الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أين موقعنا في مؤشر السعادة العالمي؟

بواسطة azzaman

أين موقعنا في مؤشر السعادة العالمي؟

أكرم عبدالرزاق المشهداني

 

يأتي إقرار الأمم المتحدة يوماً عالمياً للسعادة، اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتين عالميتين مما يتطلع إليه البشر في كل أنحاء العالم حيث دعت جميع الدول الاعضاء والمنظمات الدولية والاقليمية الى الاحتفال، بطريقة مناسبة لها، والاضطلاع بانشطة لتثقيف الجمهور وتوعيته في هذا الشان. ودعت الجمعية العامة الحكومات ان تستثمر في الظروف التي تدعم السعادة بدعم حقوق الإنسان وبدمج الرفاه والأبعاد البيئية في أطر السياسات العامة، مثل أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز فعالية الحكومات في دعم السلام والنظام الاجتماعي.

        ولكن ما هو مفهوم السعادة؟ وهل تنتج السعادة من الرضا؟ هل تتحقق السعادة بإرضاء غرائزنا وتحقيق رغباتنا؟ يبدو أن «مفهوم السعادة» اليوم في حاجة لإعادة تعريف، وإعادة تقديمه للناس؛ بعد أن أصبح بسيطا لحد التعقيد، فكلنا نود أن نكون سعداء؛ لكن حين يسألنا شخص سؤالا بسيطا «ما هي السعادة؟» لا نستطيع الإجابة؛ لأن المفاهيم اختلطت وتعقدت، ما بين السعادة والرضا والرفاهية، وتخفيف الألم، والنجاة من الموت، والبحث عن حياة كريمة، والسعي وراء الرزق ومكملات الحياة. كل هذا قد شوَّش ما يمكن أن نراه «سعادة» تستحق أن نحيا بها، فإن لم يتحقق ذلك ولم يكن هناك معنى للحياة يضيف بعدا من المتعة والرضا؛ فما فائدة الحياة؟يختلف منظور ومفهوم السعادة من فرد لآخر؛ إلّا أنها شعور عام يشعر ويشترك الناس به؛ أي أنها متاحة في يد الجميع، فالناس تختلف في طباعها واتجاهاتها؛ حيث قد يرى البعض السعادة بالمال والبعض الآخر يراها بالإنجاز والنجاح، كما من الممكن أن الفرد ذاته قد تختلف نظرته للحياة وللمؤثرات التي حوله باختلاف أطواره الزمنية وظروفه وأحواله، ولكل طور زمنية أو مرحلة عمرية أفقها الخاص الذي يعيش الفرد بداخله، وفي الوقت الذي يحصل فيه الفرد على ما يلائمه وما يسعى إليه فإنه يعيش بهذا التلاؤم شكلاً من أشكال السعادة بحصوله على ما كان يسعى إليه بالرغم من الصعوبات المختلفة التي واجهته، وبشكل عام فإنّ السعادة هي شعور نسبي بختلف باختلاف قدرات الفرد وإمكاناته ودوافعه؛ إلّا أنّها تُعتبَر القَدَر أو الظرف المشترك بين الناس الذي يعود عليهم بالخير والمنفعة.      يعتمد التقرير ستة معايير لقياس السعادة اي مؤشرات السعادة في دول العالم، منها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط عمر الفرد، وحرية اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى جودة الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الفساد، وانتشار العدل.

درجات السعادة

      ووفقا لمؤشر السعادة العالمي الذي يقيس درجات السعادة في 156 دولة، نرى أن دول شمال أوروبا تحتل المراتب الأولى من المؤشر منذ أن بدء إصداره عام 2012، حيث جاءت فنلندا في المرتبة الأولى، أسعد دولة في العالم، ما يعني أن فنلندا تصدرت للعام الثاني على التوالي.

 وذلك ضمن تقرير السعادة العالمي الذي تصدره شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة بصورة سنوية. ويرجع احتلال فنلندا الدولة الأسعد في العالم إلى جودة التعليم ومعدل الإلمام بالقراءة والكتابة بنسبة 100 بالمئة، كما تتميز بأعداد كبيرة من البحيرات تمكنها من تجنب قضايا المياه، وهي واحدة من الدول الأعلى تصنيفا في السياسات التجارية الجاذبة، وهي كذلك الأفضل أداء في العديد من مقاييس الأداء الوطني بما في ذلك القدرة التنافسية الاقتصادية، ونوعية الحياة والتعليم والتنمية البشرية ونظام الرعاية الصحية الممتازة، إضافة إلى انخفاض تكلفة وسائل النقل العام ونسبة الفساد.  وبعد فنلندا شغلت كل من النرويج والدانمارك وأيسلندا وهولندا المراتب الأربعة الأولى. وحلّت المملكة المتحدة المرتبة الـ15، اين العراق والعرب في مؤشر السعادة العالمي 2024؟

حلت دولة الإمارات في المركز 22 عالمياً في التقرير العالمي للسعادة متقدمة من المركز 26 عام 2023. كما جاءت في المرتبة الثانية على مستوى المنطقة. وجاءت قطر في المرتبة الثانية عربيا، و الـ29 على الصعيد العالمي، بينما جاءت روسيا في المرتبة 68، وليبيا 72، وتركيا 79، والجزائر 88، والمغرب 89، ولبنان 91، والأردن 101، وتونس 124، وجاء العراق في المرتبة الـ 126 عالميا، فيما حلت مصر في دول المؤخرة بالمرتبة 137، وجاءت كل من سوريا 150،  واليمن 152، والسودان 156، في ذيل المؤشر باعتبارها أتعس الدول عربيا وعالميا، فيما حلت بوروندي أتعس دولة في العالم.

 باحث قانوني وامني واجتماعي


مشاهدات 180
الكاتب أكرم عبدالرزاق المشهداني
أضيف 2024/07/28 - 3:54 PM
آخر تحديث 2024/08/31 - 8:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 191 الشهر 191 الكلي 9988813
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير