الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المؤرخ بهنام حبابة يرحل عن عمر ناهز الـ 97 عاماً

بواسطة azzaman

المؤرخ بهنام حبابة يرحل عن عمر ناهز الـ 97 عاماً

صوت موصلي معروف وثق أحوال المسيحيين وأسرهم وحواضرهم بكل مصداقية

 

الموصل –سامر الياس سعيد

يمكن ان نصف عام 2024 بكونه عام رحيل الموسوعيين والمؤرخين فلم نكد نستفق من صدمة رحيل الموسوعي المعروف بينامين حداد حتى واجهنا خبر اخر يتعلق برحيل موسوعي موصلي اهتم باوضاع مسيحيي المدينة ووثق محطاتهم التاريخية  من خلال مؤلفات كانت مصدرا ومرجعا لكل من يبحث عن تاريخ مسيحيي مدينة الموصل . انه التربوي الفاضل والمؤرخ المعروف بهنام حبابة التي شاءت الاقدار رحيله بعيدا عن مدينته الاثيرة  حيث فارق الحياة  واقول بان علاقتي توطدت مع  حبابة في غضون السنوات القليلة التي سبقت خروجنا من مدينة الموصل لاسيما عامي 2011 وماتلاها حيث كنت ازوره في منزله بمنطقة الدواسة والقريب على كنيسة ام المعونة  حيث مثلت زياراتي له بمثابة استزادة للكثير مما حفل به تاريخ مسيحيي الموصل ومن خلال احاديثه تعلمت الكثير عن المحطات التاريخية لاسيما تلك التي جايلها  الراحل وشاهدها بام عينه ليستمر بالحديث عنها كوقائع.

نشر حوار

واذكر انني حاورته  ونشرت الحوار بجريدة (الزمان) وذلك بتاريخ 29 تموز 2012 وجاء في سياق اللقاء  ذكرت ان لقائي به كان من خلال زياراتي لمنزله  وكان من ثمار  زيارتي  الرابعة لمنزل الشماس بهنام سليم حبابه ولقائي بهذه الشخصية المميزة التي تتقد ذاكرتها بمئات الاسماء وتستعرض الاحداث والذكريات عن الموصل أيام زمان وما قدمه مسيحيو المدينة لهذه المدينة من عطاءات وفي كل زيارة اكتشف أشياء جديدة تلون سلسلة معارفي بمعلومات مهمة ومميزة ولعل ما يميزها انها تنطق بشهادة شاهد عيان عليها فتتكلل كل المعلومات بتاريخيتها المعطرة بالصدق والحيادية التي هي راس مال المؤرخ الصادق ..ومن ضمن تلك الزيارات الشخصية كانت مناطق الموصل الموضوع الأكثر تطرقا ولعل المناطق المهمة التي شهدت تواجد مسيحيي الموصل بالكثافة الأكبر ولعل من تلك المناطق منطقة الدواسة التي بدأت إعداد تقرير عن تاريخيتها والتواجد المسيحي فيها خلال السنوات السابقة لكن الزيارة الأخيرة كانت محددة بالحديث عن الرجل المعروف بشهاداته عن مسيحيي الموصل ولعل من أهمها إعداده لكتاب يتحدث عن الأسر المسيحية في الموصل والذي صدر عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية حيث يشير إليه حبابه بان كل عائلة وردت في الكتاب المذكور تحتاج الى مؤلف يتحدث عنها باسهاب ويستعرض كل افرادها وعطاءاتهم في المجتمع الموصلي كتب عنه المؤرخ والأكاديمي إبراهيم العلاف قائلا عنه انه لايعرف باحثا جادا نظير بهنام حبابه ويستطرد فيقول انه عمل مربيا صادقا حيث يتطرق الى علاقته مع الرجل منذ أكثر من أربعين عاما ولاتزال علاقتي به جيدة .ويضيف العلاف الى سيرة المربي والمؤرخ بهنام حبابه فيقول انه من مواليد الموصل بتاريخ 26مايس سنة 1927. درس الابتدائية بمدرسة الطاهرة والمتوسطة في المثنى .وبعد الإعدادية _الفرع الأدبي لم يوفق في الدخول إلى دار المعلمين العالية فأنهى الدورة التربوية ذات السنة الواحدة_الفرع الأدبي. وخدم في سلك التعليم في ناحية باطنايا ،وبعدها في مدينة الموصل معلماً ثم مديرا لمدرسة شمعون الصفا ليعين بعدها مشرفا تربويا ويحال على التقاعد بناءا على طلبه عام 1982.يهوى الإسفار والتنقل فقد زار سوريا ولبنان والقدس الشريف مرات عديدة ومصر وكذلك تركيا والكويت وعمان ثم روما وباريس ولندن. وأخيرا الولايات المتحدة الأمريكية انتهى حديث العلاف عن المربي والمؤرخ بهنام حبابه حيث عبر خلال اللقاء عن ولعه بالتاريخ من خلال عمله كتربوي حيث تعين في منطقة مانكيش فمنحتنه هذه المنطقة العابقة بنكهة التاريخ والتراث الكثير لتدفعه ليستعين بمداد الكتابة في الحديث عن تاريخها ونشر مقالا عنها في مجلة النجم الموصلية التي كان يرأس تحريرها الخوري سليمان الصائغ وكان هذا في عام 1954 واعرب عن رغبته للكتابة  عنها سلسلة من البحوث والدراسات لانها منطقة تستحق الحديث عنها كونها انجبت الكثير من رجالات الدين ..كما لفت  الى شخصية لم ينصفها التاريخ ولم يتحدث عنها بالشكل الذي يليق بشخصية البطريرك مار عمانوئيل الثاني وهو الرجل الذي دامت مدة خدمته اكثر من 47 عاما كما انه قام بخدمة أبناء الموصل دون تفرقة كما أود الإشارة الى حياة رجل أخر كانت له بصمته البارزة في التاريخ الا وهو البطريرك افرام برصوم الذي شهدت زيارته لمدينة الموصل عام 1945 وكان بمعيته مطرانين هما المطران يوحنا عبايجي والمطران قرياقوس ..كما تطرق حبابة في حديثه الى الحقبة الممتدة في نهاية خمسينيات القرن المنصرم من خلال حيث كان خلالها مديرا لمدرسة شمعون الصفا (بابل ) وعايش فيها هجرة مئات المسيحيين وما انعكس ذلك على غياب الكثير من التلاميذ لكن المدرسة أيضا حوت العديد من المواهب والإمكانيات المتميزة والمعروفة عن أبناء شعبنا فخرج الكثير لساحة الحياة متسلحا بالعلم والمعرفة ليعملوا في ميادين الطب والهندسة والكثير من مجالات المجتمع ..ولطالما كان يفتخر بانتمائه لمدينته الموصل فقال خلال اللقاء انا ابن الموصل واعتز بهذه المدينة كثيرا وعندي شخصيا وعائليا أصدقاء كثيرين سواء من المسيحيين أو المسلمين وأتمنى من كل قلبي ان يسود عهد الألفة والمحبة بين الجميع ..مضيفا بكونه يعتز كثيرا بتاريخها وتعلقي بالموصل كتعلق الولد بأمه وهذا التعلق يدفعني للعودة من اجل استعادة الذكريات والتواصل مع شخصياتها من أصدقائي.

وضع طبيعي

ولذلك فانا أدعو لمدينتي بعودتها لوضعها الطبيعي فهي المدينة العريقة والمعروفة في التاريخ وقد قيل فيها الكثير ..كما اشار لمؤلفه عن الاباء الدومنكان فقال  بكونه الاقرب الى قلبه حيث قام  بتأليفه على أساس غير التعصب لابل أردته ان يحكي حقبة من تاريخ مدينة الموصل مدينتنا وفضل الرهبان الذين خدموا المدينة في مجالات منوعة كالمجالات الثقافية والاجتماعية والصحية ..كانت اخر لقاءاتي معه في حفل توقيع كتابي (العمق التاريخي للمسيحية في مدينة الموصل ) الذي جرى نهاية عام 2014 في بلدة عنكاوا وكان اول الحاضرين لمحل التوقيع في النادي الاكاديمي فهاتفني يحثني على الحضور واللقاء وكان من دواعي فرحي بكون اتحاد الادباء والكتاب السريان اوكل مهام تكريمي لحبابة  الذي سلمني شهادة تقدير اسعدتني كثيرا كما تخلل لقائي الاخير به استذكرات  لزياراتي له لاسيما في فصل الصيف حيث كان يزوره ايضا الدكتور عامر الجميلي ليجري التطرق لاحاديث تتعلق بمسيحيي الموصل ومحطاتهم الزاخرة والتي اضحت بعد عقد من هذا الزمن تاريخا  يبكي ما ال اليه الحضور المسيحي في مدينة الموصل والذي تقلص تماما ليضمحل ويصبح تعداد العوائل المسيحية شحيحا بسبب ما الت اليه اوضاع المدينة التي عاشت خلال هذا العقد على صفيح ساخن من اوضاعها الاجتماعية .


مشاهدات 132
أضيف 2024/08/18 - 5:50 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 12:06 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 306 الشهر 9309 الكلي 9984853
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير