إكرامها تنمية للوطن

إيناس البدران

تزامنا مع يوم المرأة العراقية وبحضور الرئاسات الثلاث وممثلي منظمات دولية مرموقة وشخصيات مؤثرة من جميع انحاء العالم ،خرج مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة بنسخته السادسة عشرة بجملة توصيات مهمة ياحبذا لو اخذت بنظر الاعتبار وتم دعمها بتشريعات مفعّلة تنهض بواقع المرأة وتنتشلها من دوامة الفقر والجهل والخوف.ومما لاشك فيه ان العنف ضد النساء هو اكثر من مجرد عدوان جسدي بل انه يمتد الى نطاق اوسع ليشمل الاساءة النفسية والعاطفية والابتزاز والحرمان المادي ،وهو عنف يرتبط بالنوع الاجتماعي وبالمرأة تحديدا الا انه يمتد في تأثيراته السلبية على كل المحيطين بها ولاسيما الابناء والبنات.ومن اشكاله العنف المنزلي والوظيفي والجنسي والزواج القسري وزواج القاصرات والتحرش الجنسي والاستغلال والتهديد والترهيب والابتزاز، وهو يؤثر بشكل مؤلم وخطير على حياة المعنّفة ويصيبها بالازمات النفسية مثلما يصيب الاطفال بامراض القلق والاكتئاب الذي يمكن ان يتطور لاحقا ليفضي للتفكير بالانتحار او الاقدام عليه .

وهنالك ايضا العنف العاطفي المتمثل بالنظرة الدونية للمرأة بمختلف مراحل حياتها مع وضعها بمرتبة ادنى ما يبرر ايذاءها نفسيا وجسديا وتقييدها ومنعها عن ممارسة حياتها الطبيعية وتقييد الشريك لها من التفاعل الاجتماعي.وفي ظل التطور الالكتروني الرقمي الذي يعيشه العالم والاستعمال الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي اصبحت النساء اكثر عرضة للابتزاز الرقمي المتمثل بالتشهير والتهديد والاستغلال.

ان اكثر ما تحتاج اليه المرأة هو الدعم المعنوي والاقتصادي وضمان الحصول على حقوق متكافئة ولاسيما في المجالات التعليمية والتربوية مع توفير اوسع لفرص المشاركة في العمل والنـــشاطات المجتمعية البناءة، مع ضرورة تغيير الصورة النمطية للمرأة عبر اطلاق حملات توعوية ودعوة المنظمات ذات الصلة لتطوير قدراتها وتمكينها.