر.المال لايصنع من المواد الاولية بسهولة.وهكذا سيحمل الاباء في بداية كل عام دراسي اضاحيهم مثل)رحلة مدرسية لجلوس الطلبة,سبورة,طلاء جدران وتاسيس كهربائيات,او تسوية الساحة بالاسمنت.
وفي المقابل يقدم اباء الطلبة في المدارس الاهلية اضاحيهم ايضا:انها الاقساط المليونية.ومتطلبات اخرى.