كاظم الرويعي طائر غريد يرحل بصمت

ليلة ويوم ويم داركم وياعشكنه عناوين لقصائد عالقة في الذاكرة

بابل -  كاظـم بهَـيًـة

الكل يعرف بأن الشعر الغنائي  اساس كل اغنية  وسبب مهم في نجاحها،وقد برز في هذا المضمار الكثير من الشعراء ارتقوا بمستوى الاغنية العراقية،  وواصلوا هذا الارتقاء بمسيرتها نحو الطريق السليم،  ووهبوا العمر من اجل ديمومة الاغنية،واليوم نستذكر واحدا من المبدعين الذين تمكنوا من كسر طوق الجهود ومخلفات الماضي،فالشاعر طاقة إبداعية هائلة مكنته من التعامل مع المفردة الشعرية بحس مرهف وشفاف، انه الشاعر الغنائي الراحل كاظم الرويعي، (1941 المدحتية – بابل)، والرويعي  قمة شامخة من قمم الشعر والغناء، وطاقة شعرية ابداعية هائلة مكنته من التعامل مع المفردة الشعرية بحس مرهف وشفاف، ومن خلال هذا جعلته ان يتربع على عرش الاغنية العراقية،  لقد بذل الرويعي الى جنب زملائه شعراء الاغنية، الكثير من الجهد المضني من اجل ان تقف الاغنية العراقية  رافعة الرأس بين اغاني الامم، واستطاع ان يضيف للقصيدة  الصورة المعبرة النابضة بالحب  وللأغنية العراقية ملامح خاصة كان يشار اليها من بين الاغاني آنذاك، حتى فاز بالعديد من الجوائز الغنائية الكبرى للسنوات 74-75 - 1976، اذ كتب للحب، للوطن، للصباح وعيون الاطفال، فأغانيه بلغت حد الهوس والعشق فيها مثل : گلايد  - وضوه خدك - وسلامات - صبر اشموع - ليله ويوم - عادو الغياب - تريد مني التفاح-  - على الله ويازماني - للدكتور فاضل عواد و(تواعدنه - على شط الفرات - صحينه من الهوى)،  لياس خضر و(يمته الگاك - بنية من الحولي - ليله ويوم - تناشدني عليك الناس- والله يازمن- اعاتب من – اشوفچ بكل عين طيف - فتح القداح -غنيلي يلغنيتلك) – لسعدي الحلي و (يا عشگنه)  لفؤاد سالم وشوقية العطار-و(سلامات.- يم داركم -  يلومون – سنة وچفوفكم) لحميد منصور  و(بشروني) لعارف محسن  و(يابو طرمبيل) لرعد ميسان و(ياسفانه) لعبد الصاحب شراد و (يافيض) لقحطان العطار و(أخذ شوگي - و  حلو يمسرح الگذله عالعيون) لصباح السهل و(لا تروحون) و(يدنيه حبينا وتصافيا) لستار جبار و(نهر عطشان) و (انه وانت)و (يگولون باچر تمر)  لطالب القره غولي و(لاتبعدون) لغاده سالم و(نوم الگصايب) لرياض أحمد،والقائمة تطول بالأغاني التي كتبها شاعرنا الرويعي، والتي لحنها كل من :محمد نوشي - طالب القره غولي -محمد جواد أموري - عبدالحسين السماوي - محمد عبدالمحسن – حميد البصري - ,و غيرهم الكثير ,  وغنتها حناجر كبار مطربي السبعينات والذي اصبح له رصيدا غنائيا يقارب اكثر من اربعمائة اغنية.

اوبريت تلفزيوني

ومن الجدير بالذكر ان الرويعي، اول من كتب الاوبريت التلفزيوني عام  1969،فكانت (لوحة الارض) اول باكورة اعماله في هذا المجال،وهي تتحدث عن نضال فلاحين والتصاقهم بارضهم ضد عهود التسلط والرجعية واعوانهم من الاقطاع، الى ان شع فجر الجمهورية وتم تشريع قانون الاصلاح الزراعي، اضافة لكتاباته  ثلاث لوحات اذاعية هي (شع النهار) و(العيد الجديد)و(شوگ الديرة) سجلت في حينها لاذاعة بغداد .

 ومازال الرويعي ، في ذاكرة الناس والعشاق والمحبين كلما استمعوا لأغانيه وخاصة اغنيته الشهيرة والرائعة،  التي مازالت تعيش في قلوب واحاسيس ابناء  الوطن، التي امتازت بروعتها  بصدقها  بكفاحها،والرويعي كاظم، طائر جميل يكره الاقفاص يعشق التنقل بين الخمائل فوق الاجواء ليبارك مواعيد العمل ومطارقهم ومناجل الفلاحين في حقولهم،  ومن كل هذا جاءت اغنيته الجميلة (يا عشگنه)، التي لحنتها انامل الفنان  حميد البصري وأداء الثنائي  فؤاد سالم وشوقية العطار :

ياعشگنه فرحة الطير

اليرد لعشوشه عصاري

ياعشگنه من  سوابيط العنب

 ونحوشه عصاري

گاعنه فضه وذهب وأحنه شذرها

ياحلاة العمر لو ضاع ابعمرها

ياعشگنه.. يا عشگنه وفي تسعينيات القرن الماضي، اضطر الرويعي، اسوة بزملائه الذين غادروا الوطن،واستقر به المطاف في العاصمة الاردنية عمان،حتى رحل رحلته الابدية عام 2002، بصمت غربته ونارها الكاوية، بعد ان عاش الام والمرض  ودفن في مقبرة الغرباء في عمان .   فغادرنا، دون وصية سوى الاغاني  والقصائد التي ضمتها دواوينه المطبوعة وهي :  (البيرغ -1968) و(الفجر وعيون اهلنه- 1975)، تاركا ورائه الاغنية تأن ليل نهار من الجرح الذي تركه  في جسدها ولم يندمل،  الذكرى الطيبة لكاظم الرويعي.. الشاعر الذي غنى للحب للوطن للناس.