لا يخلو أحد من المسؤولية
حسين الصدر
-1-
روي عن الرسول الأعظم (ص) انه قال :
« كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته،
فالامام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته ،
والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ،
والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ،
والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته ،
والرجل راعٍ في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته ،
فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته «
-2-
اختار الكثيرون إعفاء أنفسهم من كل المسؤوليات ..!!
وأناطوا المسؤولية بالحكومة التي يتعين عليها القيام بكل ما يجب القيام به من تأمين الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء وتهيئة المستشفيات والمعاهد العلمية على اختلاف مستوياتها ، مضافاً الى صيانة المواطنين من الاخطار والاضرار عبر توفير الأمن .
وليس صحيحاً على الاطلاق إعفاء المرء نفسه من كل المسؤوليات ، ذلك انّ المجتمع عبارة عن أسرة كبيرة ، وكل فرد من أفراد المجتمع هو جزء لا يتجزأ من هذه الأسرة الكبيرة التي يجب أنْ يتعاون ويتكاتف أفرادها على ان يسيروا بها الى مرافئ السلامة والاطمئنان بعيداً ، عن الكسل والاختلاف والنكوص عن الاسهام الفاعل في توفير ما تحتاجه على كل الصعد والمستويات .
-3 –
انّ نظافة الشوارع مثلا مسؤولية عُمّال التنظيف في البلدية ولكنّ ذلك لا يعني ترك الحبل على الغارب عند المواطنين حتى كأنَّ تراكم الأوساخ والقاذورات لا تعنيهم من قريب أو بعيد ..!!
-4-
لقد أهمل بعض أولياء الأمور مسؤولياتهم إزاء أولادهم وعوائلهم ،
وأهملت بعض الأمهات القيام بما عليهن من العناية والسهر على أبنائهن تاركات ذلك للخادمات .
وقديما قيل :
« ليست المستأجرة كالثكلى «
فأدّى ذلك الى خلل واضح في مدى عمق الصلة والارتباط بين الأبناء والآباء والأمهات وانعكست الآثار السلبية لذلك الخلل على المجتمع بأسره.
-5-
والخلاصة :
ان المسؤولية تضامنية لا يسوغ لاي مواطن أنْ ينسحب من ميدانها قبل أنْ يؤدي ما عليه لأهله وناسه ومجتمعه .
انّ المشكلة الحقيقية تكمن في أنَّ معظم الناس يأخذون ولا يُعطون،
وهذا ما يعكر الأجواء ويفاقم الأعباء .
ولم تكن صدفة عابرة ان يكون خيرُ الناس مَنْ نَفَعَ الناسَ -كما جاء في الحديث الشريف – .
طوبى للعاملين المخلصين الذين يقدرون عظم المسؤولية وينهضون للوفاء بها دون ملل أو كلل .