فاتح عبد السلام
في عز موسم السياحة وعودة المغتربين الى بلدان عربية لقضاء إجازة الصيف، تغير كل شيء، مع تبديل خطوط جوية عالمية عديدة جداول رحلاتها وإلغاء بعضها تحسبا من ضربات صاروخية تهدد بها ايران انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حين كان ضيفها الأبرز في حصن الحرس الثوري.
الى متى يبقى العالم، وخاصة دول المنطقة القلقة من تداعيات داخلية وخارجية في انتظار ان تطلق ايران ثلاثة او أربعة صواريخ او حتى مائة صاروخ، واحد منهم سيحرّر المسجد الأقصى، والثاني سيعلن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، والثالث سيحرر ما تبقى من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والرابع سيشل القوة الجوية الإسرائيلية ويعطل قواعد مقاتلات إف 35. والخامس سيعلن الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني من دون التقسيم المُذل بين الضفة والقطاع.
سنذهب مع “فرضية” الاختراق الاستخباري الحاد الذي نفذته إسرائيل، ولا نمشي مع نظريات المؤامرة الشائعة على وقع المثل القائل ، يقتل القتيل ويمشي في جنازته ، وان هذا الاختراق اهان « الكرامة العسكرية والسياسية الإيرانية» وانّ رد الانتقام عادة يكون من نفس جنس العملية التي كانت في عقر الحرس الثوري. ولا ينبغي ان يكون الرد الإيراني ماراً عبر دول ليست طرفاً في هذا الصراع النفوذي بين دولتين، فلا تحتمل سوريا او الأردن او العراق فضلا عن لبنان تداعيات هجمات إيرانية تخترق اجواءها بما يهين سيادتها، وانه اذا كان الإيرانيون يعتقدون انّ أحداً في العراق لن يفتح فمه لانتهاك أجوائه بالصواريخ والمسيرات المقاتلة، فإنّ هناك دولا أخرى مستقرة وترفض أن تكون ساحة صراعات ومفاتيح توقيتاتها بأيدي غيرهم.
مثلما تعرّض إسرائيل المنطقة كلها لخطر تداعيات شتى برفضها وقف اطلاق النار والخروج من قطاع غزة بموجب الاتفاق الذي وافق عليه الطرف الفلسطيني عبر الوسطاء ، فإنّ انخراط ايران في قتال « البلوتوث» لن يجلب سلاما لأحد.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية