الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خطوات حزب الـله المقبلة

بواسطة azzaman

خطوات حزب الـله المقبلة

محمد حسن الساعدي

 

بدءً علينا أن نفهم أن المعركة اختلفت تماماً عن السابق،وأن الصراع الدائر اليوم هو حرب المعلومات وأن ما يمتلكه حزب الله عن آليات الردع ضد إسرائيل خلال الفترة التي سبقت الهجوم الاسرائيلي الاخير والذي راح ضحيته أحد القيادات المهمة لدى حزب الله،لانه بالغ الاهمية في المساعدة عل توفير قراءة وفهم لطبيعة الرد الذي سيقوم به حزب الله على هذا الهجوم.

شن حزب الله العديد من الضربات الموجعة على مواقع عسكرية إسرائيلية رداً على الاستهدافات المتكررة واغتيال عدد من قادة حزب الله،وتكثيف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة وبدون طيار في العمق الاسرائيلي المحتل بما في ذلك أنظمة الاستخبارات ومراكز الاستطلاع وعدد من معسكرات الجيش في العمق الاسرائيلي. حزب الله نشر في حزيران وتموز عدد من مقاطع الفيديو اظهرت تصويراً جوياً لمواقع إسرائيلية وبصورة مفصلة ومباشرة،بما في ذلك القواعد والبنى التحتية الاساسية والمناطق الحدودية في شمال فلسطين المحتلة وأعلن عن استعداده للحرب حيث كشف عن قدراته الصاروخية والطائرات بدون طيار وقدرته على استهداف المناطق الاكثر أهمية في العمق الاسرائيلي،ما جعل المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يتراجعون قليلاً عن هدف الحرب ضد لبنان،وبدأ الحديث عن ضربات محدودة في جنوب لبنان.

سعت واشنطن الى حماية إٍسرائيل من خلال تهدئة الصراع بعد توسع عمليات الاستهداف والتي كانت تتمحور ضمن شريط حدودي عمقه 7 كيلومتر حتى وصل عمليات القصف الى أكثر من 35 كيلومتر ما أستدعى تدخل واشنطن في هذا الامر عبر زيارة للمبعوث الخاص للولايات المتحدة الامريكية الى لبنان في حزيران الماضي وطلب من حزب الله تقليص هجماته بالطائرات بدون طيار في محاولة للحد من شدة الصراع المتزايد.

إسرائيل الدولة الصغيرة والتي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، بشكل كبير على جنود الاحتياط للحفاظ على سمعة جيشها،ومع دخول الحرب في غزة شهرها الحادي عشر، وتصاعد حدة التوتر في شمال فلسطين، أصبح العديد من هؤلاء المقاتلين على وشك الانهيار،خصوصاً في ظل الإرهاق والإحباط المعنوي،وفي ظل الوضع النفسي يتصارع هؤلاء المقاتلون من أجل الموازنة بين الأسرة والعمل والخدمة العسكرية، في حين تتزايد الأعباء الاقتصادية الناجمة عن غيابهم عن اسرهم. الضغوط على القوى العاملة العسكرية هي أحد الأسباب التي تجعل المسؤولين الإسرائيليين مترددين في شن حرب شاملة ضد حزب الله، والتي تتطلب نفس جنود الاحتياط المنهكين للقتال ضد قوة عسكرية متفوقة بكثير مثل حماس، والذي يكشف عن نقاط ضعف طويلة بالنسبة لإسرائيل في مواجهة احتمالات الصراع  مع حماس من جهة وحزب الله من جهة اخرى التي يصعب التغلب عليها في السنوات القادمة. رد حزب الله أتٍ لا محالة،وبالتعاون والتنسيق مع المحاور الاخرى في المنطقة والتي لن تتوانى في ضرب إسرائيل متى اتفقت هذه القوى على ساعة الصفر والتي بالتأكيد ستكون مختلفة تماماً عما سبق من صراع سيكون بلا شك مرير على المنطقة ويترك أثراً بالغاً على استقرارها، ولكنه في نفس الوقت سينهي اكذوبة»البعبع الاسرائيلي» وقصص الخرافات التي نسمعها عن قوة الترسانة التسليحية للكيان الاسرائيلي والذي بالرغم من كل الدعم الأمريكي المقدم، الا انه بات واضحاً انه الى زوال .

 

 

 


مشاهدات 347
الكاتب محمد حسن الساعدي
أضيف 2024/08/10 - 1:41 AM
آخر تحديث 2024/11/23 - 7:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 156 الشهر 10074 الكلي 10053218
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير