مواقف الأوغاد قديماً وحديثاً
حسين الصدر
-1-
لا أدري بماذا أصفُ مَنْ حارب الامام الحسين (ع) وأصرّ على قتله وهو يعلم علم اليقين مَنْ هو الحسين وما هي مكانته عند الله وعند الرسول (ص) وعند سائر المسلمين ؟
-2-
قال لهم الحسين (ع) :
أنشدكم الله هل تعرفوني ؟
قالوا :
نعم أنت ابن رسول الله وسبطه
فقال :
أنشدكم الله هل تعلمون أنَّ جدي رسول الله ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
هل تعلمون انّ امي فاطمة بنت محمد ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
أنشدكم الله هل تعلمون أنَّ أبي عليّ بن ابي طالب ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدتي خديجة أول نساء هذه الأمة ايمانا ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
انشدكم الله هل تعلمون انّ سيد الشهداء حمزة عمّ أبي ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أنَّ جعفر الطيار في الجنّة عميّ ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال : فأنشدكم الله هل تعلمون انّ هذا سيف رسول الله أنا مُتَقَلِدُهُ ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
فانشدكم الله هل تعلمون انّ هذه عمامة رسول الله أنا لابسها ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
فانشدكم الله هل تعلمون أنَّ عليّاً كان اولهم اسلاما ، واعلمهم علما ، وأعظمهم حلما ، وانه أول كل مؤمنٍ ومؤمنة ؟
قالوا :
اللهم نعم
قال :
فَبِمَ تستحلون دمي وأبي الذائِدُ عن الحوض غدا يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر عن الماء، ولواء الحمد في يد جدي يوم القيامة ؟
قالوا :
قد علمنا ذلك كله ،
ونحن غير تاركيك حتى تذوق الماء عطشا .
-3 -
من الخطأ بمكان أنّ نعتبر مقاتلي الحسين (ع) الذين استنشدهم واقام عليهم الحجة من المسلمين .
-4 –
ونحن على يقين بانَّ الضراوة والغلظة التي حاربوا بها الحسين (ع) فاقت حدود التصور ، ولو كان مشركو قريش وعبدةُ الاصنام مكانهم لما وصلوا الى ما وصلت اليه سفالتهم وبهيميتهم .
-5-
ولم يشهد تاريخ الإسلام كله أمثال تلك الزُمر المتوحشة التي أصبحت المثال البارز للسفالة والنذالة والخيانة والتنكر لكل القيم والمبادئ المقدسة ،
ومن هنا حققت عليهم اللعنة ووجبت البراءة منهم .
-6-
وقد ورثهم دواعش العصر فحملوا نفس الصفات والاّ فما معنى الأغارة على مسجد أقام فيه المؤمنون في (عُمان) مجلس العزاء على سيد الشهداء ؟
فأمطرهم الدواعش بالرصاص عقابا لهم لحبهم الامام الحسين وحزنهم عليه .
-7-
ان معركة الحسين مع خصومه الأوغاد ممتدة على مدار الأيام .
فهناك الاحرار والحرائر الذين التزموا بنهجه ونسجوا على منواله ،
وهناك الاوغاد الاوباش الغارقون الى الاذقان بأحقادهم واضغانهم على الإسلام وعلى عقائده وأحكامه ورموزه واخلاقياته .
والدنيا هي ميدان الاختبار فطوبى للفائزين بالثبات على الحق ، والانتصار للقيم المقدسة والويل والعذاب لقوى الظلم والظلام .
Husseinalsadr2011@yahoo.com