وللإستشارة مزاياها
حسين الصدر
-1-
تكشفُ الاستشارةُ عن هُويةِ المستشير وتوضح بجلاء انه ليس من المستبدين برأيهم وانما هو من الباحثين عن الوصول الى أحسن الحلول عبر الوسائل المتاحة .
-2-
ربما تخدعُ النفس صاحبها فتصده عن التوجه الى استشارة ذوي العقول، حيث تزيّن له قدرته على ابتكار الحل، بينما الاستشارة تعني في ما تعنيه ضم عقول الاخرين الى عقلك ، ولاشك إنّ المحصلة النهائية ستكون أكثر نضجا وأحسن آثارا .
-3 –
لن يخسر المستشير شيئا ، والربح متوقع بل قد يكون مضمونا متى شاور اهل الخبرة والتجربة من ذوي البصائر المخلصين .
-4-
« والمستشار مؤتمن «
أي ان عليه أنْ يُدلي برأيه وفقا لما تتطلبه الأمانة من صدق وصراحة وبعْدٍ عن كل ألوان التلاعب والتحايل بالرأي، وشتان بين المستشار الخائن وبين المستشار الأمين الذي لا يحيد عن الحق .
-5-
ومن الروائع في هذا الباب قول القاضي ناصح الدين الارجاني ت 544 هـ
شاورْ سواك اذا نابتك نائبة
يوماً وإنْ كنتَ مِنْ أهلِ المشوراتِ
فالعينُ تنظر منها ما نأى ودنا
ولا ترى نفسها الاّ بمرآةِ
فالمستشار كالمرآة تريك الصورة دون ان تتلاعب بها على الاطلاق .
-6-
والغريب ان صاحب هذين البيتين الجملين كان يعتبر نفسه أشعر الفقهاء وأفقه الشعراء ..!!
ولا يحسن بالإنسان انْ يزكي نفسه
قال تعالى :
( فلا تزكوا أنفسكم)
النجم /32
-7-
انّ مشكلة المعجبين بأنفسهم قديمة جديدة ،
وقد ابتلينا في العراق الجديد بمن يرون انفسهم قد بلغوا الغاية في القدرة على تصريف الأمور والتعامل الصائب مع الأشخاص والاحداث وما هم كذلك، وهذا هو أحد اسرار تفاقم الازمات والمشكلات .