الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في الذكرى الخمسين على وفاة الشاعر.. سيرة ذاتية ومختارات من ديوان شاذل طاقة

بواسطة azzaman

في الذكرى الخمسين على وفاة الشاعر.. سيرة ذاتية ومختارات من ديوان شاذل طاقة

الموصل  - هدير الجبوري

 

لمناسبة الذكرى الخمسين على رحيل الشاعر الرائد شاذل طاقة 1929- 1974 صدر عن دار ماشكي في الموصل كتاب جديد لمؤلفه الدكتور فارس الرحاوي تناول فيه سيرته الذاتية ودوره الرائد في الحياة الأدبية والثقافية في الموصل والعراق، كما ضم الكتاب مختارات من شعره موزعة حسب تسلسل صدور دواوينه الشعرية.

مقالة تحليلية

يبدأ الكتاب بمقدمة المؤلف المعنونة (لافتة في الطريق إلى شاذل طاقة..) إشارة إلى بدايات معرفته بالشاعر وقراءاته لشعره، مشيراً إلى مقالة تحليلية مطولة كان قد كتبها عنه بعنوان (المرأة في شعر شاذل طاقة) عام 1978 نشرت في جريدة العدل النجفية في ستة أعداد، كما نشر القسم الأول منها في جريدة الحداء في الموصل بعددها (9). كما أشار الرحاوي في مقدمته إلى اهتماماته في تتبع مسارات الحياة الأدبية والثقافية في الموصل ودور تجمع (رواد الأدب الحديث). بعدها تناول الكاتب سيرة الشاعر شاذل طاقة وتاريخه الثقافي والأدبي مركزاً في ذلك على البدايات الأولى من حياة الشاعر والوظائف التي تقلدها في حياته، ثم انتقل إلى مساراته الأدبية واهتمامات الشاعر شاذل طاقة بالشعر وتجديده، مؤكداً على دور الشاعر الرائد في حركة التجديد في الشعر العراقي خاصة والعربي على وجه العموم، التي قادها رواد الشعر الحديث بدر شاعر السياب والبياتي وسليمان العيسى بعد لقائه بهم في دار المعلمين العالية في بغداد، ونضوج تجربته الشعرية.

ومن الحقائق الفنية التي أكد عليها مؤلف الكتاب التجربة العروضية لدى الشاعر شاذل طاقة، وأنه كان من أوائل دعاة الشعر الحر (شعر التفعيلة)، مستلهما ذلك من تسمية شاذل لهذا النوع من الشعر بـ (الشعر المنطلق) الذي لا يتقيد بقافية، وأنه كان من السباقين في إصدار مجموعته الشعرية الأولى التي حملت عنوان (المساء الأخير)عام 1950، التي ضمت مقدمة طويلة وعدداً من قصائده العمودية والحرة، حيث جاء في مقدمة الشاعر قوله الذي يعبر عن إعلانه عن تجربته العروضية بقوله « فلقد جربت في عدد من قصائد هذا الديوان، على نسق منطلق لا يتقيد بقافية موحدة، ولا يلتزم عدداً معيناً من تفعيلات البحور، فإنك تجد في البيت الواحد تفعيلة أو تفعيلتين، ولعلك تجد في آخر خمسة، وفي آخر أكثر أو أقل».

الحزن الكبير

وفي قراءة المؤلف لديوان الشاعر (المساء الأخير)، يرصد مؤلف الكتاب ظاهرة الحزن الكبير الغالبة على معظم قصائد الديوان، بدء بما جاء من قصائد في رثاء أبيه الذي مات مبكراً ، وتركه وحيداً، فضلاً عن ذلك انعكاس خيبة الأمل في نفسه من الزمن والعمر والحياة، والاحساس المتزايد بنهاية الحياة نفسها، ولعل ذلك ما يستوحيه القاريء لقصائد الديوان الأخرى ومنها قصيدته (المقبرة الخرساء)، التي تعكس صورة حقيقية لواقع الجوع والحرمان الذي كان يعيشه الشعب العراقي آنذاك، والقصيدة تمثل انتماء الشاعر شاذل طاقة انتماء ثورياً للإنسان والوطن، والذي يعكس انتماء الشاعر ليار الوعي في نقد الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو انتماء إنساني حقيقي وصادق بكل انفعالاته وانعكاساته السلوكية.

كما تظهر قصائد الشاعر في هذا الديوان الأول موقف الشاعر القومي من القضايا والمواقف والحركات الثورية القومية كثورة الجزائر والعدوان الثلاثي على مصر والموقف القومي من القضية الأم (القضية العربية الكبرى) قصية فلسطين التي شكلت مساراً حقيقياً في الشعر الموصلي منذ احتلالها وتقسيمها.

ويختتم الكاتب سيرة وتاريخ الشاعر شاذل طاقة ومساراته الشعرية والأدبية بمحور تحت عنوان (شاذل طاقة ناقداً)، مستعرضاً رؤيته النقدية من خلال مقدمته لديوانه (المساء الأخير)، ومقدمته التي كتبها لصديقه الشاعر هاشم الطعان في ديوانه الأول (لحظات قلقة) عام 1955، والتي كانت قراءة تحليلية لقصائد ديوان الشاعر الطعان مبدياً رأيه الصريح في قصائده، مشيراً إلى العيوب والمحاسن في كل قصيدة، ثم يخلص إلى إيجاز رؤيته وتوصياته للشاعر بإيجاز.

وقبل أن ينتقل الكاتب إلى مختاراته من شعر شاذل طاقة يستعرض إصدارات الشاعر الشعرية والنثرية، فقدأصدر ديوانه الشعري الأول (المساء الأخير) عام 1950، ثم أصدر ديواناً شعرياً مشتركا في العام 1956 تحت عنوان (قصائد غير صالحة للنشر) ضم قصائد لشعراء عراقيين آخرين من مدينة الموصل هم عبد الحليم اللاوند وهاشم الطعان ويوسف الصائغ. وفي عام 1963 صدرت مجموعته الشعرية الثانية (ثم مات الليل) لتليها في عام 1969 مجموعته الشعرية الثالثة والأخيرة (الأعور الدجال والغرباء).

أما مؤلفاته النثرية فهي كتابه الأول بعنوان (تاريخ الأدب العباسي)، عام 1953 وهو دراسة للشعر في العصر العباسي الأول. وقد اعتمد منهجاً دراسياً في حينه، كما صدر له كتاب بعنوان (في الإعلام والمعركة)، عام1969 عن وزارة الإعلام العراقية.

ترجمت قصائده إلى العديد من اللغات الأجنبية، وكتبت عن أشعاره دراسات وأبحاث عديدة.

محاولات جادة

يعد شاذل طاقة من الشعراء الرواد الأوائل للقصيدة الحرة حيث كانت له محاولات جادة ومهمة في تطوير البنية الإيقاعية الشعرية وكانت له اجتهادات عروضية مهدت لمحاولات كثيرة أعقبته.  كرس شاذل مسيرة حياته القصيرة لما يعرف اليوم بالقصيدة الملتزمة إذ تبنت قصائده منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي قضايا الكفاح التحرري للشعب العربي. في هذا السياق، دعمت قصائده النضال التحرري للشعب الجزائري، فيما تناولت أروع قصائده في مرحلة متقدمة من نضوجه الشعري محنة الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي فعبرت بروح صادقة عذبة عن تلك المعاناة. اتسمت تجربته الشعرية بالتجديد .

أما المختارات من قصائده فقد اختار الكاتب (19) قصيدة مثلت مراحل تطور الشاعر ونضوج تجربته الشعرية ، منوعاً في مضامين موضوعاته.


مشاهدات 954
أضيف 2024/10/19 - 3:39 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 11:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 262 الشهر 8966 الكلي 10052110
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير