الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
زماننا .. ملجؤنا الحر

بواسطة azzaman

كلام أبيض

زماننا .. ملجؤنا الحر

جليل وادي

 

قد تكون شهادتي بجريدتنا الحبيبة (الزمان) مجروحة، وهي تحتفل بمناسبة بلوغها العدد (8000) ثمانية آلاف بوصفي أحد كتابها، بل قل : ابنها الذي يشعر بأنه الأكثر انتماء لها، وهذا حقا ما تخبرني به مشاعري، وتعززه تأملاتي في مسيرتها الطويلة التي فتحت خلالها الأبواب للجميع بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية واتجاهاتهم الثقافية وميولهم الفكرية، فمذ وطأت أصابعي صفحاتها بعمودي الاسبوعي (كلام أبيض) قبل ثمانية سنوات، لم أسمع بالصريح او التلميح تدخلا فيما أكتب، ومازالت محفورة في ذاكرتي العبارة التي كتبها الاستاذ الدكتور أحمد عبد المجيد رئيس تحرير طبعة العراق يوم اقترحت عليه تخصيص زاوية ثابتة لي : (على الرحب والسعة)، لقد نزعت ادارة تحريرها جلباب حراس البوابة الذين لا ينشرون الا ما يتوافق مع توجهاتهم باستثناء ما هو فني ومهني.

وهذا ما يميز الزمان عن غيرها، فضلا عن تمسكها بمسؤولياتها الوطنية والأخلاقية بالوقوف الى جانب الجماهير في قضاياها المصيرية، بالرغم مما لهذا الوقوف الواضح من تبعات واتهامات ونعوت تجانب الحقيقة بالمطلق، وفي هذا وما سأكتبه اجابة على الذين يسألوني لماذا تكتب في الزمان دون غيرها؟.

ان فضاء الحرية الفسيح الذي تتيحه الزمان لكتابها دليله ان غالبية رؤساء تحرير الجرائد الأخرى ما أن يغادرون مناصبهم في تلك الجرائد حتى يتجهون للزمان للكتابة فيها، والأمر نفسه ينطبق على بقية الكتاب الذين تنطوي مقالاتهم على آراء تتعارض مع اتجاهات تلك الجرائد، ولا أريد ذكر الأسماء فانتم تعرفونها جيدا.

ولن أتحدث عن كفاءة الكتاب الذين استقطبتهم الزمان من الذين باعهم طويل في العمل الصحافي الذي يمتد عند بعضهم ما يقرب نصف قرن من أمثال زيد الحلي والأساتذة الدكاترة هاشم حسن وياس خضير البياتي وعبد المنعم الأعسم ومجيد السامرائي، فضلا عن المرجع الديني السيد حسين الصدر، فكيف لا يكون للجريدة وزنها الثقيل وتأثيرها الكبير في الجمهور؟.

كثيرون يلوموني لإصراري على النشر في الزمان، وعدم اتخاذ المواقع الالكترونية بمختلف أشكالها منصات لنشر مقالاتي، بخاصة ان هذه المواقع سريعة الانتشار، وتحقق للكاتب شهرة أوسع وقراء أكثر، وان الحاجة لم تعد ماسة للنشر في الصحافة الورقية حتى وان كانت لها امتدادات الكترونية، وأود في معرض الاجابة عن هذه الأسئلة التي تأخذ شكل اللوم : ان لا شرعية مهنية لأي مقال منشور على المواقع الالكترونية، لا من حيث الشكل وأقصد بذلك مهارات الكتابة، ولا من حيث المحتوى، اذ ليس هناك من يحدد جودة هذه الكتابة ليسمح بمرورها من عدمه، ما جعل المواقع الالكترونية تعج بكم هائل من المقالات التي تفتقد لأبسط المعايير المهنية، لذلك يتعذر على تلك الكتابات اكتساب شرعيتها والكاتب هويته بوصفه كاتبا محترفا، ولكن عندما تمر الكتابات من تحت أنظار ادارة لا يُشك اطلاقا بمهنيتها وتجربتها الصحافية الثرية من أمثال الاعلامي الشهير سعد البزاز والدكتور والكاتب المحترف فاتح عبد السلام والدكتور البارز أحمد عبد المجيد استاذ الاعلام بجامعة بغداد وكاتب العمود اليومي المعروف (صباح الخير) قبل عقود، وتخيلوا كم هو عسير كتابة عمود يومي يحرص على أن يكون مؤثرا ومحافظا على جودته ان لم يكن كاتبه بارعا، ان مثل هؤلاء الصحافيين يمنحونك ما تتطلع اليه من شرعية وهوية.

ما زالت الزمان وبرغم كل المتغيرات حريصة على العادات والسياقات الصحافية، واحترامها لكتابها وجمهورها، في وقت غادرت فيه بعض صحفنا هذه السياقات النبيلة، والأمثلة كثيرة، فكيف لا أحرص على انتمائي للزمان، بينما هي تبادلني حرصها لتنشر اعتذارا في المكان واليوم نفسه المخصص لي في الحالات التي يتعذر علّي كتابة عمودي بسبب ظرف صحي او سفر خارج البلاد، او الاتصال بك عند تأخر وصول مقالك للجريدة في الموعد المحدد للصدور، او الاحتفاء بك عندما تُصدر كتابا او تنجز عملا مميزا، وهذا دين في الأعناق بأن تبقى الزمان في الأحداق.

 

jwhj1963@yahoo.com


مشاهدات 127
الكاتب جليل وادي
أضيف 2024/07/27 - 3:36 PM
آخر تحديث 2024/08/30 - 4:20 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 145 الشهر 145 الكلي 9988767
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير