الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فوضى المرور يا رئيس الوزراء

بواسطة azzaman

فوضى المرور يا رئيس الوزراء

عماد مكلف البدران 

 

ربّما يكون قانون المرور في العراق من أفضل القوانين في المنطقة فإنّ بلدنا من أوائل البلدان في الشرق الأوسط التي شقت الطرق وعبّدتها لتسير عليها أفخر السيارات وأفضل المركبات وهكذا ضُبط المرور وقلّتْ الحوادث وشعر المواطنون بالأمان ، لكننا اليوم وعلى الرغم من التوسّع بتعبيد الطرق وشق بعضها نشهد فوضى مرور وتدهور كبير أودى بحياة العديد من المواطنين ويكاد يصل الى مستوى ما ازهقه الارهاب من أرواح ،فكل يوم تسمع عن حادث مروّع يذهب ضحيته العديد من المواطنين وليس شخصاً واحداً ، ولنقف على مسببات الحوادث التي على رأسها السرعة الجنونية والتهور وطيش السواق واستهتارهم فقد ضربوا القوانين المرورية عرض الحائط هذا اذا ما عرفنا أنها لا تُطبق ولا تُحترم من شرطة المرور أنفسهم الذين لا يبالون بسبب تعرض بعضهم الى تجاوزات من المواطنين والاحزاب ،وكذلك لا تحترم من المواطن الذي استهان بقوانين المرور ولم يحاول أنْ يفهمها او حتى يسأل عنها ويتابع التعليمات ،فما هي الفوضى التي تصنع الحوادث؟ ، هي السرعة والاجتياز من جهة اليمين ما يربك السير، وطيش السائقين فإننا نشاهد سرعة جنونية لأصحاب (اللوريات) القلابات و(التريلات) تضاهي سرعة السيارات الصالون الصغيرة فضلاً عن عدم إلتزامهم بالشروط التي تمنع تطاير الرمل من قلاباتهم وانتشار الحصى وقطع الطابوق ومن يحمل منهم الانقاض والزيل فإنه ينشرها ولا يبالي وكأنّ الأوامر صدرت له أنْ يفرّغها في الشوارع ما يفاقم الحوادث، ثم يأتي  طيش ساقي الآليات واستهتارهم مثل (الشفلات) والرافعات ( الكرين) ويلتحق بهم طيش الشباب (المُفلّق) وحركاته البهلوانية التي تتسبب بفوضى السير والارباك وهم يستعملون مضخمات صوت الكزوزات.

الاتجاه الخطأ

ومن حالات الفوضى السير بالاتجاه الخطأ ( Wrong Side) وزيادة على ذلك دخول (التكاتك) الى ساحة الفوضى المرورية فإنّ اصحابها من ذوي الاعمار الصغيرة اي تحت سن الثامنة عشرة ،يرتكبون أخطر التجاوزات ويُشعرون الجميع بهيمنتهم على الشوارع والطرقات والأرصفة ،فهم لا يبالون اذا ما ساروا عكس الاتجاه  او نفذّ أحدهم استدارة بسرعة خاطفة امام السيارات المسرعة او نزل عليك من الأرصفة واحياناً تعتقد أنّهم سينزلون عليك من السماء، وبعضاً منهم طائش الى درجة استعداده  للصدام والعراك  باستعمال السكاكين والأسلحة النارية وهذا حال بعض من سائقي (التكاسي) ولا يمكن وصف الأمر الا بكونه منفلتاً مع شيوع تهور مستهين بحياة المارة والسيارات التي تسير بشكل نظامي محترم ،ويلاحظ ايضاً وجود صبية يقودون سيارات ومركبات حمل وأعمارهم لا تسعفهم للحصول على إجازات السوق وهكذا وكأنّ الشوارع فقدت النظام وأخطرها تلك التي يهيمن عليها السائق المخدَّر من يتعاطى المخدرات والمشروبات الكحولية وليس من ضابطٍ له او متابعٍ ومدققٍ لتظهر السيارات المترنحة و(التكاتك) المترنحة وهي تعزف (هورنات) العربدة والفوضى وقد هددت أرواح الطلبة والموظفين ومن يخرجون من أجل لقمة العيش، لتُسبب حالة من الهلع والارهاب، فإنّك قد تسير في أمان الله لتنقضّ عليك مركبة تُؤْدي بحياتك ويضاف الى هؤلاء مجموعة من سائقي الدراجات النارية و(الستوتات) غير المنضبطين والمنضمين الى جوقة المترنحين ،ويأتي صنف آخر من السواق أي أولئك الذين يستعملون الهواتف في أثناء السياقة وبعض منهم يلهو به وهكذا يا سيادة رئيس الوزراء فوضى مرور واضحة تُربك السير وتفاقم الحوادث وتتسبب بالإزدحام فلا يكاد ينقضي يوماً إلا وقد تسبّب حادث ما بإغلاق الشوارع وتعطيل المرور .

 


مشاهدات 55
الكاتب عماد مكلف البدران 
أضيف 2024/07/20 - 1:23 AM
آخر تحديث 2024/07/22 - 4:49 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 168 الشهر 9383 الكلي 9371455
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير