عمليات التجميل تحت المجهر
أطباء: معظم النساء يرغبن بالجسم الكيرفي
الرمادي - محمد علي شاحوذ
منذ القدم أحب العرب المرأة البدينة الضخمة , واعتبروا ان نصف الجمال يكمن في البدانة, واطلقوا عليها «خرساء الأساور» كناية عن رسغٍ ممتلئ يمنع ارتطام الأساور ببعضها ، وتغزل العرب قديما بالنساء الممتلئات، وفي ذلك يقول الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في معلقته وهو يصف حبيبته الضخمة : (ومَأْكَمَةً يَضيقُ البابُ عَنْها، وَكَشْحا قد جُننت به جُنونا), بينما ذمت العرب النحيفة, بل انهم كانوا يتعوذون بالله من (الزلاء) أي خفيفة الشحم, فقالوا: ( أعوذ بالله من زلاء ضاوية ** كأن ثوبيها علقا علي عود), وتوج المتنبي حب العرب للسمينات بإحدى قصائده الشهيرة: (ما أوْجُهُ الحَضَرِ المُسْتَحسَناتُ … بهِ كأوْجُهِ البَدَوِيّاتِ الرّعَابيبِ), والرعابيب جمع لكلمة «رعبوبة» وتعني «المرأة الممتلئة البيضاء, غير أن الحال تبدلت اليوم واصبح هوس التجميل المطلب الاول لكل بنات حواء, بل شملت حتى الرجال, وأغلب اسبابها لأغراض تجميلية عدا البعض منها يأتي في الحالات الطارئة.
وفي بلد مثل العراق الذي شهد انفتاحا غير مسبوق, انتشرت حمى عمليات التجميل واجتاحت كل المدن, ومعها برزت الكثير من المشاكل, واثير الكثير من اللغط, ومن اجل ذلك ارتأينا اللقاء بواحد من ابرز اطباء جراحة التجميل في بغداد وهو الدكتور الاختصاصي محمد ناجي الذي أجرى المئات من عمليات التجميل وبرع في تغيير ملامح اجساد الكثير من النساء, وبحسب الدكتور فإن أكثر عملية تشهدها ردهات العمليات هي التي تخص تجميل الانف ثم تليها عمليات نحت الجسم.
الجسم الكيرفي
ويوضح دكتور محمد ان اغلب النساء يرغبن بالجسم الكيرفي ( Curvy Body) وهو مصطلح دارج ويعني الجسم ذو المنحنيات الأنثوية الواضحة والمـــقاسات النموذجية للجسم، حيث تكون الأكتاف والصدر مشدودين ومنحوتين، والخصر واضح ومنخفض إلى حد ما، والأرداف والمؤخرة أيضاً لهم منحنيات مع وجه يطلق عليه ( وجه البطة) الذي يتضمن شفاه منفوخة، وانف صغير وخدود منفوخة، ويكشف الدكتور عن أكبر المشاكل التي تواجه طبيب التجميل هي ما تتعلق بمنظومة التعقيم الخاصة بصالة العمليات والفريق الطبي المساعد, ويتخوف غالبية الاطباء من أي خرق في هذه المنظومة والذي قد يتسبب بالتهاب خطير وبالتالي حصول مضاعفات تؤدي ربما الى فشل العملية بالكامل، ويشتكي دكتور محمد من بعض المراجعين والمراجعات الذين لا يتمتعون بالقدر الكافي من الثقافة الطبية المطلوبة في الفترة التي تعقب اجراء عمليات التجميل, ويشير الى وجود مشكلة معقدة تتمثل بابتزاز الاطباء خاصة من قبل بعض المرضى الذين يلجئون الى الحلول العشائرية طلبا للتعويض, ويستطرق ان من المهم ان يأخذ الطبيب بالاعتبار قابلية الجسم وتحمله من اجل اجراء عملية النحت, وعليه أن يتجنب اجرائها في عمر المراهقة وعمر ما بعد الستين الا في الحالات الطارئة, لكونها عملية تستنزف طاقات الجـــسم، وأكثر ما يخيف اطبــــــــاء التجـــميل في عملياتهم هو النزف الذي قد يحصل خلال العملية, اضافة الى (الخثرة) التي تحصل في الرئة كأحد المضاعفات والتي قد تؤدي الى الوفاة.
لا وجود لفريق نسائي
يجزم دكتور محمد أن لا وجود لفريق طبي نسائي جراحي متكامل في عمليات التجميل، اذ ترغب معظم النســـــاء وذويهم أن تكون العملية بأيادي نسوية تماما وهو الامر الذي تم استغلاله اعلاميا كعامل جذب لاستقطاب النساء الى العمليات, اذ لا يخلو أي فريق من وجود عناصر ذكورية ان كان في فريق التخدير او مساعدي العمليات, او من المعينين.
وأوضح الدكتور ان الكثير من المراجعات يلجأن الى عمليات التجميل من أجل الظهور بعمر اصغر وللحفاظ على شبابهن, وارضاء لأزواجهن، اذ تعتقد كل زوجة ان تجميل جسمها سيمنع زوجها النظر الى غيرها, مع ان بعض الازواج لن يكتفون بزوجة واحدة حتى وان كانت اجمل من (مارلين مونرو).
ويبين أن طبيب التجميل مطلوب منه ومن خلال عمليات النحت التي يجريها أن يرضي جميع الاذواق ابتداء من صاحبة العملية مرورا بزوجها واهلها وصاحباتها وبنات الحي كلهن وقد يسمع الاف الآراء والملاحظات التي تخص مريضة واحدة، ويرى الدكتور محمد ناجي الذي يعشق كرة القدم من خلال اللاعب (ميسي)، ويستمع لأغاني كاظم الساهر ان الجمال مسألة نسبية, وان افضل هبة منحها الله لخلقه هو شكلهم الطبيعي, وهو شخصيا يحب كل الاشياء ان تبقى على طبيعتها وأن اغلى هدية حصـــــــــل عليها من مرضــــــــــاه هي عبارة ( رحم الله والديك) .
حينما ترى مراجعاته شكلهن الجديد بعد الانتهاء من العملية وقد اصبحن أجمل وارشق وقد تخلصن من الوزن الزائد.