جبار عكار قبل رحيله

محمد مجيد الدليمي

مطرب البادية الشهير , تميز بصوته البدوي الشجي ,  غنى الابوذية والعتابة والسويحلي وبيت النايل , بصوته ينقلنا الى عالم البادية ومضايف الكرم والشجاعة و بيت الشعر و دلال القهوة العربية الاصيلة...

انه مطرب الربابة , رائد الاغنية البدوية الراحل جبار عكار (1922-2009 )  سمعناه وما زلنا نسمعه من خلال التسجيلات الصوتية , عتاباته الحزينة  تزيل الهم والحزن  ...في العام  (2005 )  , كاتب السطور وبرفقة المصور الصحفي كريم كلش , زرنا مطرب البادية جبار عكار , في شقته المتواضعة ضمن بناية قديمة في منطقة بغداد الجديدة , حيث كان طريح الفراش , يعاني من المرض والشيخوخة والعوز المادي .

فكان لنا معه لقاء صحفيا اطلعنا فيه على احواله  وظروفه الصحية والمادية , حيث وصل به الحال بيع الة الربابة التي كان يعزف عليها , وعلى اثر ذلك  نشرنا عنه مقالا صحفيا ,  ناشدنا فيه وزارة الثقافة انذاك ,  لمساعدته وانقاذ حياته وتخصيص راتبا شهريا  له .

كما بادر الاديب والاعلامي المعروف سالم العزاوي( رحمه الله ), الذي كان يعمل معنا, الاتصال بالمسوؤلين في وزارة الثقافة وناشدهم يالاسراع  في انقاذ رائد الاغنية البدوية جبار عكار من ظروفه الصحية والمادية  الصعبة , وعلى اثر ذلك تم ارسال مندوبين من الوزارة لزيارته والاطلاع على احواله ووضعه  ,  بعد ذلك تكررت زيارتنا  له للاطمئنان عليه .

و قد ابدى الراحل عكار ارتياحه من زيارتنا  له  وبدا رغم مرضه , يتمازح مع المصور الصحفي كلش , الذي كان معجبا ومولعا بصوته , ويحفظ عتاباته ,  و قال لنا   : سوف اسمعكم ابيات شعر عامية ,  كتبتها عن نفسي , ثم  قراها لنا وفي قلبه الم وحسرة ومفادها :

مكرم تراني اصبحت , بفراشي اجر حسرات

والحيل مني ركس والعيون عميانات

خلصت عمري بطرب وكيف وبونسات

مدري تالي الوكت امشي بدرب عثرات .

بعدها اضاف عكار( رحمه الله ) قائلا : ساقدم لكم هدية تثمينا لجهودكم وتفضلكم لزيارتي والاهتمام بي , قلنا له ما هي هديتك يا ابو ستار وانت في ظروف مادية صعبة , رد علينا قائلا : ساقدم لكم عتابة حزينة بصوتي , ثم بدا يغني بصوته الشجي الحزين  :

ونيت ونة خفية بس الله دره بحالي    اني اشده بالي مدري اشتيهيالي

عليك يا غالي معذب احوالي         لقمان ما طيبو جرح البدلالي

ياذيب ليش تعوي حالك مثل حالي .

وعند سماع صوته  البدوي الحزين , الذي بدا لنا ,  صوتا صافيا حنينا  , لم يتاثر بوضعه  الصحي  المتدهور , حيث  ابكى افراد عائلته , و ذكرهم بايام عزه وشبابه وتالقه وشهرته .

وعندما توفي (رحمه الله) في العام  (2009 ) حضرنا مجلس عزاءه  في منطقة بغداد الجديدة  و نشرنا له  مقالا  فيه نعي واستذكار بعنوان :رحل جبار عكار وهو يردد يا ذيب ليش تعوي حالك مثل حالي .