كبار نفتقدهم.. الدكتور منذر الشاوي لمناسبة ذكرى رحيله
قاسم حسين صالح
الدكتور منذر الشاوي .. دكتوراه دولة في القانون بدرجة شرف من فرنسا عام (1961) واعتبرت اطروحته افضل اطروحة دكتوراه تقدم الى جامعة فرنسية. والشاوي..الأستاذ المتخصص بالقانون الدستوري وفلسفة القانون ،كان وزير العدل(14 سنة) ووزيرا للتعليم العالي(ثلاث سنوات) ،فضلا عن تأسيسه المعهد القضائي الأعلى لتخريج قضاة اكفاء.
ولأن لا أحد يجاريه في القانون الدستوري فأنه حاول في 2005 ان يكون له دور في كتابة الدستور الجديد (2005) لكنهم استبعدوه،فعمل على تشكيل لجنة تعمل على تقديم نسخة مقترحة للدستور الجديد ، ادت الى احتجازه واجباره على مغادرة العراق ،فاختار الأردن ليرحل غريبا عن اهله ووطنه في 24 شباط 2021 .
ذكرى جميلة
في العام 1988 تولى الدكتور منذر وزارة التعليم العالي فاصدر جريدة بعنوان (الجامعة) اختار لها ستة صحافيين بينهم الدكتور ياس خضير البياتي رئيس التحرير والدكتور فجر جودة وحسب الله يحيى..وانا مسؤول الصفحة الأخيرة ولي فيها عمود ساخر. ومن جميل ما اذكره عنه انه كان يدعونا للغداء كل يوم خميس في مطعم بشارع السعدون ، فسألني عن محافظتي وحين اجبته انني من الناصرية ،ادهشني انه يعرف (فهد و فؤاد الركابي) وكبار السياسيين، وشعراء.. ووصفها بانها منبع الثقافة والسياسة في العراق.
ولأنه كان وسيما وفي وجهه شامة حلوه وابتسامة احلى، ولأنه وصف الناصرية بأنها مدينة الشعراء فأنني قلت (متغزلا) فيه حسجة..فضحكنا..
وفي احد الأيام اتصلت بي سكرتيرة مكتبه تدعوني لمقابلة السيد الوزير..دخلت فقال:
* استاذ قاسم..اصعب شي بالصحافة هو العمود الساخر..وعمودك جيد،بس يحتاج شويه اتطوره.
فأجبته بكلمة واحدة: وتضمنى؟
ضحك واسند ظهره على كرسيه وقال:
• والله هاي راح تكون بين احتمالين..لو للقمة لو للأمن العامة!
رحم الله كبارنا من المخلصين للشعب والمحبين للوطن.