إضطراب الرجال (الميسوجيني)
مروه العميدي-الحلة
كما هو معروف أن الرهاب هو نوع من الإضطرابات النفسية المتمثل بالخوف اللامنطقي من شيء أو موقف معين، وهو جزءً من جُملة الإضطرابات المسماة “اضطرابات القلق”، التي تؤثر بدورها بشكل بالغ على جودة حياة الفرد المصاب.
اماكن مغلقة
يضم الرهاب عدة أنواع منها الأراكنوفوبيا أو ما يسمى رهاب الحشرات العنكبوتية، والكلروفوبيا الذي هو الخوف من الكلاب والكلويتروفوبيا التي هي يعاني منها الكثير من الأشخاص وهي الخوف من الأماكن المغلقة والظلمة، وهناك أنواع رهاب أخرى منها رهاب المرتفعات والطيران ورهاب التحدث أمام الجمهور، ورهاب الدماء وأيضًا العلاقات الإجتماعية والعاطفية ورهاب النساء(الميسوجيني).ويعرف رهاب النساء بإسم “ميسوجيني(Misogyny)، وهو مصطلح تعبيري عن الكراهية أو الخوف أو التمييز ضد النساء، وقد يتجلى رهاب النساء في عدة صور بدءًا من الأفعال والسلوكيات اليومية وصولاً إلى العنف والانتهاكات الجسدية والنفسية، ومن مظاهره هي الكراهية الشديدة والتمييز وتتضح هذه عن طريق النقاشات التي تدور حول النساء والتقليل من شأنهن، كما أن العنف ضد النساء سواء كان جسدي أو لفظي يعتبر واحدًا من مظاهر الميسوجيني، وكذلك الصور النمطية والإشاعات التي تشوه صورة المرأة وتقلل من قيمتها وعدم مقارنتها بالرجل تعد واحدة من مظاهر رهاب النساء.
كل هذه الأنواع ترتبط نوعًا ما بمجموعة التجارب السابقة التي تكون عنها شعور سلبي، والتنشئة الإجتماعية والثقافية المتمثلة بتشجيع الذكور على التفوق وتعزيز المكانات لهم وعنصر الوراثة، وقلة الوعي بحقوق المرأة ودورها في المجتمع، والمنافسة والجهل وعدم التعلم، ومن أعراضها القلق المبالغ به وأعراض أخرى قد تظهر على الجسد مثل الإرتعاش والتنفس الشديد وتزايد ضربات القلب والتعرق والدوار.
وتؤثر هذه بدورها على النساء فهي تولد لديهن شعور تدني الثقة بالنفس، وتخلق نوع من القلق والأزمات النفسية وتؤثر على مستوى الإنتاج على جميع الأصعدة، مما ينعكس سالبًا على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إذ يمنع النساء من ممارسة أدوارهن في المجتمع.ومن أجل التصدي لرهاب النساء(الميسوجيني)لابد من نشر الوعي حول قضايا النساء وتقليل التمييز والصور النمطية السلبية، ويعزز المساواة في الحقوق والواجبات، وأيضًا يجب أن تتخذ خطوة جادة بخصوص الرجل الذي يعاني من إضطراب رهاب النساء عن طريق العلاج النفسي والمتابعة النفسية ويعتبر هذا أكثر فاعلية في تعديل السلوك وتغيير نمط التفكير، وأيضًا المواجهة تعتبر أكثر فاعلية في العلاج عن طريق تعريض الشخص المصاب بالإضطراب تدريجيًا إلى المسبب، كما وأن هناك حالات مزمنة قد تحتاج إلى مجموعة من الأدوية والعقاقير الطبية تكون مضادة للقلق المبالغ به وعن طريقها يتم التعامل مع أعراض الإضطراب.