الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 أدب البحر في رواية بحر أزرق.. قمر أبيض

بواسطة azzaman

السفر طريق هام للمعرفة

 أدب البحر في رواية بحر أزرق.. قمر أبيض

 

حسن البحار

مقدمة الدراسة

ادب الرحلات كوثيقة تاريخية هامة تجاوز عقدته الجغرافية ودخل الى العالم الادبي كشكل فني، وصار ينافس باقي الاجناس في تخصصها ، ويتغلب عليها بما يتصف من ابداع!الكتاب هم اكثر الناس إدراكا لمعنى السفر، لأنهم لديهم الرغبة في رؤية العالم ، والشعوب والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم ، وفي السفر للانسان العادي خمسة فوائد وللكتاب نضيف اليها فائدة سادسة هي :اكتشاف الاشياء الجديدة إذ تتولد عنده الاسئلة والحيرة، وتتملكه الرغبة في الكتابة عن هذه الاشياء والاماكن والبشر.

اشكالية التجنيس

ادب الرحلات يتميز عن بقية الفنون الابداعية كالرواية والقصة والشعر والسيرة الذاتية وادب الاعتراف والاتجاهات الاخرى غير الادبية كالتاريخ والجغرافيا. من وحهة نظر المنظور النقدي يمكن ان نطلق على هذا النوع (الجنس المنفلت) وحتى يكون ادب الرحلات يجب ان يكون هناك (الرحالة- السفر- الوصف – الموضوعية) .

ويطلق على ادب الرحلات (ملتقى الفنون) فهو يحتوي مختلف الاجناس الادبية وغير الادبية .هو مزيج من العادات والتقاليد ووصف البيئة والناس والمفارقات والديانات ومفاهيم الحياة التاريخية والاقتصادية والاسواق والطعام ودراسات ننعلق باماكن متعددة في ضوء السرد .

لذلك يحتاج ادب الرحلات الى ما يلي :

قوة الملاحظة- جمال الوصف- مخالطة الناس- التعرف على الثقافات الانسانية

هو ادب مائع ليس له حدود

رواية عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم او رواية الحي اللاتيني (سهيل ادريس) الذي تحدث فيها الكاتب اللبناني عن الصراع بين الشرق والغرب ، وهي تتناول رحلة شاب لبناني من بيروت الى باريس  للدراسة في جامعة السوربون ويقيم في الحي اللاتيني ويبحث عن فتاة تونسية ، لكن روايته لا تصنف من ادب الرحلات!  على الرغم من انها روايات كتبت عن البطل وعلاقاته مع الاخر لكنها لا تعد من ادب الرحلات بل من جنس الرواية وكثير من الكتاب قدموا روايات تدور احداثها في بلاد الغربة وقد تكون الاجواء الغربية والبيئة المختلفة ولدت لهم الايحاء بكتابة روايات تدور في بلدان غير بلدانهم  لكنها كانت من جنس الرواية وليست من ادب الرحلات، قد يكون كتاب صالح مهدي عماش الذي كان سفيرا العراق في موسكو واصدر كتابا يعد من ادب الرحلات بعنوان (روسيا عاصمة الثلوج).هو كتاب عن ادب الرحلات ولكنه ليس سرد روائي!وعلينا التفريق بين الكتابة في مجال السياحة والتي يمكن الوصول الها عبر شركات السياحة والمواقع الالكترونية والاستطلاعات والتحقيقات الصحفية وبين ادب الرحلات! فوجود كلمة (الادب) تعني (الكتابة الابداعية)!

*الجمع بين ادب البحر والرواية وادب الرحلات

حسن البحار بكتاباته الابداعية هو الذي نجح في الجمع بين ثلاثة اجناس في روايته ( بحر ازرق ..قمر أبيض) لأنه جمع بين مهنته (بحار) وبين كونه (كاتبا) وكذلك لانه يكتب مشاهدته في الدول التي يزورها بشكل فني وادبي/ ومثلما هناك توصيف للروايات حسب الامكنة ، فهناك (ادب سجون)، و(ادب منفى) و( أدب صحراء) ، و(ادب الريف وادب المدينة) فهناك ايضا (أدب البحر) وهناك اهمال من قبل الكتاب لثيمة البحر في مجال الرواية على الرغم من ان البحار تحيط بالوطن العربي، لكننا لم نقرأ الا روايات “حنا مينا “ الذي قدم لنا روايات (ادب البحر) مثل (الشراع والعاصفة) والثلاثية (حكاية بحار- الدقل- المرفأ البعيد) وتناولت رواياته جوانب اخرى غير ادب الرحلات بل ركز على الصراع الطبقي واستنطق الموج والصخر والنجوم والقمر!

استذكار الماضي

وهذا يختلف عما قدمه “حسن البحار” فهو يطرح في رواياته فضلا عن ادب الرحلات يكون السارد فيها من داخل النص كونه بحار محترف وبذلك يستخدم استنطاق الاشياء والبشر من خلال (الاستبطان) ، والسرد يوظف الوصف للمكان المحترك في الرواية بسبب انتقال البطل من ميناء الى اخر ومن علاقات عاطفية تمثل تلك الشعوب فضلا عن استذكار الماضي واسترجاع احداث وشخصيات من اليابسة (الاهل، والحبيبة، والعاشقة) في بلد البطل العراق، وفي رواية بحر ازرق ..قمر ابيض تمكن الروائي “حسن البحار “ان يجعل القارئ يتعرف على العادات والتقاليد واساليب التعايش بين الاديان والطوائف المتنوعة في اندونسيا وعن النظام والادارة الناجحة وقوة القوانين في سنغاوفورة وعن الاثار والتماثيل ووصف الطبيعة في ايطاليا وبلجيكا واسطنبول وغيرها من المدن التي ينتقل فيها المتلقي حسب خط سير الرحلة البحرية للبحار ، وهذا ما جعل الرواية تفوز بالجائزة الاولى لمسابقة الساعاتي ، وميزة حسن البحار يمكنه ان يشترك بهذه الرواية في مسابقة للروايات وكذلك في مسابقة ادب البحر وادب الرحلات ولا يملك النقد سلطة ليقول له في اي من تلك المسابقات بأن روايتك ليست من جنس ادب الرحلات او لجنة مسابقة الرواية تقول له ان النص ليست رواية لأنها تحمل كل عناصر كتابة الرواية الناضجة فنيا!

ما يقدمه حسن البحار غنيا فيه قوة الاسلوب الادبي ومتعة الرحلة ومغامرة البحار ولا تتقاطع بينهما بل تتكامل من خلال تبادل المشاعر والافكار والحوار الفني الناجح والوصف الجميل والتوقيت المناسب لضخ المعلومات المتنوعة!                                               الدراسة النقدية

ليس من السهل الربط بين (ادب الرحلات) و(ادب البحر) في رواية واحدة، للبحر اسراره وغضبه وعواصفه ومشاكله لا يعرفها الا البحارة! لكن يمكن تقديم ثيمة واحدة في اكثر من رواية، كما فعل إرنست همنغواي في روايته (الشيخ والبحر) كذلك يلاحظ ان الادب العربي المعاصر قد اهمل ادب البحر على الرغم من ان البحار تحيط بالوطن العربي، ويمكن ان نستثني من هذا الاهمال  الروائي السوري (حنا مينا) الذي قدم رواية (الشراع والعاصفة) ورواية (حكاية بحار) لأدب البحر عربيا! لكن في تاريخ الادب العربي يمكن الاشارة الى حتى الجمع بين الادبين (الرحلات والبحر) في حكايات (السندباد البحرية) وفي رحلة البيروتي الى الهند، ورحلة السيرافي الى المحيط الهندي، وفي مجال ادب الرحلات توجد امثلة كثيرة  فهناك (الريحانيات) للروائي “أمين الريحاني” و(رحلة السندباد العصري) للروائي “حسين فوزي” ورواية (زهرة العمر) للروائي “توفيق الحكيم” و(الرحلات الحجازية) ورحلة (شكيب ارسلان).

شخصيات من ادب البحر

الروائي (حسن البحار) قدم شخصيات تمتهن العمل في مجال البحر(بكافة تفاصيل المهنة )  وحاول في السرد  ان يمزجه بادب الرحلات حيث نتعرف على العادات والتقاليد واساليب التعائيش بين الطوائف والديانات المتنوعة في اندونسيا وعن النظام والادارة الناجحة وقوة القوانين في سنغافورة وابرز المعالم السياحية في تلك المدن التي احتوتها الرواية ، وبذلك استحقت روايته (بحر أزرق.. قمر أبيض) الفوز بجائزة ادب الرحلات عام 2013 لمسابقة الساعاتي،الشخصية الرئيسة في الرواية والتي تمثل الروائي وهو (بحار) اعطى له اسم رمزي (سي) ويعد هذا الرمز اللغوي قد يحاكي مع اسم  بطل الروائي (كافكا) في روايته (المحاكمة) “  ك”، وعندما نبحر مع شخصية سي في رحلته البحرية الى اندونسيا وسنغافورة وعبر المحيط الهندي الى سريلانكا وايطاليا وبلجيكا وانكلترا وجورجيا  وغيرها من المدن الساحلية نتلمس قوة الاسلوب الذي يجعل القارئ  يرى ما يراه البحار وشخصياته وعلاقاته الغرامية وقلقه واسئلته الفلسفية والفكرية عن الهويات واالتنوع والتعايش ، وهو يعطي بشكل سلسل معلومات عن المدن والشعوب في نسيج روائي (سنغافورة كانت جزيرة سعيدة مرحة لا يضيق الصدر فيها، عجيبة الجمال، تنافس بزينتها الدنيا، بهية الطلة تنعم بالخيرات والسلام، تتوسطها أشجار محملة بالثمار لا تمنع عن طالب، تهتز أغصانها لينا “ص84،  يقول حسن البحار (في هذه الرحلة جهدت، كي أشير إلى المتضاد والمترادف الذي يميز الحياة من حيث وجهة نظرنا أليه..صادقا كل الصدق في سرد أحداث حملت في ذوائبها رائحة إبحار مر وعذب، يصفق لها الخافق فرحا عند الوصول، ثم ينثني يعتصره الوداع”ص13.

النص الذاتي

الشخصيات التي تظهر بالرواية تمثل مدن وشعوب وديانات وطبيعة انسانية ،  شخصية محورية (ريتا)-بوذية-  الارملة معشوقة البحارة وملهمة الحب للبطل، وشخصية (انطوان) والفتاة الجميلة في سنغافورة، وشخصية (سوفيا) البلجيكية ، بينما يسترجع البطل حياته وطفولته ومراهقته من خلال علاقته بالشخصيات (العمة، والجارة لولواللعوب  والفتاة “هيلين”) جميع الشخصيات والاحداث هي من وجهة نظر ذاتية لشخصية البطل، اعجبتني طريقة تقديم البحار لشخصياته والوصف الخارجي للشخصية وتأثيرها على البطل فهو يقدم شخصية ريتا (امرأة من طراز آخر أكثر مما نتصور، لطيفة خالصة اللطف تتوغل في القلب على مهل تملكه!..

سمار قوامها المنتصب في ثوبها الأبيض..سيدة أعمال في النهار، أم حنون في المساء، وفي هدأة الليل أنثى أكثر من رائعة”ص16 اما شخصية (أنطوان) الذي يلتقي به في ميناء (دوماي) وهو صاحب الدراجة النارية الذي يرافق البطل في تنقلاته من الميناء الى حيث كازينو ريتا واماكن اخرى (استأجرته أنطلق بي يطوف شوارع دوماي وأنا خلفه اسأله عن الاماكن الجميلة، وهو يجيب حتى ذكر لي (يونغ يو) بطريقة مشوقة قال عنها “كازينو تبعث الراحة والاستمتاع طوال الليل ينشدها البحارة بلا انقطاع”ص16 ، اما الذكريات التي يقدمها السارد للبطل فهي ذكريات عن علاقاته بالنساء (العمة وهيلين ولولو) “لا أعرف معنى المغازلة والحب، صبيا في الحادية عشرة، منظره منكسر الملامح، خائف.. خفقات قلبي قوية ترتفع وتضرب أصداؤها أذني، من ابنة جيران لعوب يدها كيد شيطان تندس تحت قميصي إلى ظهري..تلثم وجهي بشفاه أشم فيها فسقا وخوفا.. حاولت الجلوس ولكن لولو- جارتي- أحاطت رقبتي بذرعيها ثم سحبتني إلى صدرها تضغط على مؤخرة عنقي بقوة تطالبني المزيد لاهثة “آه، تعال”ص24 .وهكذا في ذكرياته مع (هيلين) وعلاقاته الغرامية التي يطلق عليها (علاقات عابرة) فلا يتوقف عندها كثيرا بل يركز السارد على الحاضر على رحلته الى اندونسيا وعلى ريتا (المخلوقة الرائعة التي تتحدث الانجليزية بطريقة جميلة يضفي على جماله الشهي سطوعا. وهي تشدد على مخارج حروف كلماتها التي كانت تتلفظ بلكنتها الأسيوية . وهكذا قررت أن تكون كازينو يونغ تو محطة راحتي الخاصة طوال بقائي في إندونسيا”ص28 ، لا يخلو الامر من النقاش عن الهويات من خلال الحديث بين البطل (سي) وشخصية (انطوان) “- ما رأي الإسلام بديناتكم البوذية؟ - لم نختلف أبدا، كنا وما زلنا نمارس طقوسنا في حرية مطلقة مع احترام واضح من كل الطوائف والديانات الأخرى..فمن المستحيل التعايش بسلام أذا لم نحترم بعضنا، وبالتالي فالخير لا يأتي إلا أذا كانت نفوس الجميع مسالمة بغض النظر عن انتمائها الديني أو الإثني”ص43

شخصيات واقعية فيها نسبة من الخيال

يمتلك حسن البحار الادوات الفنية والخيال المناسب لتحويل (ادب الرحلات) الواقعي الى (رواية) فيها نسبة من الخيال اكثر من الواقع، عندما كان لي لقاء مع الروائي حسن البحار، وكنت راجعا من رحلتي الى السودان وانقل له ما رأيت من أشياء غريبة وعجيبة لا يمكن تصديقها! فورا قال لي اكتب رحلتك الى السودان على شكل (رواية) أضاف أجعل البطل (طفل) ! كيف يحدث ذلك وانا قد كتبت مشاهداتي وانطباعاتي عن الرحلة وانا في الخرطوم! وكانت تلك المشاهدات واقعية قد تحتوي على نسبة من الخيال الفني لغرض التشويق والاسلوب المناسب لعرض الحقائق والمعلومات والمواقف والاحداث والشخصيات بشكل درامي ، لكن الاطار العام يحكم سيطرته على الموضوع بواقعيته! اما حسن البحار أن  اراد مني ان اتلاعب بهذه المعلومات والمشاعر والافكار والشخصيات لتكون على الاقل (نصفها واقعي والنصف الاخر من صنع الخيال) وهذا ما قدمه لنا حسن البحار في روايته (بحر أزرق..قمر أبيض) !

*سري لانكا

السارد ينقلنا من اندونسيا وحبيبته البوذية(ريتا)  الى سنغافورة وعلاقته الفاشلة مع (الفتاة القمحية) البشرة مطواعا لينة تحمل في وجهها الناعم ابتسامة تطل من عينيها السوداوتين، الى مواجهة العاصفة البحرية وهم في طريقهم الى سري لانكا بعد اجتياز البنغال (الرواية مليئة بالمعلومات الجغرافية التي تدس في السرد) وفي سريلانكا يبدأ التأمل على الرغم من ان الفكر والعقل مرهون عند ريتا الاندونسية ، وعن ميناء كولمبو العاصمة واكبر مدن سريلانكا يقول”مدينة جميلة رسمها الخالق على ظهر كوكب الأرض، ليعز بها أهلها المختلفين في الأديان والمعتقدات، متحابين يعملون كيد واحدة، لا تشوب حياتهم شائبة الأختلاف الأثني أو الطائفي..ينعموا بإقتصاد باهر نتيجة موقعها الجغرافي المهم ..تحيطها الغابات والجبال السوداء المنتصبة فوق أرض خصبة اشتهرت في إنتاج البن والشاي والمطاط والملابس والأحجار الكريمة”ص109

*جنو الايطالية

تنطلق السفينة وهي بالبحر الابيض المتوسط من مصر الى ميناء جنوا الإيطالي عبر بحر التراني،  السارد يشير الى ما تشتهر به المدن لكي تكون روايته ضمن ادب الرحلات ففي ايطاليا – جنو يقول عنها (لم أك أعلم هناك أ رضا في هذا الوجود بهذا الجمال وهذه الهيئة البهية وتلك الوجوه الحمراء والأجساد البرونزية، إلا لحظة تجاوزي بوابة الميناء؟..هناك نساء نصبت شراك الهوى، حمر ممشوقات تعانق رجالا لا يقلون عنهن جمالا، وهنا فوق الرصيف رأيت عشقا يترك ظل عناق ورنين قبلات”ص113 وطالما هو في احدى المدن الايطالية فلا بد من الحديث عن التماثيل (رأيت ذلك التمثال العاري تماما يعرض مفاتن قامته منتصبا على حجر من المرمر الأسود..وقفت مندهشا أمام روعة ذلك النصب لفارس كان يطعن التنين وهو على صهوة جواده... نساء، نبيذ،جمال،ضحكات، رقص،  موسيقى كل الأشياء كانت في حرية الطيران)

*انتوبر البلجيكي

تبقى شخصية سي تعاني من الابتعاد عن ريتا حتى وهو يفكر ان يشتري بيت لريتا لتسكن معهم امها وابنها ويتزوجها !(انا ارملة، بوذية كما تعرف وأنت شاب صغير مسلم) لكنه كان يفكر مع نفسه (لو ريتا تصبح مسلمة كنت سوف اتزوجها!) في المحطة الرابعة لرحلة البحار كانت في (جوهرة اوربا) بلجيكا “بناياتها المرتفعة المحصنة إله الخصب والشباب، كان تمثالا مرصعا بالماس تحيطه لوحات جدارية من العصر الروماني..كان يصادف احتفالات اعياد رأس السنة ، وهنا يلتقي بفتاة جميلة وشهية (سوفيا) تتكلم العربية فهي من (أم مغربية وآب بلجيكي) وهي من اطلقت عليه اسم (البحار) لتكون له مغامرة وعلاقة عابرة (كانت قدماها كالنجمات العارية تهفهف فوق قلوع البحار، أغرق في وهج الألوان مبتعدا عن أفقي، ضحوكا بذروة صحوي )ص133 ،يحتفلون معا براس السنة وموعدهم يكون في مساء اليوم الثاني لكن السفينة لا تتنظر العشاق ابدأ!

ميناء ملدزبرة في انجلترا

كانت المحطة قبل  الاخيرة لرحلة البحار في هذا الميناء الانجليزي “لم تكن مدينة عادية أبدا، كانت مدينة ولا في الأحلام نظيفة يملؤها الضباب، ندية، عذبة، ملونة الأشجار، منظمة، تعج بالمحال البراقة والمترفة، كل شيء فيها يحاكي التطور والترف”ص143 ،،ينتهي البحار في اسطنبول التي (نصفها اسيوي والنصف الآخر اوربي ليعبر البسفور وليصل الى ميناء (بوتي) في جورجيا لغرض التصليح والصيانة السنوي، يصل الى قرار تقديم الاستقالة ومغادرة السفينة للذهاب جوا الى ريتا ، وبعد طول انتظار تحصل الموافقة على استقالته بعد وصول البديل، وهو لا يفكر الا باحتضان ريتا “أدخل دوماي من بابها الكبير.. ليس على ظهر البحر ..لا ..هذه المرة جوا في طائرة أكثر راحة وأسرع..ريتا التي هي الآن تنتظر وصولي في المطار عند صالة الانتظار مع ابنها وأمها العجوز بظهرها المنحني، معهم أنطونيو وزوجته طبعا”ص 150

الخاتمة

قدم الروائي شخصيات غنية تمتزج بمفهوم ادب الرحلات ولا تتقاطع معها بل تتكامل فنيا من خلال تبادل المشاعر والأفكار والحوار الفني الناجح. .

لا يمكن للقارئ ان يفصل بين الواقع والخيال في هذه الرواية فكل شيء ممكن ان يكون واقعيا وكذلك يصلح ان يكون سردا لحكاية خيالية وهذا سر نجاح السرد عن حسن البحار، لأنه يعرف أن الرواية تتميز بقدرتها على تناول السرد وتطويره ، كما تستطيع الرواية تقطيع السرد واخضاعه للتحليل التجريبي.


مشاهدات 228
الكاتب حسن البحار
أضيف 2024/09/06 - 11:33 PM
آخر تحديث 2024/10/13 - 11:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 238 الشهر 5725 الكلي 10035448
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير