الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في روزنامة إيران لن يبرد آب

بواسطة azzaman

في روزنامة إيران لن يبرد آب

عباس الجبوري

 

1-من ساعة اعلان استشهاد اسماعيل هنية ..دبت الحرارة سريعاً في أسلاك الهواتف الارضية ..والهواتف النقالة بخدماتها المتنوعة ..كتابة ورسائلاً..ومقاطع صوتية..على أطراف الخطوط المترامية على طول الصحارى والمسافات ..وعابرة المحيطات والبحار عبر الكيبل الضوئي وغيره..لدول متجاورة ودول متناثرة ..ودول عتيدة ودول بعيدة ..أفراداً وجماعات..وزراء ومسؤولين..مخابرات وخارجية..ملوكاً وامراء ورؤساء.. وعساكر وبنوك..وحتى..سحرة وعفاريت وكهنة..من بني شيبان ..وغسان ..ورومان..

2- كل فرد تحدث مع نفسه ومستشاريه ..قبل ان يرفع هاتفه ليتبادل (الخوف والحب) مع الاخرين في مواقع التأثير والقرار ..وهنا حضرت المصالح بصورها المتعددة..ذاتية..أمن قومي..إقتصادية....سلام عام..صداقات..مصالح….رد جميل..بقاء الانظمة..حضركل الاحتمالات والمصالح وغابت واحدة..وهي (الانسانية) التي تتمزق في غزة منذ عشرة شهور بقساوة بالغة ..تسابق الموت ..

3-كل الذين تراسلوا وسافروا وحاوروا مع صاحب الشأن ..وولي الدم..(وساحب الاقسام)..و(ناشر الصواريخ) ..كانوا يتحدثون بصوت خافت تتخلله خيوط الرجاء ..وكان الايرانيون يستمعون ب(أذن واحدة)..لان الاذن الاخرى كانت تستمع لاحتياجات الرد وطلبات المقاتلين وتستشير في توقيت البداية..وكلمة السر  (العسكرية ) ..وهنا زادت مخاوف الوسطاء ..فراح كل واحد منهم يجتهد في بحث جديد ..

4-الان..وبعد موسم التفاوض والمراسلات والوساطات.. وبعد أن أيقن الجميع ب(حتمية الرد)..أخذت الوساطات والعروض تبحث في عنوان آخر وهو(اليوم التالي) للرد الايراني..وهنا كان المفاوض الايراني (مسؤولا ) في فتح (خيارات بعد الرد) ..ومسؤولية الاخرين في (إقناع العدوالصهيوني) بعدم (الرد على الرد) لتتحرك الوساطات في شوارعها الرئيسية العامة وتحت الاضواء الكاشفة للنوايا والاسرار.

اعتبارات حمراء

5-كان على طرف الخط ..الاردن..لبنان…عمان..فرنسا..ايطاليا…بريطانيا..قطر…العراق..باكستان…سويسرا.. وكان على الطرف الاخر (مسعود بزشيكان) الرئيس الايراني الجديد الذي (دشن) يومه الاول باعتداء (مس الشرف) المصنف بأعلى درجات الاعتبارات الحمراء (التي لا يسلم حتى يراق لها الدم) كما رآها المتنبي الشهيد ..فلم يجد مسعود بزشكيان الا عباءة المرشد (يتدفئ)بها من (برودة الدم الاصلاحي)في شهر آب الحارق للاوراق والتنظيرات و(اللغات) ..فردد ماقاله المتنبي (لايسلم..) وسمعها الجميع ..

6- المرجفون..صوت لفرد او مجموعة او دولة ..في كل زمان ومكان مهنتهم ووظيفتهم واحدة  وهي (اشاعة ثقافة التهويل والتنكيل) ..بجناحيها ….تهويل ينتج ويوزع الجبن ..وتنكيل ينتج ويوزع الادانة..ليمنع صناعة (موقف) وتكريس (عقدة النقص) في أوساطهم وقراهم ومدنهم وصحفهم ومنابرهم ومدارسهم وبيوتهم…وعلى مواقع التواصل (السريعة ) والنشطة والمفتوحة  لكل عنوان (صغير)..اوكما يسموه (كلام نواعم) ..بأظافر طويلة وملونة..

7- هل احترق الحلف الاقليمي الذي تصدى للمسيرات الايرانية على حدود وسماء الاردن ومصر وشواطئ الخليج..خشية من حجم المواجهة وشدة النيران وحماسة الشعوب التي بكت بعيون محمرة لمقتل هنية (الاسم والعنوان والاسرة)….أم سيعاد انتاج الحلف (سياجا )و (قبة حديدية عربية) تمنع البريد الايراني السريع والخاطف من الوصول الى عناوينه الحصرية ..وما ينتج عن ذلك المنع من (شراكة )مع الصهاينة كما يعرّفها الايرانيون …وما  يحذّرون منها.. بلسان ناري مبين..

8-(المعادلة النفسية) الى الان كسبها الايرانيون الذين راحوا يدقون طبول الحرب والموسيقى العسكرية ويرفعون العلم الاحمر ..على طريقة (عبقريةكمون) التي لعبت على عنصر الوقت في إتلاف أعصاب العدو  وهي تطحن (الهواء) في (هاون-جاون-قديم).. كان هناك طول نفس حائك كاشاني..وذكاء لبناني فرش المعادلة النفسية على (ليالي وأياماً) حسب درجات الحرارة والتفاعل والانفعال وسرعة اكتظاظ العدو في الملاجئ الارضية التي تكثر بها الصراصير والعقارب في شهر حار وهي تبحث عن مكان بارد ورطب  لايزاحمها به حشود الخائفين وأطفالهم الذين يصرخون من الصراصر  التي تشاركهم الوسائد ..

9- (نشوة النصر) التي انتعش بها نتن ياهو بقتل قادة فلسطينين ولبنانيين لم تدم طويلاً ..بعد ان انهال عليه اللوم من الخارج والداخل ..فقرر الهروب الى الامام بادعاءات القدرة والقابلية على دخول المعركة المفتوحة على كل الجبهات ..والتي الى الان لم يستطع ان يتصور (شكلها ولونها)….وهو الان (ينتظر) بعد ان كان(يبادر) ..وهنا فرق ميزان كبير بينهما ..وهو لايرى امامه الا الاستمرار في الحرب او سقوط حكمه وانتظار محاكمة له ….وهو المعروف عنه بسرعة المشي في الاحوال الطبيعية ..فكيف ستكون هرولته الى ملجئه في عشر دقائق..عمر البريد الواقف على باب مكتبه

10- متى الرد؟…يجيب مسؤول أمني كبير .. الرد بدأ من تغريدة المرشد قبل خمسة أيام .. والحرب والرد ..توقع الخسارة المادية والمعنوية للعدو ..وقد بلغت الكثير .. أما نحن الذين ننتظر  الرد ..أو الغد ..أو المفاجأة..ربما ستطول علينا الدقائق والساعات.. من فرط الحب ..أو الخوف..أو المجهول .. بمشاعر نحيفة أدق من الخيوط ..وهي تتدلى عناقيد أمل.. وقطرات رحمة عجنت بها نفوسنا بطينة الفرات النادم والتائب وهو الممنوع ان يرش أطفال كربلاء برذاذ زلاله على شفاه ذابلة ..لم  تسقط الا بعد موكب سبي  مهيب الى (خرابة) بجوار غزة ..لتسمعها انشودة التحدي..(وما أيامك الا عدد)..

 مجلس النواب العراقي


مشاهدات 24
الكاتب عباس الجبوري
أضيف 2024/08/07 - 4:32 PM
آخر تحديث 2024/08/08 - 7:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 178 الشهر 3075 الكلي 9978619
الوقت الآن
الخميس 2024/8/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير